وقفة عز

أخي ورفيقي وصديقي أبو رفيق يقاوم كورونا – نضال حمد

أسوأ خبر سمعته في زمن كورونا اللعين ..
أخي ورفيقي وصديقي ابو رفيق يرقد في باريس بالعناية الفائقة بسبب اصابته بفيروس كورونا اللعين.
هكذا قرأت الخبر صباح اليوم في الفيسبوك وفي صفحة الصديق أبو بشار الخضراء في صوفيا ببلغاريا. كان الخبر الصادم مفاجئا وقويا، ترك وقعه في قلبي وعقلي ..
أبو رفيق، يا حبيب القلب ورفيق الدرب، قلبي معك وعقلي أيضا.
معقول يا أبا رفيق؟
يبدو كل شيء معقول، فحين تعجز عن قتلك أحدث الصناعات الحربية الامريكية الصهيونية وطائرات الفانتوم ودبابات ابراهامز وميركفاه، ولواء غولاني والوحدات الخاصة، يتمكن منك عدو شبح مجهول، لا تراه لكنه يراك ويلاحقك في كل ثانية .. تقاتل على كل الجبهات وفي كل الميادين والساحات والمخيمات والمعسكرات… وتخرج سالما وبأقل الخسائر، ثم يلقيك طريح الفراش وفي غرفة الإنعاش فيروس مجهول لعين.
ليس الآن، لست جاهزا لا نفسيا ولا ذهنيا للحديث عنك يا صديقي أبو رفيق،
يا ابن تونس الخضراء، الذي عرفته مخيماتنا في لبنان من برج البراجنة الى البداوي والبارد وعين الحلوة والبص وبرج الشمالي.
أكتفي بالقول أنه يوم أصابتني دبابة الميركفاه الصهيونية في 17-9-1982 ثاني أيام مجزرة صبرا وشاتيلا، كان أبا رفيق يتموقع خلفي مباشرة.. وهو الذي حملني مع بعض الرفاق الى أقرب مستشفى.. مستشفى غزة في مخيم شاتيلا.
أتمنى من الله أن تعود سالما معافيا يا أيها الشهم الأصيل .. وأن ترجع الى ابنك وزوجتك وعائلتك .. الى ابنك (رفيق) الصغير..
اتصلت بي بعد ولادته لتأخذ رأيي وتسألني عن الاسم الذي سيحمله .. فكان جوابي سميه رفيق، لأننا نعرفك أبو رفيق، ولن تكون غير ذلك.. وهكذا كان يا صاحبي ..
أبو رفيق تاريخ عظيم لتجربة عظيمة امتدت من شمال افريقيا، من قرطاجة الى فلسطين ولبنان وسوريا والقارة العجوز.
أترك لرفاقه ولرفاقي التعليق والحديث عنه وعن مآثره. فأنا الآن لست في وضع نفسي يسمح لي القيام بذلك.
نضال حمد – 5 نيسان 2020
الصورة: أنا وأبو رفيق في باريس سنة 2007