صهيونيات

(إسرائيل اليوم) : ترامب والاتفاق النووي.. التعديلات على الطريق

زلمان شوفال  – ترجمة: مرعي حطيني

هل قرار الرئيس ترامب بتعليق تجديد العقوبات الواسعة على إيران لعدة أشهر – أي ما يعني عملياً عدم الإقدام، الآن، على قطع أنبوب الأوكسجين الذي قدمه لها الاتفاق النووي – هل هو فشل سياسي أو أن الحديث يدور عن تراجع تكتيكي وحسب؟ هذا هو السؤال الذي لا يشغل اليوم فقط المحللين على مختلف مشاربهم بل أيضاً شركاء الولايات المتحدة الأمريكية في الاتفاق.

ويبدو أن الطريق الذي قرر ترامب ومستشاروه اتباعه يعتمد التقدم على مراحل. والخطوة الفورية هي فرض سلسلة من 14 عقوبة جديدة على شخصيات وهيئات إيرانية ترى الولايات المتحدة الأمريكية أنها المسؤولة الأساسية عن انتهاكات حقوق الإنسان (داخل إيران) والمسؤولة أيضاً عن تسليح الجهات الإرهابية مثل حزب الله (على الصعيد الخارجي). وإلى جانب ذلك أعلن ترامب أن هذا كان التعليق الأخير لتجديد العقوبات الشاملة، وأنه لن يكون هناك تنازلات أو تعليق مرة أخرى.

إن طريق الإدارة الأمريكية لتحقيق أهدافها مع إيران محفوفة بالعقبات والمصاعب. ومثلما سبق القول كثيراً فإن “السياسة تبدأ دائماً من الداخل”. فالديمقراطيون، على الرغم من وجود عدد غير قليل من بينهم يتحفظون على الاتفاق النووي، فهم غير متحمسين لمساعدة ترامب، وبخاصة في سنة الانتخابات لمجلسي الكونغرس. ومع ذلك فإن الثنائي الذي يترأس لجنة الخارجية في مجلس النواب، بن كاردين الديمقراطي (اليهودي) والجمهوري بوب كوركر، هما في حالة اجتماع دائم منذ عدة أسابيع في محاولة للتوصل إلى صيغة متفق عليها لإضافة شروط مقيِّدة للاتفاق النووي. والهدف هو إدخال بعض المواضيع إليه والتي أبقاها الرئيس أوباما خارج إطار الاتفاق – تطوير الصواريخ بعيدة المدى والنشاط الإرهابي والدعم المقدم لحزب الله وللإرهابيين في اليمن.

وهناك عقبة خطيرة تكمن في الرفض المتوقع من قبل الأوروبيين، ومن الصين وروسيا، لأية خطوة تقوض الاتفاق. فأوروبا سوف تعارض حتى إلغاء “بنود غروب الشمس″ – رفع بعض القيود المعينة عن النشاط النووي الإيراني بعد انتهاء الاتفاق الأساسي. ومن المتوقع أن يُقدِم ترامب على تغيير الاتفاق حتى بدون موافقة دولية، إلا أنه في هذه المرحلة ليس هناك جواب شافٍ على السؤال “كيف نفعل هذا لوحدنا”. فالحديث يدور عن اتفاق متعدد الأطراف، وكل الأطراف الأخرى تريد الحفاظ عليه مثل بؤبؤ عيونها.

ومن المفترض ألا يقوم الرئيس وحده فقط، بل كبار مستشاريه أيضاً، الجنرالان ماكماستر وماتياس ووزير الخارجية تيلرسون، أن يقوموا ببذل جهود كبيرة جداً خلال الأسابيع والشهور القادمة بهدف إيجاد ردود مناسبة لهذا التحدي. وتُظهر الورطة الحالية، مرة أخرى، فشل النهج الذي اتبعه الرئيس أوباما تجاه إيران: محاولات التقرب الفاشلة من “القائد الأعلى” خامينائي، والتجاهل التام لقمع المظاهرات في شوارع طهران، والانسحاب الأمريكي من معظم المناطق المشتعلة في الشرق الأوسط وفتح الأبواب على مصراعيها أمام السيطرة الإيرانية (الروسية) في سوريا والعراق. هذا بالإضافة إلى التهديد الوجودي على أجزاء من العالم من الاتفاق نفسه.

لقد رأى رئيس الحكومة نتنياهو، قبل الكثيرين سواه، الخطر الذي تشكله إيران نووية. وهو لم يكن بوسعه، بطبيعة الحال، أن يمنع خطوة كانت أمريكا برئاسة أوباما مصرة على تنفيذها. ولكن يبدو أنه، بفضل نضاله العام، ازداد الوعي لضرورة إلغاء الاتفاق كاملاً، أو تعديله.

المصدر: (إسرائيل اليوم)