الأرشيفالجاليات والشتات

إلى روح المناضل رفيق الدرب صالح الغرسلاوي ( صقر الكادح)- أحمد بن حريز

إلى روح المناضل رفيق الدرب صالح الغرسلاوي ( صقر الكادح)
بأي الكلمات أرثيك وبأي العبارات أنعيك ، أنت يا من علمتنا قيم الوفاء والاخلاص والعطاء والتضحية والان لا أجد الكلمات التي تقال في رثائك ، كل الافكار والحروف تبعثرت والكلمات تاهت ، تاهت في طيات ذاك الزمان، بسهول و وديان و تلال الجنوب اللبناني الزمان الذي كان يجمعنا حول قضية سامية ومصير شعب في وطننا وها نحن اليوم قد افترقنا جسديا بقضاء الله وقدره وغدرات الزمن…………
يا أيها المقاوم صقر الكادح ، الثائر المناضل صالح غرسلاوي
يا رجل الوطن والامة واحد اعمدة المسيرة الوطنية والقومية……..
حقا لا اعلم ما به قلمي يقف عاجزا عن وصف ما أنا فيه ،فهو مهما كتب ومهما عبر لن يمنحك حقك فأنت لا الكلمات ولا المشاعر يمكن أن توفيك حقك
من أصعب لحظات العمر أن تفقد رفيق نضال تقاسمت معه مرارة الأيام وحلاوتها، وعشت معه تجارب العمل المقاوم لسنوات طويلة. ننظر إلى الخلف فنجد العديد من الإنجازات قد تبعثرت أو غيرت اتجاهها أو تجمدت في مكانها، ونجد العديد من الرفاق قد قضوا حقيقة أو مجازا. ومنهم من انحرفت بوصلته «ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا».
لقد فقدت في السنوات الماضية رفاق درب وإخوة نضال ودائما أحاول ان العب دور أحد المؤبنين. لقد تعودت على كتابة كلمة التأبين وفي كل مرة أقف أرثي رفيق نضال و لكثرة ما رثيت رفاق دربي يتبادر لذهني أني بدأت أكتب شيئا في رثائي ، كم مرة وقفت هذا الموقف لأرثي أحبة وأصدقاء مناضلين مقاومين بدأوا يغادروننا الواحد تلو الآخر، حتى نكاد نتلفت من حولنا فلا نجد إلا كثيرا من العتمة يخترقها ضوء شمعة أو شمعتين ، وها نحن اليوم نقف مصدومين أمام رحيل فارس تونسي آخر من فرسان العمل المقاوم بالجنوب اللبناني الى جانب المقاومة الفلسطينية أخي وصديقي ورفيق دربي صالح الغرسلاوي ( صقر الكادح ) الذي وافته المنية قبل الأوان و سيشيع اليوم لمثواه الأخير ببلدة الشراردة ولاية القيروان
أقدم أولا تعازي القلبية لأبناء الشعب التونسي و الفلسطيني والعربي في المهجر والوطن، على فقد الأخ والمناضل والصديق والرفيق صالح الغرسلاوي. هذا الرحيل غير المتوقع موجع، لأن المناضل الفقيد جمعتني به سنوات طويلة من العمل المقاوم في أواسط السبعينيات من القرن الماضي، حيث كان يجمعنا الهم الفلسطيني والشجن الفلسطيني والشأن الفلسطيني
صلاح الغرسلاوي إنسان بسيط مثل وردة، شهم كحصان جموح، دائم الحركة كنحلة. فلاح مع الفلاحين وابن مدينة مع المدنيين ومثقف مع المثقفين- متواضع كأنه ناسك في معبد، صلب عندما يتعلق الأمر بقضية شعبه كأنه الفولاذ. نظيف اليد والقلب والروح. كان أبعد الناس عن طريق الفساد الذي جرف الكثيرين فاغتنوا على حساب معاناة شعبهم، بل عاش وقضى نقيا. يحمل الهم العام ولا يتهرب من مسؤولية ولا يتكل على غيره في إنجازها. لم يكتف مثل الكثيرين بمقعد الوظيفة وجلس وراء كرسي مخملي يطالع آخر ما جاء من أخبار- لم يغلق نوافذ العقل ولم يكتف بالعمل الميداني، بل جمع الاثنين معا، وهو يحمل الهم العام وينزل به إلى الميدان ، لا يكل ولا يمل ولا ييأس ولا يرفع يديه مستسلما أبدا، وكلما حاورته وجدته مستعدا للعطاء. غير متعصب لرأي ولا متهاون في موقف هو مقتنع بسلامته
نعاهدك الالتزام بكل المبادئ التي اقسمنا عليها نعاهدك ان نمضي قدما الى الامام لتجسيدها على الواقع نعاهدك باننا لن ندخر جهدا لتحقيق طموح وتطلعات ابناء شعبينا التونسي و الفلسطيني مثلما تعاهدنا
فلا يسعني إلا أن أقول رحمك الله وغفر لك ،الى رحمة الله وجنات خلده ،العزاء والصبر لرفيقة دربك هيفاء و لاسرتك ولاهلك والى جميع الرفاق ، العزاء لنا جميعا والى جميع ابناء شعبنا في الوطن والمهجر
ستبقى حيا الى الازل في الذاكرة
صوره بجنوب لبنان