الأخبارالأرشيف

اختراق الجزيرة بحجم اغتصاب وطن – عادل سمارة

 
  • بن سلمان وأردوغان يُذلُّون مليار سني وأكثر
(1)
 
اليس عجيبا ومخزيا هذا؟ أليس عاراً أن يجلس بن سلمان كتلميذ يُعاقب على نسيان دفتر الحساب في البيت؟ وهو الذي لم يُفرج بعد عن دزينات من اللصوص أمثاله في أرض الرسول؟ أخطأ ترامب/و في الحساب حين قال أنه يريد من بن سلمان 19 تريليون دولار، لأن المديونية الأمريكية اصبحت 20 تريليون دولار. لم يكن ترامبو/ وقحا وغير لائق المنطق، كما يزعم محللون تافهون وفضائيات تافهة “عربية-ربما” لأن ترامبو يعلم أنه استجلب بن سلمان مخفورا إليه كعميل، ومن ينكر هذا ليس سوى عميلا للعميل. بن سلمان ليس حليفاً، لا يرقى إلى تلك المكانة.
ترامب/و كشف عن كونه سليل شيلوك. هذا أمير الطائفية السنية، !!!
في الدفة الأخرى يصرخ اردوعان عبر فوهة المدافع حزنا على البهائم الوهابية في الغوطة، فكان لا بد له أن يفغر فاه ببعض القذائف ضد الجيش العربي السوري. تركيا كعميل صهيو-امريكي وعدو أول للعرب تقوم بالمهمة التي فشل بها الجيش الأمريكي الثالث اي الإرهابيين سواء في عفرين او سنجار أو قرب نُبُّل والزهراء. لكنه لن يجرؤ على أكثر وهو يعلم أنه سيُهزم ويُطرد. وستكون هذه المغامره التي أُمر بها اردوغان أو أغوى نفسه بها مقدمة ذات وقت ليس بالبعيد لاستعادة الأرض السورية المهداة من فرنسا لتركيا في ثلاثينات القرن الماضي، القرن اللعين، لأن القرن الحالي رغم العدوان المتعدد يحمل واقع النصر.
وأخيرا، لا استذكار الكيان للعدوان على مفاعل دير الزور، ولا عدوان أردوغان على الشمال السوري سوف يُنقذ البهائم في الغوطة، بل ولن يرفع معنوياتهم، إنها مجرد بكائيات قذرة على حلفاء وسحيت، ولكن، اين هي الطائفة السنية التي يقودها وغدان، بن سلمان وأردوغان لتخدم بدمائها وثروتها أعدائها هي نفسها. فهل من سامع؟ هل من معترض؟ لا تقل لي بأنهما لا يمثلان هذه الطائفية، إلا إذا انتفضت.
 
(2) 
اختراق الجزيرة بحجم اغتصاب وطن
 
ليس القصد من هذا المبالغة، بل ربما مضمون هذا القول أقل بكثير من تصوير مدى الدمار الذي ألحقته هي المحطة وتلك السلطة/القاعدة للإمبريالية أي قطر ضد الوعي الشعبي العربي. وليست لا الجزيرة ولا قطر من صُلب مخابرات بلد واحد، وهي بالتأكيد ليست من صلب سلطة قطر، بل تلك السلطة هي ماسورة تمرير الوباء الغربي-الصهيوني. هي أشبه بدهاة العرب مجهولي الآباء حيث نُسبوا كل إلى “أبيه”.
يعرف بالطبع ذوو الخبرة والوعي أن الغرب ماكينة خداع ونفاق ودم هائلة، لكننا في الوطن العربي لم نعهد إعلاماً ولا سلطة تمكنت من إلحاق كل هذا الأذى بالأمة العربية. بالطبع بدأ كادرها من فريق امتطته بي بي سي البريطانية وصاغته بشكل تمكن معه من اقتحام النفوس والعقول.
 
بدأت الجزيرة بالكذب المتقن إلى حد التخدير وسقوط الكثير بل الأكثرية في عشق ما تنشر. وحينما كشفت عُريها واصلت الكذب بطريقة لم يعهدها أحد.
والخطورة أن هذه المحطة وسلطة قطر قد غرست في الكثير من المثقفين/ات ووسائل الإعلام استحسان بل عشق الكذب. والأخطر أنها وضعت ورمت الشارع العربي في مأزقين:
الأول: ماذا يصدق؟ من اين يجد الحقيقة؟ مما يورطه في الشك المطلق.
والثاني: أن معظم الإعلام العربي حذا حذو الجزيرة فكانت مدرسة في ادعائها العروبي وبقيت مدرسة في التخريب الوعيوي.
وانتشر هذا الوباء إلى كثير من الكتاب والمثقفين فأصبحت هناك جزرا لا جزيرة واحدة.
هذا التخريب للوعي العربي الشعبي والثقافي يوازي ضياع وطن، لأن ضياع وعي امة يجعلها لا تبالي بضياع وطن.
 
من هنا، صار لا بد من التأكيد على الوعي الحزبي، على مواقف القوى العروبية حتى لو كانت وسائلها ضعيفة وقليلة. لا بل إن التسمُّر أمام الشاشات المسمومة ولزمن طويل يخلق حالة من العمى. هذه المحطة ومثيلاتها وتلك قطر ومثيلاتها جعلت من المجتمع بطارية تعبئها بأي شيء أرادت وتفرغها لتعبئها بآخر يُنسيها سابقة. 
بين الكذب، وبين خداع اللوان وبين الإسقاطات الجنسية بالبصر وبين تسميات دكتور، خبير، محلل…الخ صار لا بد للمواطن من الاستغناء عن عقله ومن ثم وعيه. 
إن قوة وعي شعبي، وقوة حزب عروبي وحدها التي تبدأ عملية تطهير الوعي وصولاً إلى تطهير الوطن. 
تعالوا إلى دليل واحد على الأقل، إلى التطبيع. بدأته قطر سياسياً ومررته في نفس فترة التعاطف الشكلي مع العراق بعد عدوان 1991 لا سيما وأن كثيرا ممن يزعمون الثقافة والعروبة كانوا يهتفون للعدوان على العراق تماما كما فعلوا تغنياً بالعدوان على ليبيا واليوم ضد سوريا واليمن. ورغم ادعاء الإخوان ان فلسطين “وقف إسلامي” إلا أن قطر قاعدتهم الفكرية والمالية وكذلك تركيا وكلتاهما تعترفان بالكيان الصهيوني وتروجان للتطبيع. هذا طبعا ناهيك عن انه في كل شبر من ارض قطر دبابة امريكية.