بساط الريح

الخطاب الديني الساذج والخطاب السياسي الساذج – محمود فنون

 
يقول الشيخ لمريديه : الجنة ، وعرضها السماوات والأرض وصولها ليس صعبا .

ويأخذ في الشرح تحت عنوان الطريق الى الجنة :

تصلي على النبي في اليم مئة مرة فتكسب الف حسنة

تقول لا حول ولا قوة الا بالله فيقيك الله من الشرور

وتقول سبحان الله وبحمده فتحصل على كذا

ولا تنس ذكر الله مرات في اليوم

و و و  ثم يقفز إلى النتائج :

تدخل الجنة وهناك الفاكهه والخضار والهناء والحور العين وانهار من خمر ومن لبن …

القصة بسيطة إذن والنتائج هائلة .

السياسيون ومعظمهم متأثرون بهذه المناهج التي يبثها الدعويون والوهابيون والحركات الدينية .
يقول القائد السياسي :

للخروج من المأزق : مصالحة بين فتح وحماس ، وحدة وطنية لمجابهة الإحتلال ، ورفع الحصارعن قطاع غزة ، ومجلس وطني توحيدي  يضم الجميع ولجنة تنفيذية  تقود الشعب الفلسطيني ، يعني اصلاح منظمة التحرير لتكون اطارا عاما للشعب الفلسطيني، ورفع ملف القضية للامم المتحدة ليأخذ الشعب الفلسطيني حقه في وطنه.

وجاء خطابهم اليوم ليقول أن المخرج هو الدولة الواحدة لليهود وللعرب ..

وهم يعلمون جيدا أن كل هذا هراء وخطاب مكرور موجه للضلال والتضليل.

هكذا ويدخل القائد الفلسطيني الجنة دون حساب او عقاب وكذلك دون ان يفعل شيئا لتحرير فلسطين .

ابرز المتحدثين بهذا الخطاب : كلهم من اليمين ومن اليسار ( طبعا اليمين هو يسار واليسار هو يمين وحسب الرغبة ).

استعمالات هذا الخطاب :

أولا: من أجل بقاء القادة في مناصبهم ، وإغلاق باب القيادة عن التجديد وإبقاء ” عباءة ” هذا الرعيل غطاء على الجميع القابل وغير القابل  .\

ثانيا : الإثبات أن هذا الرعيل قد تحول إلى زعامة تقليدية متخلفة شبيهة بالقيادة التي سادت في كل فترة قبل عام 1948م. وأن سقف نضالهم ومعارضتهم هي في هذه الحدود وأنها لا تصل إلى مستوى التحريض الجدي على العدو أو الدعوة لخلق حالة كفاحية جديدة .

ثالثا : من أجل الظهور بمظهر المنسجم مع الحالة ظنا أن هذا أضمن للبقاء وأكثر أمنا من غضب الرجعيات العربية وإسرائيل وأمريكا .

رابعا : هذا الخطاب مساهمة في تضليل المريدين وتفسيخ نفسياتهم  وتبديد أي حضور كفاحي .

إن بقاءهم هو عامل جدي في تبديد أية طليعة كفاحية ، ومع بقائهم يكونوا قادرين على ” إفشال إضراب 1936 ” وتبديد نتائجه وإفشال انتفاضة 1987م وتبديد نتائجها وافشال انتفاضة ال 2000 وتبديد نتائجها وإفشال حراكات الشباب التي انطلقت خلال الثلاث سنوات الأخيرة وأي حراك آخر.

واليوم يخطبون في الهدنة والتهدئة  وهي كذلك عبارات مضللة وموجهة للمريدين وهي وقف النضال في قطاع غزة بحراسة حماس المباشرة  لحدود إسرائيل دون خجل أو وجل  وتحويل حماس إلى خادم لأمن الإحتلال جهارا نهارا وبغطاء الخطاب الديني ولقمة عيش غزة  وسلامة الرموز القيادية مؤقتا على الأقل وقبول حماس عضوا أصيلا في النظام الرجعي العربي المتهالك والمتواطيء مع الإحتلال.

إن مغادرة الخطاب الثوري التحرري تعني أن القيادة تحولت إلى زعامة تقليدية مهمتها المحافظة على الهدوء لإسرائيل ومع استمرار عملية التهويد على الأرض وفي الأذهان .