الأرشيفعربي وعالمي

السجون البحرينية.. واستشهاد عباس مال الله – ندين عباس

مأساة السجون البحرينية.. واستشهاد عباس مال الله

رئيس منتدى البحرين لحقوق الانسان باقر درويش يتحدث للميادين نت عن الإرباك الرسمي للسلطات البحرينية عند إعلان استشهاد السجين عباس مال الله، والمنتدى  يرصد 766 انتهاكاً لحقوق تلقي العلاج المناسب خلال 3 سنوات.

رغم التنديد المتكرر الصادر عن المنظمات الحقوقية الدولية حول انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، إلا أن السلطات في هذا البلد لم تلق بالاً وصمّت السمع عن كل هذه النداءات، فوضع معتقلي الرأي في السجون البحرينية يشكل، بحسب نشطاء بحرينيين، ضرباً لكل العهود والمواثيق الإنسانية والدولية.

سلسلة من المظاهرات والاحتجاجات شهدتها بعض مناطق البحرين في الأيام الأخيرة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين وخصوصاً في ظل الحديث عن سوء أوضاعهم الصحية وتفشي فيروس كورونا، إلا أن الخبر أمس الثلاثاء كان صادماً بوفاة المعتقل عباس مال الله، بعدما طلب نقله للمستشفى قبل يوم من وفاته نتيجة شعوره بآلام شديدة في منطقة الصدر والبطن، إلا أن إدارة السجن رفضت طلبه، وفق ما أكّد رفاقه في السجن.

“مال الله” كغيره من المعتقلين السياسيين تعرضوا للحرمان من العلاج لسنوات، فأضرب عن الطعام عدة مرات للمطالبة بتوفير العلاج اللازم له، على إثر إصابته بالرصاص الإنشطاري (الشوزن) ومعاناته من اضطرابات القولون.

رحلة السجين مال الله منذ اعتقاله

مركز البحرين لحقوق الإنسان تحدث، في بيان عبر حسابهم على “تويتر”، عما مرّ به الشهيد “مال الله” منذ لحظة اعتقاله حتى محاكمته في محكمة عسكرية، والحكم عليه بالسجن 15 عاماً، مؤكداً أن “الرئيس السابق لمركز البحرين لحقوق الإنسان كان أكد عبر حسابه في تويتر عن جلب مال الله للمحكمة محمولاً لا يقوى على السير جراء التعذيب الذي تعرض له بعد اعتقاله”.

كما قال إنه “في خطوة خالفت مبدأ العقوبة الفردية، أقدمت وزارة الإسكان على سحب الوحدة السكنية التي خُصصت لعائلته بعد الحكم عليه على الرغم من محاولة عائلته المستمرة للحصول على الوحدة التي كانت مخصصة لهم”.

48 معتقلاً توفوا داخل السجون منذ 2011

بحسب مركز البحرين لحقوق الإنسان فإن “مال الله” هو المعتقل رقم 48 في قائمة المعتقلين الشهداء، الذين توفوا داخل السجون في البحرين منذ العام 2011.

وطالب المركز في بيانه يوم أمس، بالإفراج عن المعتقلين الذين تم اعتقالهم على خلفية قضايا متعلقة بالوضع السياسي والحقوقي في البحرين، وفتح تحقيق محايد ومستقل في قضية وفاة عباس مال الله، ومحاسبة من يثبت تورطهم في ذلك.

درويش للميادين نت: الحرمان من العلاج وسيلة التعذيب المفضلة

رئيس منتدى البحرين لحقوق الانسان باقر درويش قال في تصريح خاص للميادين نت إن “لجوء وزارة الداخلية البحرينية إلى اتخاذ تدبير إعلامي وإعلان وفاة ضحية التعذيب عباس مال الله قبل التواصل مع أهله يشي بطبيعة الإرباك الرسمي”.

وتابع درويش “اضطرت عائلة مال الله إلى التواصل مع عدة جهات رسمية من أجل التأكد من الموضوع بعد تداوله إعلامياً؛ حيث لم تتواصل معهم وزارة الداخلية لإبلاغهم بالخبر؛ بل اكتفت بإصدار بيانين الأول من إدارة السجن والثاني من النيابة العامة”.

وبحسب درويش، تشير إفادات سجناء الرأي منذ سنة 2018 إلى تحويل الحرمان من العلاج لأحد وسائل التعذيب المفضلة لدى إدارة السجون؛ وقد رصد المنتدى 766 انتهاكاً لحقوق المعتقلين بتلقي العلاج المناسب خلال ثلاث سنوات، حيث يفيد الضحايا بأنَّ التعذيب عبر الحرمان من العلاج هو في كل مراحل الدعوى الجنائية وصولاً لمدة تنفيذ العقوبة.

كما أعطى درويش مثالاً على ما تعرض له ضحية التعذيب محمد سهوان وقال “عندما تم نقله للتحقيقات بعد اعتقاله في 2012 قال له الضابط: لقد اطلعت على فحوصاتك الطبية، وأعرف بأن لديك أكثر من 50 شظية شوزن برأسك في الجهة اليمنى، سأضربك بقوة في الجهة اليسرى من رأسك حتى ترى الشوزن والدم يخرج من رأسك من جهة اليمين، لاحقا توفي سهوان في 2017 بعد حرمان قاسٍ من العلاج”.

احتجاجات للمطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين

ومنذ 10 أيام، تشهد البحرين احتجاجات عديدة للمطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين، وذلك بعد الإعلان الرسمي عن إصابة 3 سجناء بفيروس كورونا وتمكن الأهالي بجهدهم الشخصي من اكتشاف بقية الإصابات التي تجاوزت السبعين حالة، حيث لم تعلن الجهات الرسمية عن بقية أرقام الإصابات في السجون.

بعد الضغط والإضراب نقل المعتقل محمد عبدالحسن إلى المشفى

وبالتزامن مع إعلان خبر وفاة “مال الله”، تحدثت مصادر من سجن “جوّ” لموقع “مرآة البحرين”، عن نقل السجين محمد عبدالحسن حبيب يوسف إلى المستشفى في حالة حرجة، وتم إدخاله غرفة العناية القصوى.

وأكّد السجناء أنهم نفذوا بالأمس إضراباً عن الطعام من أجل المطالبة بنقله للعلاج، وتم بالفعل نقله لمستشفى السلمانية وإدخاله قسم الإنعاش مباشرة”.
كما أكّد السجناء أن زميلهم الشاب “في غيبوبة بين الحياة والموت”. ولم يتم إعلام عائلة المعتقل بحالته إلا صباح اليوم الثلاثاء 6 نيسان/أبريل 2021.