الأرشيفوقفة عز

الشاعر عز الدين المناصرة، عز الشعر الفلسطيني – نضال حمد

ها هو الشاعر الكبير عز الدين المناصرة يمضي شهيداً بسبب اصابته بوباء كوفيد19 “كورونا” اللعين .. وها هي كلماته الشهيرة “بالأخضر كفناه”  نودعه بها وداع فارس الثوابت والشعب وفارس الشعر الثوري العربي الاصيل:

“بالأخضر كفّناه بالأحمر كفّناه

بالأبيض كفّناه بالأسود كفّناه

لا الريح تحاسبنا إن أخطأنا لا الرمل الأصفر

لا الموج ينادينا إن خطف النوم أعيننا

والورد إحمرّ

يا دمَهُ النازف إن كنت عذاباً يومياً

لا تصفرّ “.

ولن تصفر شجيرات وأشجار القصائد والشعر التي زرعتها وتركتها خلفك يا أبا كرمل .

مفجع للشعر موتك يا شاعرنا الجميل

مفجع لثقافة المقاومة ولكفاح شعب فلسطين

مفجع للتثوير اللغوي وللتجديد الشعري وللابداع النثري ..

بالأحمر والأخضر والأسود والأبيض كفنوك

بعلم فلسطين الحرة التي لا تموت

.. يا دمك ، يا وعدك، يا شعرك ويا نثرك .. يا عزك

باقٍ يا شاعر الفدائييين، يا فدائي الشعر، في كفر شوبا والأحراش وجرش والطواحين والمتحف وبيروت..

باقٍ مع شعرك الحيّ الذي لا يموت.

ما لهذا الموت يلاحق شعراء وأدباء وكتاب فلسطين الملتزمين بثقافة المقاومة والكفاح ..

صاحب قصيدة “جفرا” التي أنشدها على حدة الفنانان اللبنانيان خالد الهبر ومارسيل خليفة في سبعينيات القرن الفائت… وكذلك قصيدة “بالأخضر كفّناه…” التي أنشدها أيضاً مارسيل خليفة في ثمانينيات القرن المنصرم.. وقصيدة عنب الخليل التي أنشدها الفنان مصطفى الكرد وفرقته سنة 1979. وصاحب عشرات القصائد المُغناة، التي أنشدها فنانون وأنشدتها فنانات من بلاد العرب أوطاني من بغدان لتطوان. فقد كان المناصرة شاعراً عربياً  ثورياً عابراً لتقاسيم سايكس وبيكو. كان يتألم اذا جرح طفل في اليمن أو فتاة في الجزائر أو شاب في لبنان أو عجوز في فلسطين. كان عربياً وحدووياً رفع سلاحه وقلمه لأجل التحرير والوحدة والعودة. لذا نجد أن عدداً كبيراً من قصائده تم إنشادها من قبل فنانين وفنانات عرب وعربيات. فقصائده المُغنّاة هي التالية:

سامية عبد الحميد (عضو الفرقة القومية)، (يا نايمين تحت الشجر)، القاهرة، 1968.

خالد الهبر (لبنان) ــ جفرا أمّي إنْ غابت أمي، 1976.

مارسيل خليفة (لبنان) ــ (جفرا، 1976، وبالأخضر كفَّناه، 1984).

عصام الحاج علي (لبنان) ــ (مواصلات إلى جسد الأرض، 1977).

مصطفى الكرد (القدس) ــ (يا عنب الخليل، 1984 ــ وعتم الليل).

كمال خليل (الأردن) ــ غنى (قصيدة الباب)، 1990.

محمد جاد الحق (الأردن) ــ (يا مسافرين)، 1972.

محمد يوسف الجميري، (البحرين): غنى قصيدة (وكان الصيف موعدنا) ــ الثمانينات.

خالد الشيخ، (البحرين)، وكان الصيف موعدنا، 2008.

آمال المثلوثي، (تونس)، جفرا أمي، 2008.

محمد عبد القادر الفار، (الأردن) ــ جفرا أمي، الألفية الجديدة.

توفيق المستاوي، (تونس) ــ قصيدة الميعاد، الألفية الجديدة.

نزار الوحيشي (تونس) ــ قصيدة طواويس، الألفية الجديدة.

الشاعر عز الدين المناصرة الذي قاتل في المعارك والمواقع المتقدمة وكان قائداً ميدانياً فدائياً في محاور القتال ببيروت وجنوب لبنان، قاد بنفسه معارك “الطواحين” لفك الحصار عن مخيم تل الزعتر. قاتل في جنوب لبنان قتال الابطال في محور كفر شوبا. هو الشاعر الفدائي صاحب وكاتب مجموعات من أجمل قصائد الثورة والغضب والنضال، من  يا عنب الخليل 1968 الى البنات، البنات، البنات 2009 وغيرها من الأعمال الشعرية.  أنظروا لبعض مجموعاته الشعرية وتسلسلها الزمني:

  1. مجموعات شعرية (230 قصيدة):

يا عنب الخليل، بيروت، 1968.

قاع العالم، بيروت، 1969.

مذكرات البحر الميت، بيروت، 1969.

قمر جَرَشْ كان حزيناً، بيروت، 1974.

بالأخضر كفّناه، بيروت، 1976.

جفرا، بيروت، 1981.

كنعانياذا، بيروت، 1981.

(حيزيّة: عاشقة من رذاذ الواحات)، عمّان، 1990.

مطرٌ حامض، قبرص، 1992.

لا أثق بطائر الوقواق، رام الله، 2000.

البنات، البنات، البنات ـ عمّان، 2009.

كما أصدر المناصرة العديد من الكتب المتخصّصة في النقد والثقافة والفكر ومنها: “الفن التشكيلي الفلسطيني” (1965)، و”السينما (الإسرائيلية) في القرن العشرين” (1975)، و”المثاقفة والنقد المقارن” (1988)، و”نظرية الأدب.. قراءة مونتاجية في علم الشعريات” (1992)، و”حارس النص الشعري” (1993)، و”إشكالات قصيدة النثر (في ضوء الشعريات المقارنة)” (1998)، و”لغات الفنون التشكيلية” (2003)، و”الهويات، والتعددية اللغوية في ضوء النقد الثقافي المقارن” (2004)، و”علم التناصّ والتلاصّ والتنالاص” (2006)، و”تداخل الأجناس الأدبية (في ضوء الشعريات المقارنة)” (2011)، و”أكبر من دولة فلسطينية، أقل من دولة كنعانية(2012).”

للمهتمين وللمهتمات يمكنكم ويمكنكن قراءة نبذة طويلة جداً عن حياة وأعمال الشاعر المناصرة في موقع الصفصاف وقفة عز.

عاش الشاعر عز الدين المناصرة انساناً مناضلاً، ثابتاً، ملتزماً بكامل تراب فلسطين.. ومحافظاً على العهد والوعد. واجه كشاعر وانسان وفدائي ثائر صاحب أخلاق وموقف، نهج الخراب والفساد والاستسلام منذ بداياته. فتعرض لاعتداءات الفاسدين المفسدين اثناء دراسته في جامعات بلغاريا. بعد تخرجه من بلغاريا عمل في مواقع مختلفة ودرس في جامعات الجزائر ثم في جامعات الأردن. وترك بصمته التدريسية أينما حل في مجال التدريس. كما أنه كشاعر مجدد أضاف الكثير للشعر العربي الفلسطيني. فقد كان شاعراً ثورياً فدائياً، مجدداً…  شارك في المعارك والقتال على الجبهات الأمامية ممتشقاً السلاح ومتقدماً المقاتلين.

كما أنه كان صاحب موقف لا يهادن ولا يساوم ولا يجامل. لذا تعرض منذ بداياته لمضايقات نهج الخراب الشامل في الساحة الفلسطينية. لكن ورغم كل العوائق والمضايقات والاعتداءات لم يتزحزح عن خندق الفدائيين والثورة والكفاح لأجل تحرير فلسطين. صمد واستمر وأبدع شعراً ونثراً وعلماً وتعليماً… ولم يسقط راية الثورة ولا قميص الشهيد المصبوغ بدم الفداء. فبقي الأمين مع الأمناء على أمانة فلسطين الكاملة.

لطالما اعتززت بمقالاته وقصائده ودراساته وهي تنشر مزينة موقعنا المقاوم، الملتزم بثقافة المقاومة، موقع الصفصاف -وقفة عز- .. إذ شرفنا الصديق الكبير شاعر فلسطين الرائد عز الدين المناصرة بالنشر على صفحاته، لأنه وكما علمت من خلال أصدقاء مشتركين، كان يعتبره موقعاً ثابتاً لثوابت شعب فلسطين، موقعاً لنشر ثقافة الفداء والكفاح وتثوير الجماهير. وقد حرص على الكتابة لنا في الموقع مشجعاً وداعماً وحاثاً على مواصلة المسيرة الفدائية المظفرة.

المجد والخلود لعز (الشعر والموقف) لعز الدين المناصرة.

كلمات قصيدة “جفرا” لعز الدين المناصرة التي أنشدها الفنان مارسيل خليفة:

للشعر المكتوب على أرصفة الشهادة أغني

للأشجار العاشقة أغني

للطلقة في صدر الفاشستي سأغني

للسيدة الحاملة الأسرار الثورية

للشجر المحروق الأخضر في ذاكرتي

لرفاق آه لي في السجن أغني

لرفاق آااااه لي في القبر أغني

و لجفرا سأغني

سأغني لجفرا سأغني

و لجفرا سأغني

سأغني لجفرا سأغني

جفرا أمي إن غابت أمي

جفراء الوطن المسبي

الزهرة و الطلقة و العاصفة الحمراء

جفرا إن لم يعرف من لم يعرف

غابة زيتون و لفيف حمام و قصائد للفقراء

جفرا ………

من لم يعشق جفرا فليدفن رأسه في الرمضاء

أرخيت سهامي قلت يموت القاتل

من لم يدفن وجه الغول الأصفر تبلعه الصحراء

جفرا كانت في قصر الإقطاعي تنوح

جفرا كانت في الجبهة تحمل طلقتها و تبوح

بالسر المدفون على شاطىء عكا ….. و تغني

و أنا لعيونك يا جفرا سأغني

جفرا أمي إن غابت أمي

جفراء الوطن المسبي

الزهرة و الطلقة و العاصفة الحمراء

للشعر المكتوب على أرصفة الشهادة أغني

للأشجار العاشقة أغني

للطلقة في صدر الفاشستي سأغني

للسيدة الحاملة الأسرار الثورية

للشجر المحروق الأخضر في ذاكرةٍ

لرفاق آه لي في السجن أغني

لرفاق آه لي في القبر أغني

و لجفرا سأغني

سأغني لجفرا سأغني

و لجفرا سأغني

سأغني لجفرا سأغني

سأغني”.

 

يوم رحيل عز الدين المناصرة أي يوم الخامس من نيسان سيصبح يوماً حزينا لفلسطين.

 

نضال حمد – مدير موقع الصفصاف – وقفة عز -.

 

6 نيسان 2021