الأرشيفوقفة عز

الشهيدان الشقيقان محمد وعبد اللطيف أحمد طالب حمد – نضال حمد

الشهيدان الشقيقان محمد وعبد اللطيف أحمد طالب حمد – نضال حمد

في مخيم برج البراجنة عاش العم “أبو عفيف” أحمد طالب حمد. فكان الوحيد من عائلتنا الذي سكن في مخيم برج البراجنة منذ الخروج من فلسطين عقب النكبة سنة 1948، وصولاً الى نكبة حرب المخيمات منتصف الثمانينيات من القرن الفائت. حين غادر برج البراجنة مرة واحدة والى الأبد ليستقر مع من تبقى من عائلته في منطقة سيروب، قرب مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا اللبنانية، لغاية وفاته هناك ومن ثم وفاة زوجته أم عفيف.

أنجبت عائلة العم أبو عفيف مجموعة من الأبناء تربوا على حب وطنهم فلسطين وتعلموا ودرسوا ونجحوا في حياتهم. حرص العم أبو عفيف الذي بجد وكد وتعب وتضحية لأجل تربيتهم وتأمين لقمة العيش لهم، على أن يكونوا أبناءا صالحين وكانوا كذلك.

سنة 1973 شهد لبنان هجمات شنها الجيش اللبناني على المخيمات والمواقع الفلسطينية في لبنان. كانت تلك الاشتباكات هي الأخطر بعد هبة نيسان 1969 وبعد مجازر أيلول الأسود في الأردن سنة 1970-1971. في ذلك الوقت شهد مخيم برج البراجنة مواجهات مع الجيش اللبناني الذي عمد الى قصف المخيم. وخلال جولة من جولات الاشتباكات استشهد الشاب محمد أحمد طالب حمد. بهذا أصبح الشهيد محمد أول شهداء عائلة العم أبو عفيف وبنفس الوقت من أوائل شهداء عائلة حمد في لبنان بعد الشهيد الضابط عدنان حمد الذي استشهد سنة 1966.

أما الشهيد الثاني لعائلة العم أبو عفيف فهو الشاب عبد اللطيف حمد المولود في مخيم برج البراجنة سنة 1968. الذي استشهد في الأول من تموز – يوليو سنة 1985 فيما عرف بحرب المخيمات، التي شنتها حركة أمل على مخيماتنا وشعبنا في لبنان في ذلك الوقت من الزمن الفلسطيني بالتوقيت اللبناني.

يقول شقيقه أن عبد اللطيف استشهد بعد حرب الشهر الشهيرة بعشرة أيام. حيث  كان يقوم بالحراسة في دشمة بالقرب مستشفى حيفا ومؤسسة صامد. في ذلك الوقت أصيب بطلقة في رأسه أدت الى وفاته واستشهاده.

فيما تقول شقيقته: كان عبد اللطيف لازال طالباً في المرحلة الثانوية لكنه أصر على القيام بواجبه في حراسة المخيم. وللأسف تم تقنيصه في الدشمة عند أحد مداخل المخيم ليرتقي شهيداً في الأول من تموز – يوليو 1985.

بهذه الطريقة وبسلاح استخدمه أعداء الشعب الفلسطيني في ضرب الفلسطينيين ومخيماتهم استشهدا. وهما اللذان تاقا للاستشهاد فوق تراب فلسطين المحتلة، في بلدتمها الصفصاف، وفي الجليل الفلسطيني الأعلى المحتل، على طريق دحر الاحتلال وتحرير فلسطين وعودة شعبها.

المجد والخلود للشهيدين الشقيقين ورحمهما ألله ورحم والديهما وشققيهما عفيف .. المجد والخلود لكل شهداء ثورتنا وشعبنا وقضيتنا.

لهم المجد والخلود والسلام وعلينا الوفاء ومواصلة طريق فلسطين الكاملة.

نضال حمد

31-3-2021