عربي وعالمي

الى عدونا الصهيونى .. ما زلنا هنا- محمد سيف الدولة

تهافت كل اشرار العالم هذه الايام على الارض المحتلة التى يسمونها زورا وبهتانا بـ (اسرائيل)، للمشاركة فى الاحتفال بالذكرى السبعين لاغتصاب فلسطين. الى مثل هؤلاء، أوجه الرسالة الآتية:

على امتداد ما يزيد عن قرن من الزمان، فشلتم وفشل كيانكم الصهيونى فى تصفية فلسطين وقضيتها ومقاومتها:

  • تحالفت اقوى دول العالم لزراعة وبناء ودعم هذا الكيان.
  • فدعمته عصبة الامم بعد الحرب العالمية الاولى، والامم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
  • قامت برعايته وحمايته بريطانيا العظمى ثم الولايات المتحدة الامريكية.
  • اعترفت به الدول الخمس الكبار فى مجلس الامن.
  • تلقى أنهارا من الأموال وتلالا من الأسلحة.
  • بنوا له سلاحه النووى وحظروه على باقى شعوب المنطقة.
  • وضمنوا له التفوق العسكرى على كافة الدول العربية مجتمعة.
  • وحتى حين قاتله العرب بقيادة مصر فى 1973 وكادوا ان يوقعوا به هزيمة قاسية، دعموه بجسور جوية من العتاد العسكرى، وأنقذوه من هزيمة محققة، بل حولوا الهزيمة العسكرية الى نصر سياسى، باتفاقيات كامب ديفيد.
  • نزعوا سلاح مساحات هائلة من أراضي دول الجوار العربي لحمايته، مساحات تعادل مساحة الكيان نفسه عدة مرات.
  • ودعموه بقباب فولاذية، وشبكات رادار ناتوية، واتفاقيات عسكرية استراتيجية، ومنظومات أمن اقليمية.
  • أسقطوا أنظمة عربية وأقاموا غيرها وأعادوا تشكيل المنطقة على مقاس أمنه ووجوده.
  • أكرهوا عديد من الدول العربية على الاعتراف به والسلام والتطبيع معه.
  • ودفعوا النظام الرسمى العربى كله الى التنازل عن فلسطين 1948 التى تساوى 78% من الارض المحتلة، فيما أسموه بمبادرة السلام العربية، فجردوا فلسطين وشعبها ومقاومتها من ظهيرها العربى التاريخى.
  • باركوا كل مذابحه، التى سقط فيها آلاف مؤلفة من الفلسطينيين والعرب.
  • فرغوا له الأرض؛ فتآمروا معه لطرد وتهجير 800 ألف فلسطينى، وحرموهم من العودة الى أوطانهم رغم صدور قرار حق العودة 194.
  • وضغطوا على كافة دول العالم، وعلى رأسها الاتحاد السوفيتى القديم، للسماح بهجرة يهود العالم الى فلسطين وملئ واستيطان الارض المغتصبة، وفقا لقانون العودة الصهيونى العنصرى. (هاجر ما يزيد عن مليون يهودى سوفيتى للارض المحتلة منذ عام 1989).
  • أصدروا له عشرات القرارات الدولية، وأنقذوه من مئات قرارات الإدانة، بألف فيتو وفيتو.
  •  وأعطوه الغطاء السياسى والدولى ودعموه بأقذر حيل وفنون المراوغات الدبلوماسية، حتى يتمكن من اغتصاب واستيطان مزيد من الارض الفلسطينية بالضفة الغربية.
  • أطلقوا يده فى قمع وإبادة الشعب الفلسطينى، من احتلال واستيطان وطرد ومذابح واغتيالات وحصار وتجويع وهدم منازل ونزع هويات وجدار عازل وحواجز طرق واعتقال وأسر (جملة من أسرتهم اسرائيل من1967 بلغ ما يزيد عن 800 ألف فلسطينى).
  • شجعوه على تهديد وتهويد المقدسات الدينية، اسلامية ومسيحية فى القدس وخارجها، وباركوا اقتحاماته اليومية للمسجد الاقصى.
  • وضغطوا على الأنظمة العربية لحظر السلاح للفلسطينيين، وهدم الأنفاق وإغلاق المعابر، والمشاركة فى الحصار.
  • وتركوه يمارس أبشع جرائم الحرب والعنصرية والإرهاب.
  • وجرموا كل من يقاتله أو يقاومه، ولو كان دفاعا عن النفس، وصنفوه ارهابيا.

***

  • مائة عام من الاحتلال والاستيطان والطرد والقتل والإبادة والعربدة العسكرية فى الأراضي والسماوات الفلسطينية والعربية.
  • مائة عام اجتمع للكيان المسمى (اسرائيل) كل ما تحلم به الدول من عناصر القوة العسكرية والدعم الدولى.
  • ورغم كل ذلك لم ينجح فى تصفية فلسطين ولا الشعب الفلسطينى ولا القضية الفلسطينية.
  • و70عاما منذ النكبة وبناء الكيان الصهيونى، لم ينجح فى تثبيت شرعية وجوده فى فلسطين وسط شعوب الامة العربية، التى تتحين الظروف للمشاركة فى تحرير الأرض المحتلة.
  • و40 عاما من اتفاقيات السلام المصرية الاسرائيلية، لم تنجح فى إنهاء العداء الشعبى المصرى العميق للعدو الصهيونى. *
  • و25عاما من أوسلو لم تنجح فى إتمام وتمرير صفقة بيع فلسطين واستسلام المقاومة.
  • و10 سنوات من الحصار والعدوان على غزة، لم تؤد الا الى زيادة مناعة المقاومة وصلابتها ونضوجها وانتصاراتها، والتفاف الشعوب العربية حولها.

***

كلما ضربتم جيلا من المقاومة، خرج لكم جيل أشد بأسا:

أتتذكرون حين طردتم المقاومة من لبنان 1982 وذبحتم أهاليهم فى صابرا وشاتيلا، ما هى الا سنوات وتفجرت انتفاضة الحجارة فى 1987.

وحين وأدتموها باتفاقيات أوسلو 1993، تفجرت العمليات الاستشهادية ثم انتفاضة الاقصى 2000.

وحين بنيتم الجدران العازل ونصبتم الأسلاك الشائكة، قذفوكم بالصواريخ.

وحين انشأتم قبتكم الفولاذية، حفروا الأنفاق.

وحين حاصرتم غزة واعتديتم عليها فى ثلاثة حروب متتالية أوقعتم فيها ما يزيد عن 4000 شهيد، أصابتكم ضربات موجعة غير مسبوقة فى عدوانكم الأخير عام 2014.

وحين تقتلوهم بالطائرات بدون طيار وبالقناصة على الحدود، يقذفونكم بالطائرات الورقية الحارقة من وراء سواتر من دخان الكاوتشوك.

واليوم:ـ تهدمون الأنفاق، سيحفروها مجددا. تقصفون المنازل، سيعيدون بناءها. تحظرون السلاح، سيصنعوه بأيديهم. تقتلون الآباء، سيقاتلكم الأبناء والأحفاد.

 ماذا يمكنكم ان تفعلوا أكثر مما فعلتم؟ لم تعد لكم حيلة ولم يعد فى جعبتكم جديد، فلقد استنفذتم كل أدواتكم.

قرن من الزمان ملكتم فيه كل أنواع القوة وأصنافها، وارتكبتم فيه كل أنواع القتل والإبادة والجرائم، ورغم ذلك فشلتم.

فالأمة تلفظكم، والأرض والشعب.

قرن من العدوان، ولا يزال وجودكم مهددا وأمنكم على المحك.

أما نحن فما زلنا هنا نقاومكم، ولن نرحل أبدا. وسننتصر عليكم ولو بعد حين باذن الله، وسنحرر أرضنا المحتلة، كما حررناها أول مرة.

*****

القاهرة فى 15 مايو 2018

 

* على هامش المقال يجدر التنويه الى أن أحد الصحف المستقلة الكبرى قد رفضت نشره، متذرعة بذرائع متهافتة، بينما كان السبب الحقيقى لرفضه فى تصورى هو هذه الفقرة الملونة بالازرق، التى تتناقض على طول الخط مع ما صرح به عبد الفتاح السيسى، من أن السلام الان أصبح فى وجدان المصريين!