وقفة عز

بدأ اضراب الأسرى فلتبدأ حملة التضامن معهم

نضال حمد

انهم الأسرى من جديد يعلنون بدء معركة الكرامة والتحدي عبر تفعيل سلاحهم الاستراتيجي الأمعاء الخاوية، الاضراب عن الطعام، الجوع والامتناع عن الطعام والشراب حتى الشهادة ..

 فيا أيها الذين تشهدون كل يوم عشرات المرات بلا اله الا الله أين أنتم من هذا الاضراب ؟

أين أنتم من وقفة شموخ وكبرياء وتضامن تساعد هؤلاء الأبطال على الاستمرار في المعركة حتى تحقيق مطالبهم ومن ثم تحريرهم ونيل حريتهم؟.

 إنها المعركة التي لا يوجد فيها أي تكافؤ، معركة بين الجلاد الذي لا يرحم، والذي يتفنن في ابتداع أساليب التعذيب والإرهاب، وأسرى يقبعون في الزنازين والمعتقلات والمعازل وفي غياهب السجون وأقبية التحقيق والاذلال. لا يملكون من القوة سوى ارادتهم القوية ومواقفهم الصلبة، واعتمادهم على تحرك الشعب، أي الجماهير في الشارع الفلسطيني أولاً ومن ثم في الشارع العربي والغربي. وكذلك على المقاومة التي مازالت مطالبة بأسر الجنود الصهاينة من أجل استبدالهم بالأسرى.

ليست هي المرة الأولى التي تتحرك فيها الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال للتعبير عن مطالبها وللتذكير بأن هناك خلف القضبان مازال آلاف المناضلين والمناضلات والشبيبة والزهرات، والنساء والفتيات والشباب والرجال، معتقلون ومعتقلات، تمارس ضدهم-ن عملية قهر وتعذيب واذلال وعقاب لا نهاية قريبة لها.. فالنهاية لا تكون سوى بتحريرهم-ن. وعملية تحريرهم-ن لا يمكن أن تتم دونما تبادل أسرى .. وتبادل الأسرى يحتاج لأسرى في الجانبين كي تتم عمليات التبادل ..

 كيف يمكن لهؤلاء الصامدين الصابرين منذ عشرات السنين أن يحققوا مبتغاهم وأن يعززوا من حضورهم وأن يكسروا قيد السجن وأن يخلعوا القناع عن وجه الزيف الصهيوني؟؟ ..

 يستطيعون تحقيق ذلك في حال وقفت جموع الشعب خلف قضيتهم وأجبرت المسؤولين الفلسطينيين أولاً على بدل جهود أكبر، جهود حقيقية من أجل انتزاع حريتهم. ومن أجل القيام بحملة دولية للتضامن مع قضيتهم، تسفر في نهاية المطاف الى تحريرهم أو اطلاق سراحهم.

علينا أن لا نتصور أن الاضراب عن الطعام والبقاء بدونه عدة أيام أو عدة أسابيع أمراً سهلا .. فهذه مهمة شاقة قد تكلف بعض الأسرى حياتهم.. وهم يعوون ويعرفون ذلك جيداً .. لذا فهي معركة الحياة وحب الحياة لكن بكرامة وحرية .. وهي كذلك معركة ارادات و معركة كسر الارادات بين ظالم ومظلوم، معتدي ومُعتدى عليه، بين أصحاب  الحق ولصوص الحياة والحرية، بين عشاق الشمس والذين يحجبون أشعتها عنهم .. انها معركة تقرير المصير، تحسين مطالب وتعديل نظام حياة. انها أولا وأخيرا معركة شعب فلسطين مع الذين يعتقلون كل فلسطين. فإن لم يتحرك الشعب الفلسطيني الآن لنصرة حركته الوطنية الأسيرة متى سوف يتحرك؟

صحيح أن هناك عائلات، عشرات، مئات أو حتى آلاف العائلات التي لها أبناء وبنات خلف القضبان، يضربون اليوم عن الطعام كي يحققوا مطالب مشروعة أقرتها كل قوانين الدنيا سواء في السلم أم في الحرب. لكن هؤلاء الأسرى ليسوا أبناء وبنات ذويهم فقط لا غير، انهم في المقام الأول أبناء وبنات فلسطين وكل العرب…

أبناء وبنات القضية الوطنية والقومية والإنسانية والمصير المشترك، سواء لهم في سجونهم الصغيرة أو لكل شعب فلسطين في سجونه الكبيرة المنتشرة داخل وخارج فلسطين المحتلة. وللعرب الذين مازالت أنظمتهم المتواطئة والظالمة تسجنهم في سجوناً ضخمة تسمى البلدان العربية. ولكل مناضل أممي يدافع عن حق الشعوب في الاستقلال وفي التقدم والتطور والسلام والحرية والحياة.

ان واجب كل فلسطيني أينما كان أن يبدأ العمل وأن يباشر التفكير كي يجد وسائل لمساندة الأسرى في اضرابهم .. يكفي أن يقوم شخص واحد أو عدد من الأشخاص برفع الصوت أو الصورة التي تظهر الأسرى في ميدان من أحد ميادين الدول والعواصم الأوروبية. أن يقف أمام مقر الصليب الأحمر أو الأمم المتحدة أو برلمان الدولة ويوزع أوراقا صغيرة أو منشورات تحتوي على معلومات ضرورية ومختصرة بعناية عن الأسرى ومعاناتهم. العالم يعيش في القرن الواحد والعشرون، وهذا العالم يدعي احترامه للديمقراطية وحقوق الانسان والحيوان كذلك. ليقم الفلسطيني والعربي الذي يعيش في هذا العالم المتحضر والمتمدن باستغلال قوانينه وحقوقه.. قوانين تلك البلاد التي ساهمت في مأساة الشعب الفلسطيني عبر دعمها للاحتلال منذ النكبة الكبرى سنة 1948 . فهذه البلاد هي أيضاً بلادكم أيها الفلسطينيون والعرب المقيمون فيها .. وبحكم اقامتكم هناك أو حصولكم على جنسياتها يمكنكم دعم الأسرى بشكل كبير ومفيد. فقط  قوموا بتفعيل دوركم الذي لا بد سيخدم قضية الأسرى واضرابهم المشروع. فليست العملية بالصعبة ولا بالمعقدة، فأكثر ما يحتاجه  أي تحرك فعلي عدد قليل من الأشخاص النشطاء، الملتزمين والمثابرين، الذين يستطيعون ابتداع أساليب حضارية وذات معاني للتضامن مع الأسرى .. تضامن بشكل حضاري يستطيع لفت نظر الرأي العام الأوروبي والغربي، وكذلك الحكومات والأحزاب والبرلمانات، ومنظمات حقوق الانسان الكثيرة المنتشرة بوفرة في كل الغرب.

ليبدأ العمل بقليل من الناس ثم سوف تجدون المئات أو الآلاف من المتضامنين الأوروبيين والغربيين يلتفون خلفكم في هذه المهمة الإنسانية الجليلة ..  وبهذا تستطيعون فعل ما يمكن أن ينقد الأسرى من عذاباتهم ويساعدهم في تحقيق حريتهم وعودتهم الى ذويهم بكرامة  .. ولعله ينقد حياة أسير أو أسيرة سوف تكون مهددة بفعل الاضراب.

ترى كم أم وأخت وزوجة وطفلة أسير وزوج وأخ واخت وأب وابن وخطيب وحبيب وجد وعم وخال وقريب وعمة وخالة وصديقة أسيرة، سيفرحون ويفرحن ويسعدون ويسعدن ويقوى عزمهم-ن ويشتد عودهم-ن حين يرونكم-ن ويسمعون اخباركم-ن السعيدة، أخبار التضامن مع الأحبة؟؟؟ ..

 

* مدير موقع الصفصاف

www.safsaf.org

بدأ اضراب الأسرى فلتبدأ حملة التضامن معهم

07/04/2010-

أوسلو