الأرشيفعربي وعالمي

بيان الكتّاب التونسيين الأحرار ضد التطبيع

تونس، في غُرّة مارس 2021
بيان الكتّاب التونسيين الأحرار

إذا كُنّا مدافعين غير جديرين بالدّفاع عن القضية، فالأجدر أن نغيّر المدافعين، لا أن نغيّر القضيّة
(غسّان كنفاني)
السيد رئيس الجمهورية،
السيد رئيس الحكومة،
السيد وزير الثقافة،
السادة نواب الشعب،
السيد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل،
السادة الأساتذة أعضاء نقابة المحامين،
تحية، وبعد،
في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات تونسية وطنية مناهضة للتطبيع ومطالبة بتجريمه القانوني، وفي الوقت الذي يتبنى فيه أعلى هرم في السلطة موقفا مبدئيا رافضا لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، تفاجأ الكتاب التونسيون بما أقدم عليه مدير مؤسسة تابعة لوزارة الثقافة التونسية (بيت الرواية) من تبجّح وتفاخر بمقالة بائسة نشرتها عنه صحيفة صهيونية رسمية تعدّ من الأذرع الإعلامية لجيش الدفاع “الإسرائيلي”، واحتفت في أكثـر من مناسبة بالتوسع الاستيطاني للاحتلال و”انتصاراته” الدمويّة المخزية على شعب أعزل تدمّر أرضه المغتصبة بشكل يومي ولا تكاد تجف فيها دماء الأطفال والنساء والشيوخ العزّل تحت الركام.
وتجدر الإشارة في هذا الإطار إلى أن هذه الحادثة لم تكن معزولة عن سياق كامل انكشفت فيه السياسات الممنهجة لإدارة بيت الرواية في الإشادة (ضمنيا أو بطريقة مباشرة) بمشاريع “التطبيع الثقافي”، ولا أدلّ على ذلك من سابقة استضافة ألبرتو مانغويل مع ما يحوم حوله من شبهات تبييض الصهيونية العالمية، بالتعاون مع بعض “المثقفين” بعد أن رفضت السلط الثقافية الرسمية استقباله، علما وأن هذه السلوكيات لم تكن معزولة عن هرولة غير مسبوقة لمجموعة من الجامعيين والكتّاب المتنفذين في المشهد الثقافي التونسي والعربي نحو تبييض التعامل مع الكيان الصهيوني تحت أغطية مختلفة لا تقتصر على بعض الجمعيات المشبوهة والمجلات المشتركة، وإنما تتجاوز ذلك لتشمل توظيف المؤسسات الوطنية التونسية خدمة لهذا المشروع وسعيا وراء المصلحة الشخصية.
وإذ نؤكّد على رفضنا القاطع والمبدئي لهذه الممارسات وكل أشكال التطبيع الثقافي التي يروّج لها تحت شعارات من قبيل “عالمية الأدب” و”حوار الحضارات” و”التثاقف” قصد خلق موطئ قدم للصهيونية في الساحة الثقافية التونسية، فإننا كتّاب ومثقفي تونس الممضون أسفله، نتوجّه إليكم وإلى الرأي العام التونسي بهذا البيان مطالبين بأن تحدد وزارة الثقافة التونسية موقفا واضحا من هذه الحادثة ومن التطبيع الثقافي عموما، وذلك بــ :
– إعفاء مدير بيت الرواية من مهامه على رأس هذه المؤسسة والحياد بها عن التوظيف السياسي والشخصي.
– تقديم مشروع قانون وطني يمنع التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني المحتلّ وعرضه على مجلس نواب الشعب في أقرب الآجال الممكنة حتّى لا تفتح هذه الحادثة أبواب الخيانة أمام المترددين والمتربصين ومنتهزي الفرص.
إن القضيّة الفلسطينيّة كانت وماتزال مظلمة العصر الّتي لن تسقط بالتقادم، وستبقى دوما قضيّة أحرار العالم وأحرار تونس الّتي اختلطت فيها دماء أبنائها بدماء الفلسطينيين إثر العدوان الصهيونيّ الغاشم على حمّام الشط في غرّة أكتوبر 1985.

الكتاب التونسيون الأحرار