وقفة عز

حزب الله يرد الصاع صاعين في المكان والزمان المناسبين – نضال حمد

قبل عشرة ايام نفذ العدو الصهيوني عبر مروحياته الهجومية عملية استهدفت مجموعة من كوادر حزب الله في الجولان السوري. وكانت عملية موجعة وقاسية وغادرة بنفس الوقت. استشهد فيها خمسة من كوادر الحزب وكذلك جنرال ايراني كان برفقتهم.

على أثر ذلك سارع الكثيرون للتشكيك بحزب الله وبالمقاومة اللبنانية وبمعسكر المقاومة وبشخص السيد الأمين الصادق حسن نصرالله. وذهب بعض هؤلاء بعيدا في الاستهزاء والتشفي بالمقاومة وشهداءها وتصريحاتها ووعودها بالرد على العملية. هؤلاء كتبوا ما كتبوه وعلقوا بما علقوه نتيجة حقد مسبق على الحزب. ونتيجة خلفية طائفية ومذهبية ومواقف مسبقة ضد حزب الله وضد تدخله في الدفاع عن سورية وامتنا وفي القلب منها قضية فلسطين. ومنهم ايضا من يقف في المعسكر المعادي للأمة ومع الكيان الصهيوني وعلى رأس هؤلاء المجرم العميل سمير جعجع في لبنان. ولا يذهب موقف الرئيس اللبناني الاسبق العماد ميشيل سليمان بعيدا عن موقف جعجع. وسوف نسمع تصريحات كثيرة لسياسيين لبنانيين وعرب معادين للمقاومة. لكن الوعد الصادق لا يابه بهؤلاء ولا يعطيهم قيمة لانهم مثل الاحتلال الصهيوني اوهن من بيت العنكبوت والى زوال.

اكثر ما كان ومازال مزعجا في اقوال وتعليقات هؤلاء ان بعضهم فلسطيني ويقف في صف اعداء الحزب اما بسبب الجهل او التضليل او لاسباب مذهبية وطائفية لم نعرفها في فلسطين على مر تاريخنا في العمل المقاوم والكفاح المسلح لأجل تحرير فلسطين. فكانت الثورة الفلسطينية تضم في صفوفها مقاتلين من كل المذاهب والطوائف وحتى لا دينيين، مثل الابطال اليابانيين الذين نفذوا عملية مطار اللد بقيادة البطل الاسير المحرر كوزوموتو. وللتذكير فأن اهل الجنوب اللبناني جمهور حزب الله فيما بعد كانوا جمهورا للمقاومة الفلسطينية وقدموا الكثير لأجل الثورة الفلسطينية والقضية الفلسطينية. وهذا ينطبق ايضا على أجزاء كبيرة من الشعب اللبناني. كما كان هناكتلاحما واضحا فلسطينيا ولبنانيا وسوريا في الدفاع عن عروبة لبنان. قدمت خلاله الثورة الفلسطينية آلاف الشهداء والجرحى. وكذلك قدم الجيش العربي السوري آلاف الشهداء والجرحى دفاعا عن عروبة لبنان.

ان يؤيد البعض خروج بعض الفلسطينيين من فلسطين المحتلة في اراضي ال 48 وغزة للقتال في صفوف الجماعات التكفيرية في سورية وبنفس الوقت يعادي حزب الله لانه يقاتل في سورية ضد المشروع التكفيري الاسلاماوي والرجعي العربي والعثماني،الاطلسي الامريكي الصهيوني. هذا مرض مذهبي و فيروس طائفي خطير استطاع الوصول الى جزء من الفلسطينيين. لكن بشكل عام الشعب الفلسطيني مع الذين يقاتلون الصهاينة ومشاريعهم في الوطن العربي الكبير. ومع المقاومة التي تقاوم لاجل تحرير فلسطين والاراضي العربية المحتلة. وبطبيعة الحال شعبنا الفلسطيني لم يكن في يوم الايام شعبا طائفيا وان استطاعت امراض الطائفية والمذهبية التغلل الى صفوف البعض منه نتيحة الوضع العام في المنطقة والتحشيدالطائفي والمذهبي الذي تشهده وبالذات في اعقاب احتلال العراق وظهور ما يسمى ثورات الربيع العربي، واشتداد التحريض والتحشيد المذهبي والطائفي في بلاد الشام والرافدين، عبر تغذيته من قوى محلية واقليمية ودولية.

عملية حزب الله اليوم تأتي بشكل مدروس ودقيق وفي منطقة لبنانية محتلة هي مزارع شبعا. واستهدفت رتلا عسكريا صهيونيا مؤلفا من 9 اليات عسكرية فتمت ابادته والقضاء على من كان فيه من جنرالات وضباط وعساكر صهاينة. اعترف العدو ب 15 اصابة بين قتيل وجرح.

العملية جاءت ضمن سلسلة ردود تخطط لها المقاومة اللبنانية. ولا يستطيع نتنياهو وزمرته ان يقوموا باي رد كبير وشامل على العملية لانهم اعجز من ذلك. فهم يملكون القوة التدميرية ولكنهم لا يملكون عوامل الانتصار، ولا عوامل الحسم والردع. فتوازن الرعب الذي صنعته المقاومة في حرب تموز 2006 باقٍ ومستمر. وان انشغال الحزب في معركة الدفاع عن سورية لن يشغله عن مواجهة العدو الصهيوني وابقاء حالة التأهب والجهوزية مستمرة ودائمة في الجنوب اللبناني وعلى جميع جبهات المواجهة مع الكيان الصهيوني.

حزب الله يرسل رسائل عديدة وموجهة للكيان الصهيوني وحلفاؤه القدامى والجدد في الوطن العربي وعلى راسهم التكفيريين واتباعهم في الجولان السوري، حيث التنسيق بين هؤلاء والصهاينة كبير جدا ويمارس عمليا على الأرض من خلال غرفة عمليات مشتركة ومساندة ميدانية وجوية مدفعية صهيونية للمسلحين ومن خلال علاج جرحاهم في مستشفيات الكيان الصهيوني. وهي ايضا رسالة هامة لقادة الكيان الصهيوني بأن حملتهم الانتخابية لن تجري على الارض العربية في الجولان وجنوب لبنان بل هذه المرة ستتم في الجليل الفلسطيني المحتل وفي كل فلسطين المحتلة.

حلف المقاومة يعود للتعافي من جرح صنعه خروج حركة حماس منه والوقوف في المحور الآخر نتيجة المسألة السورية والربيع العربي. لكن رسائل محمد الضيف قائد كتائب القسام لحزب الله وللسيد حسن نصرالله، وكذلك مواقف قادة حماس الاخيرة التي تتقرب وتحاول اعادة التنسيق مع حلف المقاومة تبعث على التفاؤل. وتبريكات فصائل المقاومة الفلسطينية لحزب الله ووقوفها معه وتاكيدها على وحدة المعركة ضد العدو الصهيوني تزيد من قوة حلف المقاومة وتضعف اعداؤه المحليين والاقليميين والدوليين.

قد اقبلوا فلا مساومة المجد للمقاومة.

نضال حمد – اوسلو – 28-1-2015

* مدير ورئيس تحرير موقع الصفصاف

اترك تعليقاً