الأرشيفثقافة وفن

حوار مع المخرجة الفلسطينية الشابة هبة ابومساعد

هبة شابة مرحة، بشوشة، متحركة، متألقة، باسمة، متحدثة، وصاحبة شخصية مميزة وممتعة. التقينا بها في قصر الإمارات على هامش مهرجان الفيلم في أبو ظبي. شاركت بالمهرجان العالمي مع فيلمها القصير ( أبو محمد). وبين فيلمها (أبو محمد) والأب العجوز الذي يكتشف  نفسه على كبر ويرغب بإصلاح علاقته مع أطفاله و بين بقرات عامر الشوملي، المطلوبة للاحتلال بسبب تشكيلها خطرا على أمنه القومي في وطننا المحتل فلسطين. هذا الفيلم الفلسطيني الذي بهر المشاهدين لأنه فيلما رائعا حقا. كان لنا هذا الحوار مع المخرجة الفلسطينية الشابة هبة ابومساعد.

 أهلا هبة .. احكي لنا شوية عن نفسك

 اسمي هبة ابومساعد وأنا مخرجة ومنتجة وكاتبة سينمائية واعمل في التلفزيون، ولدت ودرست وأعيش منذ ولادتي في دولة الإمارات واعمل فيها.

 أجبت باختصار وأسألك باختصار أيضا :

  ما الذي جاء بك الى مجال السينما؟

 أولا وأخيرا أنت في هذا المجال لأنه لديك عشق لهذا المجال. بالأول يكون إعجاب وطموح وبعدين لما يبدأ الإنسان ويستمر لازم يكون عنده عشق قوي لهذه المهنة.  لأنها مهنة متعبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. لأن الفيلم وكل عمل تقوم فيه يأخذ قطعة من روحك. بالنهاية برجع أقول لك هي عشق وليست مهنة.

 بمن تأثرت من مدرسة السينما؟

هذا السؤال أول مرة احد ما يسألني إياه.

 هناك مخرج حتى علاقتي معه مصادفة  لأنني ما كنت بعرف أنني سأدرس سينما .. عملت فيلم تجريبي لي والذي هو فيلم الاختبار فكان كيف الأساتذة يقيمونا بالجامعة وكان ممنوع نضع أسماءنا بأول الفيلم لكن بآخره. فأول أربع خمس ثواني بالفيلم وقف الأستاذ البث وقال الطالب أو الطالبة صاحب-ة هذا الفيلم متأثر-ة بستانلي كوبريك بطريقة مش طبيعية. في نهاية الفيلم طلع اسمي فسألني الاستاذ : شو هبة انت مهووسة بستانلي؟

فقلت له : من ستانلي كيبريك .. انا ما كنت اعرفه .. لأن طبيعة أفلامه لا تباع في الإمارات وماكان عندي إمكانية لمشاهدة أفلامه. ثم أن الأستاذ سمح لي في مكتبه بمشاهدة أفلام ستانلي كلها حيث قال لي: لأنه عندك شيء يشبهه.

 تضحك كعادتها مذ عرفتها في المهرجان .. وتتابع هبة حديثها معقبة : طبعا شو جاب لجاب .. ستانلي وين وأنا وين.

 في قراء ومشاهدين لا يعرفونه ولا يعرفوا طبيعة أفلام ستانلي …

 هو عمل 13 فيلم منوعة منها الكوميديا السوداء والاكشن والحرب   والفضاء المتقدم و التاريخ والرعب ..الخ.. حتى انه عمل فيلم ايبيك بيس، رجع لعصر النهضة في فرنسا وعمل فيلم عنه. وأفلامه دائما من أهم عشرة أفلام في العالم. وهو بصراحة بالنسبة لي أولا وأخيرا.

 واضح عشقك لأفلام ستانلي ..  استقبلت هبة تعليقنا هذا بضحكة من القلب

 احكي لنا قليلا عن فيلمك المشارك في المهرجان  ..

 فيلمي ( أبو محمد) .. فيلم قصير من 17 دقيقة من اسمه بتعرفه يتناول شخصية واحدة وهي شخصية ابومحمد، عمره 71 سنة ولديه محل (انتيكا ) صغير. ومن مطلع الفيلم بتقدر تفهم عبر التفاصيل التي وضعتها كم هو إنسان منظم ودقيق، مزبوط، كل شيء على التكة .. تكتشف خلال الأحداث ان أسرته ممزقة، وأن (طفشان) أولاده من بيته سببه هو وقسوته وعدم تفهمه وتقبله للاختلاف، ولا توجد لغة مشتركة بيونه وبينهم،  بل توجد قسوة وأبناء يعانون من القسوة.

 تجمعهم في البيت بسبب وقوعه ( الأب) وتعرضه لوعكة صحية. جاءوا الى البيت، سمعهم يتخانقون .. بتشوف كم عنده حنان اتجاههم لكن بنفس الوقت أول ما يدخل عليهم بتقمص شخصية الأب مرة ثانية و ( ينزل فيهم طع طع طع .. ) ويأمرهم بالخروج من البيت .. وتكتشف في آخر الفيلم .. ويجب الإشارة انه في آخر الفيلم في ( تويست ) اذا ما شاهدوته راح ينحرق. وعلشان ما نحرق النهاية .. باختصار هو هذا الرجل الذي يبحث عن الحب. وعن طريقة ما يكسر فيها كبرياء الأب ويوصل رسالة حبه.

 أخيرا ما هو رأيك بالسينما الفلسطينية؟

 السينما الفلسطينية وليس لأنني فلسطينية لكنني متتبعة سينما .. أتتبع بشغف .. هي أفضل سينما بالعالم العربي. واعتقد ان الذي عملته السينما الفلسطينية أفضل مما عملته كل السينما العربية.

 هل السينما الفلسطينية أفضل من السينما المغربية الآن؟

 نعم أفضل منها .. نحن وصلنا الى الأوسكار والى كان .. لدينا اليا سليمان وهاني ابواسعد. وايليا وهاني لديهما أسلوبين مختلفين بالعمل وكل الناس بتقلدهم. ولدينا أيضا الآن  مخرج جديد طالع، انا اكتشفته الآن في مهرجان ابوظبي، اسمه عامر الشوملي. موهبة فذة .. إذا فيلمه الأول هيك الله يعينا على فيلمه الثاني لان السينما خلقت للعباقرة.

 ملاحظة: المخرج الفلسطيني الشاب عامر شوملي عرض في مهرجان ابو ظبي فيلمه المطلوبون ال18 ونال جائزة أفضل مخرج شاب. الفيلم رائع ويمزج بين الوثائقي والتحريك.

 * حاورها في أبو ظبي، نضال حمد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً