من هنا وهناك

ديمقراطية الانتخابات الفلسطينية – عبد الستار قاسم

كما هو معلوم لدى الجميع أن النشاط مستمر نحو تشكيل قائمة مستقلين لخوض الانتخابات التشريعية إن حصلت. وطبعا نحن نشك جدا في نوايا إجرائها. وكما هو معلوم أيضا، الديمقراطية ما زالت عصية على استيعابها في الثقافة العربية. والذين يدعون حرصهم على إجراء انتخابات ديمقراطية يكذبون. ربما يشهد يوم الانتخابات نزاهة وموضوعية، لكن البلطجة تحصل قبل الانتخابات وبعدها. قبل الانتخابات، تقوم السلطات بالضغط على الناس من مرشحين ومنتخبين لثنيهم عن نواياهم الانتخابية، وبعد الانتخابات تقوم السلطات بالتخريب على من يفوزون.

في حالتنا، سبق وأن قلت إن حملة التشهير والإساءة قد بدأت، وهنا أسرد حادثة قد حصلت. يذهب رجل أمن فلسطيني نعرف اسمه ورتبته وتفاصيل حياته إلى أحد المنضمين لقائمة المستقلين ويقول له بالحرف الواحد: “نريد منك ألا تضع يدك بيد عبد الستار قاسم”. وطبعا يهجو عبد الستار قاسم بكلام مثل وجهه. وأخذ يقدم الوعود للشخص بأنه سيضمه إلى قائمة فتح وسيكون اسمه في بداية القائمة لكي يفوز. ويعده أيضا بالنعم بعد الفوز.

أجابه المضيف بطلب قائلا ” أعطني سببا واحدا يبرر لي الانسحاب من قائمة المستقلين وعدم التعامل مع عبد الستار قاسم.” عجز رجل الأمن عن تقديم سبب واحد، واضطر أن يغادر بفشل مهمته.

والسؤال هنا موجه للجنة الانتخابات المركزية: ما هي ترتيبات اللجنة لمراقبة سلوك الأجهزة الأمنية ورصد أساليبها في التأثير على نتائج الانتخابات؟ هل ستلغي اللجنة ترشيح قوائم تدعمها الأجهزة الأمنية إن تدخلت بشكل أو بآخر للتأثير على سير الانتخابات قبل يوم الانتخابات؟ والسؤال: ماذا يمكن أن يكون رد فعل القائمين على الانتخابات في بريطانيا أو أمريكا إذا تدخلت أجهزة أمن بآراء الناس الانتخابية؟ 

لا نريد أن نسمع غدا بعد الانتخابات إشادات بديمقراطية الانتخابات الفلسطينية ونزاهتها بينما يتم اقتراف جرائم من هذا القبيل.