وقفة عز

رئيس جبان لشعب أصيل وشجاع بقلم نضال حمد

عملية القدس الأخيرة التي نفذها ثلاثة شبان فلسطينيون من عائلة الجبارين، أثنان منهم من بلدة أم الفحم الفلسطينية المحتلة، وثالث كان برفقتهما، نفذت العملية بأسلحة قديمة بالكاد تعمل، لكنها أدت لمقتل عدد من عناصر الشرطة الصهيونية والقتلى من أصول عربية فلسطينية ( درزية).

معروف أن هناك عرباً فلسطينيين من الدروز والبدو بشكل كبير ومن غيرهم بشكل أقل بكثير يتطوعون للخدمة في جيش الاحتلال الصهيوني، مقابل المال والامتيازات التي يمنحها إياهم الاحتلال. وهؤلاء المتصهينين يرضون الارتزاق والعمل كمرتزقة ومجرمي حرب ضد شعبهم الفلسطيني وأمتهم العربية، مقابل فتات من المال وقليل من الامتيازات.

في نفس الوقت تعمد سلطات الاحتلال الصهيوني على نشر العناصر الأمنية والشرطة والجنود من أصول عربية وبالذات درزية في مناطق التوتر والتماس بين السكان الفلسطينيين والمستوطنين اليهود الصهاينة، خاصة في القدس المحتلة وباحات ومداخل المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة، وفي الخليل. كل ذلك من أجل خلق فجوة عميقة بين الطرفين، وعداء شامل بين دروز فلسطين وبقية الشعب الفلسطيني. وبحسب الشهود الفلسطينيين فأن معاملة هؤلاء المرتزقة للسكان الفلسطينيين أكثر سادية وفاشية وعدوانية من معاملة اليهود الصهاينة لهم. وهذا إن دلّ على شيء إنما يدل على مدى سقوط هؤلاء وابتعادهم عن الانتماء للعروبة وللأصل وللجذور وعن لجوئهم للصهاينة عن سابق إصرار.

كل هذا يحدث بالرغم من وجود مؤسسات وطنية في المجتمع الفلسطيني في فلسطين التاريخية أي داخل الداخل، 1948، وفي المجتمع الدرزي بالذات تحاول توعية الشباب، وتقود حملات ضد التطوع أو الخدمة الإلزامية في الجيش الصهيوني.

هذا الأمر لم يعد حكراً على الدروز لأن هناك فئات أخرى من الشعب الفلسطيني في مناطق 1948 تدخل الخدمة في مؤسسات الدولة الصهيونية وفي جيشها وشرطتها ودوائرها المدنية، التي هي في النهاية دوائر أمنية وعسكرية. فالمجتمع الصهيوني مجتمع عسكري وأمني من أوله ألى آخره.

 

يسيء محمود عباس ( رئيس السلطة الفلسطينية المنتهي الصلاحية) وكذلك قطيعه في السلطة الفلسطينية للشعب الفلسطيني، وللتضحيات، ولدماء الشهداء، وللنضال الوطني الفلسطيني حين يسارع ألى الأتصال بنتنياهو وأدانة العملية والتعزية بعناصر الشرطة الذين قتلوا فيها.

 

ويسيء عباس منتهي الصلاحية الرئاسية والصلاحية الوطنية كذلك، لكل شيء حين يتصل هو أو ممثل عنه بعائلات العناصر في الشرطة لتعزيتهم.

ببساطة لأن عباس غير مضطر لفعل كل ذلك، فمنفذي العملية يحملون الجنسية الصهيونية بالرغم من أنهم فلسطينيين، ويحملونها لأنهم من سكان فلسطين التاريخية المحتلة 1948 والتي تنازل عنها عباس تماماً وأقر بأنها لليهود الصهاينة. ولأن العملية نفذت في منطقة ليست تحت سيادة السلطة ولو ورقياً وبالظاهر كما جرت العادة، إذ أن السيادة فوق وتحت الأرض للأحتلال الصهيوني.

في هذا الصدد كتبت الصحافية ( الأسرائيلية ) عميرة هاس في صحيفة “هآرتس” العبرية:

( أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تنشر عن قصد الشرطة الدروز في نقاط الأحتكاك مع الفلسطينيين ) …

 ( ليست مصادفة أن الشرطة الذين قتلوا في العملية هم دروز) ,,,

فالحكومة الصهيونية تعرف ماذا تفعل وتعي ذلك تماماً لأنها

 عن قصد تنشر هؤلاء الجنود بأعداد كبيرة في المواقع التي تشهد مواجهات مع السكان الفلسطينيين، وخاصة في المناطق المضطربة يومياً مثل البلدة القديمة في القدس، وفي مدينة الخليل….

وبحسب عميرة هاس: (الهدف كي يمس كل طرف بالآخر بالقدر الذي يستطيع، ولتراكم المزيد من الكراهية بينهم وتدمير فلسطينيتهم المشتركة)…

 

عباس ومعه قطيعه السياسي يمسون يومياً بكرامة وتضحيات وثوابت الشعب العربي الفلسطيني. ويقدمون تنازلات مجانية للصهاينة. ويديرون ظهورهم للشعب الفلسطيني ولعائلات الشهداء والأسرى والجرحى، ويجوعون أهل غزة، ويقطعون عنهم الدعم والأسناد والغذاء والدواء والكهرباء، ويلاحقون المناضلين والمناضلات، وينسقون أمنيا مع الأحتلال الصهيوني، ويقومون أحيانا بما لا يستطيع الصهاينة القيام به، فبذلك يجاهرون بعمالتهم ويهوون في سقوطهم حتى قاع القاع.

في الختام ما هو الفرق بين المنسق أمنياً مع الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة وبين المرتزق الفلسطيني من اراضي فلسطين ال 48 المحتلة أيضاً والذي يلتحق بالخدمة في الشرطة أو الجيش الصهيونيين؟.

كرا كوف في 18-7-2017