بساط الريح

ربع الأرض المحتلة … توافق مقلق! – عادل سمارة

تقلُّ الضفة الغربية عن ربع فلسطين، لا باس تساهلوا معنا في المساحة بل الحيِّز لأن هذا الحيِّز تم التلاعب به اغتصابه من العدو اساسا ومن بعض أهله حتى بات بلا شكل، اي خارج ايدي الشعب.
هذا اولاً، وثانياً يخاف المرء مع وعيه حينما يفكر في كتابة الحق أي النقد! ولكن لماذا؟ هل حقاً لأن كل ما يدور على وداخل فلسطين هو ضدها؟ لنقل معظمه. ولعل من أسوأ خصائص كثير من الفلسطينيين وخاصة في شروط الهزيمة الحقد على النقد لأن استدخال الهزيمة يشترط الرعب من النقد حيث القرار هو الاستدخال وليس التخطي.
لذا، هذا القول سيُغضب كثيرين لأنهم ارتكبوا الخطيئة بوعي وقرار. ومن يرتكب المعصية لا يطيق النقد ولو كان له لأعمل السيف في رقاب حتى من لا يهتف له.
قبل ايام كان لقاء كافة الفصائل الفلسطينية وأشخاص وشخصيات…الخ. وهذا ربما لأول مرة منذ 1982. فما الذي جمعهم هكذا؟ كانت اليافطة إعلان الكيان مواصلة الضم وليس الضم، أي مواصلة الاغتصاب لأن مشروع الكيان في الاغتصاب متواصل سواء خفف نبرة إهانتنا أو رفعها، بالنسبة لكثيرن منا لا فرق.
ولأن الجميع تلاقى في هذه الفترة وهذا المكان، فليس المهم ماذا قيل وماذا صدر وماذا سيُعمل، بل الأمر إن هذا اللقاء العمومي مقلق جداً لأسباب عدة أحدها: أنه ما من مشارك إلا واتهم آخر أو أكثر من آخر بأشد التهم اللاوطنية، ف “ماذا عدا ما بدا”!
وبصراحة، هل حضور من كانوا بين منبوذين أو رافضين المجيىء إلى سلطة الحكم الذاتي هو الانتظام في” سلاح تسليم! وتمهيد لخروج هؤلاء من هامش محور المقاومة، لأنني اعتقد انهم في هامشه لا في جوهره، مهما بالغ الشيخ الجميل في احترامهم. وب “المشربح” هل اقتنع الجميع بأن مقولة السادات لا تزال حية وموحية وعبقرية بان 99 بالمئة من الأوراق بيد أمريكا، اي بيد الكيان؟ وهل في خلفية كثيرين جذر طائفي بغيض رغم لمعان “سنجة” البندقية وهي في خلفية كثيرين “إدارة ظهر المِجنَْ” لسوريا تحت شعار وتبرير أنهم ضد النظام وحزب البعث…الخ.
لقد تم الصراخ ضد عدوان الإمارات على وطننا، ولكنه صراخ فقط. والإمارات لم تفعل سوى شيىء واحد يتجاهله الكثيرون: قامت بتنفيذ أوامر خالقيها لا أكثر ولا اقل. أما خدمة انتخابات امريكا والكيان او الحصول على “بسكليت مسلح” فهذأ هراء وأشد الهراء أنها أوقفت الضم!
كل ما أوردته أعلاه هو تحليل ليس “معلومات” كما يكتب المحلل المنشبك ويتفاخر. ولكن ما يدعم هذا هو القاعدة الذهبية، على الأقل برأيي المتواضع:
حتى قبل صفقة القرن، بل منذ 13 أيلول 1993، وهذا أل منذ على الأبواب، وأخشى أن يتم الاحتفال به. فإن وجود اللجنة التنفيذية ل (م.ت.ف) داخل الأرض المحتلة يعني الاستسلام، وعدم خروجها لمحور المقاومة يعني أن اي لقاء أو إجماع في رام الله لن يُثمر لأنه قُصد بمجرد اعتماد رام الله حيزا له أنه لن يثمر بقصد. لا فلسطين خارج محور المقاومة. وأعتقد أن بقاء هذا الحال يعني وجوب الخروج على هذا الإجماع. وأعتقد ان هذا سيكون مهمة فلسطينيي المهاجر والشتات لأنهم خارج قيود الاحتلال والفصائل والأنظمة العربية. لماذا المهاجر والشتات لأن الوضع الفلسطيني صار في عدة مستويات منفكة عن بعضها : الأرض المحتلة 1967، منفصلة عن الأرض المحتلة 1948 والبلدان العربية والشتات، ومناخ التحرك المقبول نسبيا هو في الشتات.

 

كنعان