الأرشيففلسطين

زميل زنازين القلعه الرفيق دياب وشاح – أبو علي حسن

زميل زنازين القلعه الرفيق دياب وشاح في ذمة الله …….
موته يعيدني بالذاكرة الى ماقبل اربعون عاما ١٩٨٠ ..الى أيام النضال السري بدون ضجيج أو صخب الكاميرا والاعلام ، وبدون مساحيق تجميليه للادوار والمهام ..كانت أيام جميله رغم قسوتها ، موته يعيدني الى تفاصيل اعتقالنا من قبل المخابرات المصريه وزجنا في سجن القلعه ، تشاء الصدف ان يتعرض الرفيق دياب واسمه الحركي خالد أن يعتقل وهو يبحث عن عنوان أحد الرفاق ويتم تفتيشه ويجدوا في حوزته تلك الكبسولات التي هي رسائل بين محطة مصر والرفاق في غزه ، وتتداعي الاحداث الى ان تم اعتقال الهيئة القياديه في مصر ، كان ذلك في عام ١٩٨٠، وكانت المفاجأة لدى الامن المصري أن هناك تنظيما سريا للج.ش ت ف في مصرى …
لم أكن أعرف انه معتقل معنا ، وذات صباح ورجل الامن يجرني الى دورة المياه القذره ، وجرح قدمي تنزف دما ، رفع الحارس العصابة عن وجهي ، فإذا بالرفيق دياب يجره رجل أمن عائدا من دورة المياه مارا بساحة التعذيب ..تلاقت نظراتنا ..اومأت براسي تحية له ..واستجاب وحرك رأسه بإماءة منه ..في تلك اللحظة عرفت أنه بالمعتقل ..ولم اقابله الا بعد ان تم الافراج عنا ..وعرفت الحكايه في اسباب اعتقالنا ، ولم يكن الا صدفة حين كان الرفيق خالد يبحث عن عنوان أحد الرفاق ليسلمه الرسائل من قيادة غزه والرفيق جبر وشاح …
ويعود الرفيق بعد أن تخرج من الجامعة الى ارض الوطن يمارس نضاله من جديد ، ويعتقل في السجون الاسرائليه ، ثم يتحرر من قيد الاحتلال …
يعيدني الماضي الى الايام التي كان الرفيق يدرس في جامعة بنها ، حيث كان يقطع المسافة الكبيرة بين قنا والقاهرة كل اسبوع ليحضر اجتماعه الحزبي ..كان يفيض استعدادا وحيويه لبذل أي جهد او نشاط وطني بدون تذمر أو شكوى ، كان ممتلئا وطنية وحماسا وايمانا ، عظيم العطاء ، هادئا ، خلوقا ،مؤدبا ،مما اهله ان يكون صلة الوصل بين محطة مصر والقيادة في غزه الى ان اعتقل …
هذا هو خالد الذي اعرفه ..دياب وشاح
الرحمة على روحه والمجد لكل الاحرار ..
خالص عزائي الى أم جبر المناضلة المكافحة التي ربت ابناءها على حب الوطن والنضال والتضحيه وعزائي الى جير ولكل العائله بفقيدهم الغالي …