ثقافة وفن

سأقاتل – شعر علي حتر

سأقاتل

شعر علي حتر

سأقاتل..

جئتَني في ليل تاريخ العبيدِ..

جئت “شعب الله” زعمًا..

فتلقّاك على الرحب جدودي..

جئت ألقيت عصا الترحال في العتمة ظُلمًا..

وغفير الأرض في غيِّهِ عن غِيّك سافلْ

جئت تلقي بي إلى كل الملاجي والمعاقلْ

جئت ترمي لي حياتي..

مع أحلامي.. على كل الحدودِ

جئت مِنْ حيث يجيء القهر

في تاريخنا الأسود..

محميا بقطعان الجنودِ

وبأرذالِ الحشودِ

جئت سفاحًا وقاتلْ

والجواسيس على بابك..

من قوميَ.. جمْعٌ وقوافلْ

إنني اليوم صحوت الفجرَ

قطّعت قيودي..

والسلاسلْ

ثم أعلنْتُ إلى العالم إني

كجبالي..

غائر في الأرض.. عمْقاٌّ..

يتحدى الريح عنفا..

والزلازلْ

وعلى أرضِيَ باقٍ..

كجبالي.. غير راحلْ

أنا أسْكَتُّ مواويل دموعي

ثم أطفأت شموعي..

وعلى أنغام غاراتك

كفّنت صغاري..

وجعلْتُ الحُبّ حقدا في ضلوعي..

وبنيرانك..

تجتاح دياري وربوعي..

قمتُ.. أوقدت المشاعلْ

وحملت الرفض..

رفض الموتِ في كفي..

وأقبلتُ أقاتلْ..

ساقاتل..

لا أجادلْ

يا نقيضا لحياتي..

أيها القالع زيتوني وتيني..

أيها الحارق محصول السنابلْ

في حقولي..

بالقنابلْ..

لن أُداري..

بعد هذا اليوم..

كي يغدُوَ صبري

هو عنوان شتاتي

أو مماتي..

سأقاتلْ

وإلى آخر “مختار” غريب عن بلادي..

وإلى آخر نهّابٍ جرادِ

وإلى آخر لص حطَّ في أرضي.. لطردي..

وإلى آخر نبض في وجودكْ

وإلى آخر جنديْ

من جنودكْ

وإلى آخر مزروع حقير

وزؤامٍ لك عندي

سأقاتل..

إن تكُ المختارَ في صُنْعِ الجرائمْ

سجل الآن بتوراتك..

مزمورا جديدا..

رغم دمّي..

وجراحي والمجازر والملاحمْ..

إنني مَنْ..

أَصْبَحَ المختار في قمع المظالمْ

اترك تعليقاً