الأرشيفمن هنا وهناك

سيادة المطران عطا الله حنا : ” ان كلمات التشهير والاساءة والتطاول لن تزيدنا الا تشبثا بمواقفنا

سيادة المطران عطا الله حنا : ” ان كلمات التشهير والاساءة والتطاول لن تزيدنا الا تشبثا بمواقفنا وحضورنا وانتماءنا لقيمنا الروحية والوطنية النقية ”

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح هذا اليوم بأننا لسنا تابعين لاية جهة سياسية على الاطلاق ولا ننتمي الى اي حزب او فصيل سياسي وان كانت تربطنا علاقات طيبة مع غالبية الشخصيات الوطنية والحزبية الفصائلية الفلسطينية .

لا نتلقى تمويلا سياسيا من اية جهة في هذا العالم ونرفض التمويل السياسي كما اننا لسنا في جيب احد ولا يوجهنا احد ونرفض ان يملي علينا اي احد ماذا يجب ان نفعل وماذا يجب ان نقول .

نحن احرار في اتخاذ مواقفنا وفي التعبير عن ارائنا هكذا كنا وهكذا سنبقى وقد دفعنا في الماضي ثمنا باهظا بسبب مواقفنا المبدئية الثابتة التي لا تتزعزع ونحن مستعدون لدفع اي اثمان في المستقبل .

نحن مستعدون لأي ثمن باهظ ونعلم جيدا ان المواقف المبدئية اليوم اثمانها باهظة ولكننا لسنا مستعدين للتراجع قيد انملة عن مواقفنا الوطنية الثابتة وحقنا في الدفاع عن وطننا وشعبنا الجريح .

نحن مسيحيون نفتخر بانتماءنا للمسيحية الارثوذكسية النقية التي انطلقت رسالتها من هذه الارض المقدسة وننتمي لكنيسة وصفها الدمشقي يوحنا ” بـأم الكنائس ” فدستورنا هو انجيلنا ونورنا هو النور الساطع من مغارة بيت لحم ومن القبر المقدس في القدس والذي منه نستمد القوة والعزيمة والتعزية في هذه الظروف التي نعيشها في هذه الارض المقدسة وفي هذا المشرق الذي نحن مكون اساسي من مكوناته .

لسنا كفارا ولسنا مشركين ودستور ايماننا نبتدأه قائلين ” اؤمن بإله واحد ” كما اننا لسنا من مخلفات حملات الفرنجة الصليبية ولسنا بضاعة مستوردة من الغرب وانتماءنا هو ليس للغرب اطلاقا بل هو لهذا المشرق وهويته الحضارية والروحية والانسانية والوطنية .

فلسطين هي ارضنا وهي وطننا وهي البقعة المقدسة من العالم التي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر .

نفتخر بانتماءنا لفلسطين وسنبقى ندافع عن هذا الشعب المظلوم انطلاقا من قيمنا الايمانية والروحية والاخلاقية ولن تخيفنا اية تهديدات او كلمات مسيئة تصلنا من هنا او من هناك ، فاللوبي الصهيوني واعوانه منتشرون في كل مكان وابواقهم المدفوعة الاجر موجودة في كل مكان وهؤلاء لا نتوقع منهم الا الاساءة والتشهير بالوسائل المعهودة والغير المعهودة ولكنني اقول ونحن في صوم الميلاد بأن صومنا يجب ان يكون مقرونا بالمغفرة فلكل الذين شهروا واساءوا وشتموا اقول لهم ومن امام مغارة بيت لحم بأنني لن ابادلكم الشتيمة بالشتيمة ولن ابادلكم التحريض بالتحريض بل اسأل الله بأن يسامحكم وبأن يسامحنا جميعا ويغفر لنا زلاتنا وهفواتنا .

اقول ومن امام مغارة بيت لحم بأنني اسامح كل من تطاول واساء وشتم وحرض علي خلال الساعات الماضية بسبب كلمة هم اصلا لم يقرأونها ولم يفهموها ولو قرأوها وفهموها لما تطاولوا بهذا الشكل اللاحضاري واللانساني .

سامحكم الرب الاله ونسأله بأن ينير عقولكم وضمائركم لكي تكتشفوا بأن المسيحية ليست تحريضا وشتما واساءة بل محبة بلا حدود والاختلاف في وجهات النظر لا يجوز ان يؤدي الى التحريض والاساءة ونشر الشائعات والاكاذيب التي ما انزل الله بها من سلطان .

اقول بأنني سأبقى متمسكا برسالتي الروحية الكنسية فأنا خادم لاعرق كنيسة واقدم كنيسة في هذا العالم ولكنني لن اتخلى ايضا عن حقي وواجبي في الدفاع عن وطني وفلسطين هي وطني وقضيتي وشعبي شاء من شاء وابى من ابى .

وكلمات التحريض والاساءة والتطاول التي نسمعها بين الفينة والاخرى لن تزيدنا الا ثباتا وتشبثا بمواقفنا ورسالتنا وحضورنا في هذه الارض المقدسة .
وقد جاءت كلمات سيادة المطران هذه لدى استقباله اليوم وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في بيت لحم .