عربي وعالمي

شعوب الأرض تتضامن مع لبنان عدا المروجين اللبنانيين ومموليهم

 

عبد الستار قاسم

الدمار والخراب على وشك الحصول عندما تسيطر الأحقاد على سلوك الإنسان وتتعطل قواه العقلية. الأحقاد مرض خطر جدا يصيب شرها الشخص نفسه ومن حوله. تعاني لبنان من شرور ومآزق وآفات خطيرة وكبيرة أهمها الأحقاد السوداوية المرة التي تسيطر على مروجين لبنانيين يتلقون دائما دعما معنويا وإعلاميا وماليا من قوى خارجية مثل أمريكا والكيان الصهيوني والسعودية. هذه أحقاد تعمي البصر والبصيرة وتحشر الإنسان في زاوية الهواجس والذعر من الذات، وتحيله إلى عاهة إنسانية لا تهتم إلا بتدمير المستهدف حقدا وكراهية.

كل شعوب الأرض أعربت عن تضامنها مع لبنان بعد الفاجعة المرعبة التي حلت ببيروت إلا من الحاقدين المروجين اللبنانيين  الذين دائما يدفعون باتجاه حرب أهلية لبنانية إرضاء للكيان الصهيوني وحماتهم الأمريكيين.

على مدى سنوات طويلة وهؤلاء المروجون يعملون بجد واجتهاد على تخريب لبنان ويتربصون بحزب الله عل وعسى أن تضعفه الحرب الأهلية اللبنانية ويتمكن منه الكيان الصهيوني ويقضي عليه. ولا تحدث مشكلة مهما كانت بسيطة إلا ويهب هؤلاء المروجون الحاقدون متهمين حزب الله أنه سبب المشكلة. إذا تطلق زوجان عن حب وتراض فإن حزب الله يتحمل المسؤولية،  وإذا تعارك شخصان لأي سبب تافه فإن حزب الله سبب الفتنة بينهما. أما إذا انقطع التيار الكهربائي أو المياه فإن حزب الله يقود لبنان إلى الفتنة والهاوية، وهو دائما المسؤول عن المصائب التي تحدث في لبنان. هو سبب مشكلة القمامة في بيروت، وهو سبب تدهور الليرة اللبنانية، وهو سبب الحصار الأمريكي على لبنان، الخ. ومع الانفجار الفاجعة المروعة في بيروت، انطلق سياسيو لبنانيون ووسائل إعلام لبنانية فورا وبعد دقائق من حصول الانفجار يتهمون حزب الله على أنه السبب. قالوا إن حزب الله يستعمل مرفأ بيروت لتخزين الصواريخ الموجهة، وبعدها قالوا إن الحزب يخزن الذخائر والأسلحة. علما أن مدير المرفأ من قوى 14 آذار التابعة للحريري. وتحرك ترامب ليقول إن هنالك اعتداء على المرفأ لتتصدى له وزارة الدفاع الأمريكية وتنفي وجود اعتداء.

لم ينتظر المروجون والحاقدون اللبنانيون ساعة واحدة حتى يعرف أهل لبنان ما جرى. التهمة لحزب الله كانت جاهزة وقبل أن يدري الشعب اللبناني بما حصل في بيروت. وقد روجت للتهمة وسائل إعلام لبنانية وأخذت عنها وسائل إعلام عربية بخاصة تلك التابعة للسعودية.

بكت شعوب الأرض حزنا على بيروت إلا من هذه الطغمة اللبنانية الكاذبة والمضللة طفقت فرحة بما جرى، وما يمكن أن يجري من حرب أهلية تقضي على حزب الله. فرحوا لأن انطلاق الحرب الأهلية سيفرح الصهاينة ويفرح أمريكا ويضمنون بذلك استمراراهم في أخذ لبنان إلى الهاوية وتمليكها لأبنائهم فيما بعدهم. وللأسف هم يجرون أهل السنة إلى الوقوع فيما ترفعوا عنه سنوات طويلة. أهل السنة هم الذين رفعوا لواء الوحدة العربية، وهم الذين دعموا المواجهة مع الصهاينة، وهم الاذين بقوا أوفياء لكل القضايا العربية. لا يعني أن غيرهم لم يفعل، لكنهم كانوا في طليعة المتصدين للاستعمار وربيبه الكيان الصهيوني.

لكن هؤلاء عادوا يلطمون عندما تواترت الأنباء عن إهمال تخزيني شديد  مارسه رجال تيار المستقبل وحلفاؤه من اللبنانيين. لم يلطموا لبنان، بل لطموا سوء تقديرهم. كل الناس في كل العالم باتوا  يعلمون  أنه لم تكن هناك صواريخ أو قنابل أو مدافع أو ذخيرة لحزب الله، وأخذت تنحصر نظريا الانفجار في أمرين وهما: اعتداء من قبل جهة كانت تعرف بوجود أطنان النيترات في المرفأ بخاصة أن مرفأ بيروت يعلو تنظيما وازدحاما على مرفأ حيفا المحتلة، أو نتيجة إهمال المسؤولين عن الميناء، أي مدراء الأقسام والمدير العام للمرفأ. وعلى الرغم من ضرورة انتظار نتائج التحقيق أميل إلى ترجيح نظرية الإهمال والتي هي آفة كبيرة في الوطن العربي.

وعلى كل حال، مهما بلغت الاتهامات والاعتداءات الداخلية على حزب الله فإنه لن يدخل حربا أهلية. تعرض حزب الله عبر السنوات لاعتداءات داخلية لبنانية وتشويهات وعرض عضلات لكنه تجاوزها دائما ورفض الدخول في فتن. للحزب استراتيجية منحصرة في مواجهة الكيان الصهيوني ومراكمة القوة ليوم موعود. ولهذا يستهدف عملاء لبنان وعملاء فلسطين الحزب عساهم يضعفونه ويمكنون الصهاينة من القضاء عليه. هذا لن يحصل، وكما قال لهم السيد: لقد خبتم مرارا في الماضي وستخيبون.