الأرشيفعربي وعالمي

صرخة باسم الكرامة…بل انتحار بلد – عادل سمارة

لم أجد غير تسمية الإعلان المرفق ادناه سوى صرخة باسم  الكرامة في تماثلها مع صرخة التعايش مع المستوطنين. فالإعلان المرفق باسم الأحزاب القومية واليسارية احتفالا بذكرى نصر الكرامة، يضم ممثلا للكيان! كيف!

 كيف يمكن تمثيل حزب “إسرائيلي” في احتفال أحزاب قومية ويسارية في قطر عربي؟ ومتى بمناسبة يوم الكرامة! من هي الدولة التي اعتدت على الأردن في يوم الكرامة؟ هل هي المانيا؟ هل يُغريكم ان يهاجم ممثل “إسرائيل” دولته، بعد أن أقسم يمين الولاء للدولة اليهودية. دعونا من اسماء الأشخاص. فالمهم أنه يمثل حزب صهيوني يعترف بالكيان ويعمل بموجب رخصة منه.

أما آن الأوان للحد الأدنى من جرأة الموقف؟ إذا كان ممثل حزب صهيوني من كبار المتحدثين، فأية حركة قومية ويسارية هذه في الأردن؟

 إذا كنتم مع الاعتراف بالكيان، فلتعلنوها بوضوح كي تفتحوا الطريق لجيل آخر ليتخلص من الانسداد.

ماذا نقول للشعب الأردني والفلسطيني والعربي عامة؟ ماذا نقول لأحمد الدقامسة؟ 

 كان المرء يتوقع حراكاً ضد مؤتمر القمة الذي على باب الانعقاد في الأردن. وبالمناسبة، أخشى أن يكون القطر العربي الأردني يستقبل آخر قمة على أرضه. وليس هذا من قبيل الولولة.
أليس المفترض في مؤتمر لهذه الأحزاب أن يخصص ضد ما يجري على بعد مترين شمالا ومترين جنوبا من الأردن؟ تحطيم سوريا والعراق.

 إن الحشد الأمريكي الصهيو-كردي، من شمال العراق إلى شرق وحتى جنوب سوريا هو تبديل “دولة داعش السني” بدواعش من السنة ايضا يمهدون الطريق لامتداد الكيان إلى الفرات. أمريكا لا تعبث، واليسار الكردي تامرك أكثر من اليمين، حزب العمال الكردستاني وما يسمى قوات سوريا الديمقراطية يعملون مع الأمريكي عملاء بحقد شوفيني اختزن بفهم صهيوني. هم يدا بيد ضد العراق وسوريا من أجل (إسرائيل) كردية، وهذا إن أفلحوا فيه يعني انتهاء دور الأردن كسور شرقي لحماية الكيان وتفكيك سوريا والعراق وتواصل الكيان الصهيوني مع الكردي على حدود الفرات. كما كان سابقا، لا يعني اللون الماركسي ضمانة النقاء أبدا، بل كثيرا ما يعني الصهينة. لقد استبدل حزب أوجلان دمه بدم التروتسك فانتهى صهيونيا.

نعم لأن الثورة المضادة اليوم هي التي تخرج لاحتلال العواصم العربية التي كنا نامل أن تتحرر كطريق لتحرير فلسطين. هذا ما يجب ان تخشاه وتتحرك ضده القوى القومية واليسارية في الأردن لا أن تحتفل بيوم الكرامة بما يؤكد اعترافها بالكيان.

 ما الفارق بين اعتراف الأنظمة واعتراف هذه الأحزاب؟ شكرا للحظة لأن هذه الأحزاب ليست جماهيرية ولا تمثل الجماهير، وإلا كانت الكارثة. 

 لم نتوقع أن يكون جمهور “نداء وصرخة من الأعماق” للتعايش مع المستوطنين قد وصل إليكم في الأردن! فتكريم “إسرائيل” بمتحدث باسمها هو تعايش مع الكيان الاستيطاني، بمعزل عن اللغة وسخونة الخطاب على طريقة الأذان في الكنيست، أو جعل مهرب الهواتف الخلوية بطلا قوميا.

ماذا نقول في عزمي بشارة إذن؟ هل نعتذر له.

 كلا، لعل ما نفهمه من مؤتمركم هذا، أن الأكثرية الساحقة من المثقفين والأحزاب العربية تؤمن بعمق وبنوع من الباطنية بالاعتراف بالكيان. وإلا ما الذي سمح لبشارة أن يذرع الوطن الكبير جيئة وذهابا إلى أن تورط ضد سوريا وطبعا في عرشه بالدوحة استقبل وأعطى تعليمات لجميع المعارضات السورية”التنسيق والائتلاف والوهابيين وحتى الإيجور”.

 انظروا الفيديو ادناه، لتعرفوا معنى التعايش مع المستوطنين الذي احتضنه مؤتمر اوسع من مؤتمركم، مؤتمر “التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة” عجيب، ألا يوجد من يقرأ.

 وثالثة الأثافي أن دُعاة مؤتمر الصرخة وصلوا حتى الشاشة اليمنية!!! لتعرفوا التعايش، أنظرو الفيديو المرفق لشرطي صهيوني يهين فلسطيني يحمل بطاقة هوية الكيان وليس الضفة الغربية!

 وطالما لم يبق إلا الاعتراف…إعترفوا علانية…والله معكم.

اترك تعليقاً