الأرشيفوقفة عز

عمر – قلب الليث – أبو ليلى – نضال حمد

عمر – قلب الأسد – أبو ليلى

على خطى المثقف المشتبك، الشهيد باسل الأعرج.. وعلى خطى شهداء المقاومة الشعبية الفلسطينية المسلحة بالحق والايمان وحتمية العودة والنصر والتحرير، تقدم الفتى الفلسطيني الجريء والشجاع، صاحب التسعة عشرة عاما، عمر أبو ليلى، من بلدة الزاوية الفلسطينية قرب سلفيت، تقدم من جندي صهيوني مدجج بالسلاح الأحدث في العالم، ومدرب أفضل تدريب عسكري وأمني ونفساني ممكن، طعنه وأستولى على سلاحه بعد طعنه بسكين. عندما شاهد المستوطنون والجنود أسد سلفيت وهو ينحر الجندي ويستولي على عتاده، فروا من مفرق مستوطنة أرييل تاركين خلفهم مركباتهم. استولى عمر على سيارة مستوطن ومن نافذتها أجهز بالرصاص على مستوطن وضابط صهيونيين، وأصاب آخرين بجراح.

بطل من أبطال الزمان الفلسطيني الفدائي، الذي بدأ بالانبعاث من جديد مع عمر أبو ليلى وعاصم البرغوثي وأحمد جرار وأشرف نعالوه وباسل الأعرج وعشرات آخرين سقطوا شهداء كمن سبقهم من فدائيي الثورة المستمرة منذ أكثر من قرن من الزمن على درب تحرير فلسطين كل فلسطين.

البطل عمر أبو ليلى فتى فلسطيني بحجم وطن وقضية، بقوة مقاومة وعزم أمة، بإرادته ووطنيته وعشقه لوطنه، بانتمائه لكامل تراب فلسطين ولسلالة عظيمة من شهداء ثورة شعب فلسطين، يقهر المحتلين ويذلهم، يقتل منهم ويجرحهم ويحرجهم، يستولي على أسلحتهم ومركبة من مركباتهم، يغادر المكان بسلام، يعبر الحواجز والمناطق الخاضعة للسيطرة الصهيونية العسكرية ولأجهزة التنسيق الأمني المرفوض شعبيا ووطنيا، لكن المُلتَزَم والمعمول به سلطوياً. عمر الشاب البطل، قلب الأسد الفلسطيني استطاع المغادرة من قرب سلفيت ومستعمرة أرييل حتى وصل الى قرية عبوين .. مسافة طويلة قطعها بالرغم من الحواجز والحضورين العسكري والأمني. وفي عبوين يستشهد عمر المقاوم الشاب، على طريقة من سبقه من شبابنا الثائر المقاوم، يستشهد مشتبكاً.. بعدما رفض الاستسلام وقرر المقاومة ليرتقي الى عالم الخلود.

قبل لحظات من استشهاد عمر أفادت القناة13الصهيونية بأن ” منفذ عملية سلفيت عمر أبو ليلى عُثر عليه من خلال أمن السلطة بالتعاون مع الشاباك في منزل في قرية عبوين قضاء رام الله. “.

وبنفس السياق نشر تصريح في مواقع التواصل الاجتماعي نسب لحازم عطا الله أحد قادة اجهزة أمن سلطة اوسلو في الضفة الغربية المحتلة، وهو ابن أبو الزعيم، قائد جهاز الأمن العسكري لفتح في لبنان حتى الخروج من بيروت سنة ١٩٨٢. وهذا الشخص هو الذي اختطف في بيروت المعارض السعودي ناصر السعيد وسلمه لسفارة ال سعود هناك مقابل ملايين الدولارات.

جاء في التصريح المنسوب لحازم عطا الله: ” نسعى جاهدين دون وجل أو خجل في العثور على منفذ عملية سلفيت الكيدية لتتفرغ قيادة السلطة في متابعة استعادة غزة المسلوبة من الظلاميين”. لكن حازم عطا الله نشر تصريحا في وقت لاحق بوكالة معا الاخبارية الفلسطينية نفي فيه انه صرح بأي شيء عن عملية سلفيت والشهيد عمر أبو ليلى. لكن حازم عطالله في تصريح لوكالة معاً نفي ذلك. ونفي عطالله لا يقنعننا لأن التنسيق بين السلطة والاحتلال قائم ولم يتوقف للحظة.

على كل حال فلتنسق السلطة ولتسعى ففي سعيها المذكور تضيف مسمارا جديدا في نعشها. فهي تسعى وبنفس الوقت شبابنا الفلسطيني الصاعد مقاومةً يسعى أيضا. وعلى كل فلسطيني يمكنه القيام بعملية فدائية، تماما مثلما فعل الشهيد عمر أبو ليلى أن يقوم بذلك كلما سنحت الفرصة. فمن لا مقاومة له لا كرامة له.

فَليُفَعِل شبابنا مخزوناتهم الثورية، طاقاتهم الوطنية، روحهم المقاومة… فليتقدموا الى المواجهة وليطبقوا شعار وراء العدو في كل مكان على أرض فلسطيننا المحتلة. كما عليهم أن لا يرحموا العملاء ووكلاء الاحتلال الذين سيقفون عائقاً في دربهم. وأن حصل وأعاق العملاء طريقهم فليفعلوا بهم ما كانوا ينوون فعله بالمحتلين الصهاينة.

في فلسطين المحتلة العمليات العسكرية الفدائية ضد الاحتلال والاستيطان والعملاء يجب أن تكون يومية، لتنشر الرعب والموت لهم فوق أرضنا المحتلة. فلا حياة مع الصهاينة المحتلين ولا مع أعوانهم من المنسقين الأمنيين.

يا اخوة واخوات عمر – قلب الأسد – أبو ليلى، الى العمل لأن الفصائل عاجزة عن القيام بذلك. ولأنهم كذلك فلا بد لأخوة ولأخوات الشهيد عمر أبو ليلى من تحمل المسؤولية، والبدء بتنظيف فلسطين من القمامة المحلية والأخرى المستوطنة. فلا حياة مع العملاء ومع وكلاء الاحتلال كما لا حياة في ظل الاحتلال والاستيطان.

الشهيد عمر أبو ليلى، قلب الأسد العربي الفلسطيني، فتى بحجم أمة من المحيط الى الخليج ومن الخليج الى المحيط. أعاد رسم المسار الصحيح، وأعاد تكريس مفهوم المقاومة الشعبية المسلحة، عبر سلك الطريق الوحيد نحو تحرير فلسطين كل فلسطين.

لروحك السلام والمجد والخلود وإنا حتماً على العهد.

 

عمر – قلب الأسد – أبو ليلى

 

نضال حمد آذار – مارس2019