الأرشيفوقفة عز

عن المستشارة الألمانية ميركل، ستبقى أخلاقها ناقصة وفلسطين شاهدة – نضال حمد

عن المستشارة الألمانية ميركل، ستبقى أخلاقها ناقصة وفلسطين شاهدة على ذلك.

صحيح أن موقفها المدوي قبل أعوام فيما يخص مشكلة اللاجئين الذين يغرقون في البحار وهم في طريقهم الى اوروبا، وبالذات اللاجئين السوريين كان موقفا لافتا وحاسما أنهى معاناة ملايين اللاجئين وأوقف مغامراتهم ومتاجرة العصابات والمافيات بحيواتهم، وجعل المانيا البلد الأول من ناحية استقبالهم وايوائهم وتأمين ظروف معيشية طبيعية لهم.

لكن ميركل كما ألمانيا بشكل عام لا تحمل نفس الموقف الانساني فيما يخص قضية اللاجئين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني لفلسطين بل انها تمارس النقيض تماما فيما يخصنا. فهي مع الجلاد وضد الضحية ومع القاتل وضد المقتول ومع الاحتلال وضد الحرية ومع الصهيونية وضد الانسانية. وقد وصل بها الأمر حد التنكر لحق مواطنين ألمان على دولتهم، كانت قتلتهم ببشاعة الطائرات الحربية الصهيونية في غزة. رفضت ميركل في صيف سنة ٢٠١٤ ادانة قصف الطائرات الصهيونية في غزة لبيت فلسطيني لعائلة كيلاني الفلسطينية المجنسة ألمانياً حيث أبيدت العائلة كاملة، أم وأب وعدد من الأطفال. فأين انسانية ميركل من هذه الجريمة البشعة؟

هل كانت السويد سترفض ادانة مثل هذه الجريمة لو أنها حصلت مع عائلة فلسطينية سويدية؟

أشك في ذلك. لكن ميركل فعلت ذلك. رفضت الادانة بالرغم من جميع المناشدات التي وجهت لها من قبل مؤسسات وجمعيات ومنظمات ومن قبل جالية فلسطينية كبيرة تعيش في المانيا الاتحادية.

حكومة ميركل تضيق الخناق على كل من يحمل راية التضامن مع شعب فلسطين في المانيا.

حكومة ميركل هي من تجرم حركة مقاطعة (اسرائيل) العاملة في المانيا واوروبا وتصفها بمعاداة السامية.

والأهم أن المانيا وميركل مع (اسرائيل) ظالمة أو مظلومة. وتقدم الاموال والسلاح والتقنيات الأحدث للمجرمين المحتلين الصهاينة.

المانيا متحصصة في تدليل الصهاينة وتقديم الغالي والنفيس لأجلهم سواء عن قناعة أو بسبب عقدة الذنب والمجازر التي ارتكبها النازيون ضد اليهود ابان الحرب العالمية الثانية. لكن “اسرائيل” الصهيونية الفاشية التي تشبه النازية ليست الوريث الشرعي لاولائك اليهود الأوروبيين الذين قتلتهم النازية، لتقوم المانيا ومعها دول اوروبا بتعويضها، بل هي شريك في ذبحهم وتهجيرهم لأجل تحقيق الحلم الصهيوني باقامة وطن قومي يهودي في فلسطين المحتلة. أوروبا المتصهينة والتي كانت لا تريد اليهود في دولها تخلت عنهم لصالح الصهاينة وخدمة للحركة الصهيونية و”لاسرائيل” التي صارت ممثلا وشرعياً ووحيدا ليهود العالم رغم أنف العالم. فهاجروا للاستيطان في فلسطين اما بارادتهم او رغماً عنهم، فنجحت اوروبا في التخلي عنهم وتهجيرهم من اوطانهم الأصلية، ونجحت الحركة الصهيونية في جلبهم الى فلسطين التي كانت مختلة بريطانياً لتحقيق مشروعها الاستيطاني الاستعماري الاحتلالي.

المانيا بيمينها ويسارها الرسميين لا تخجل ولا تستحي، وكما يقول المثل الشعبي العربي الفلسطيني “قالعين شرش الحياء”… وسوف لن يتوقفوا عن دعم أعداء الشعب الفلسطيني ومحتلي وطننا فلسطين ما دمنا ضعفاء وغير مؤثرين في الحياة السياسية والاجتماعية والبرلمانية والحزبية الألمانية والأوروبية والغربية بشكل عام. ومادام لدينا قيادة تواصل بيع فلسطين مقابل رضا أمريكا وصهاينتها. ومادامنا متفرقين غير موحدين كل يغني على منواله.

نضال حمد

28-12-2020