الأرشيفوقفة عز

عيد الميلاد بريحة فلسطين – نضال حمد

عيد الميلاد له عادات وتقاليد
أن ينثر الثلوج في كل مكان
أن يزنين الأشجار باللون الأبيض
أن يجعل الهواء نقياً وأن يعيد الانسان انساناً
ومن عادة الناس أن يزينوا الأشجار في منازلهم
وأن يضعوا صحنا اضافيا لزائر غير متوقع
أو لجائع متوقع
ومن عادة الناس
أن يركنوا هداياهم تحت الأشجار الميلادية المزينة
وأن يتبادلوا التهاني والتبريكات
ومن عادة اخوتنا المسيحيين من أهل فلسطين،
نسل مريم ويسوع
أن يكرروا في كل عيد ميلاد
يوم الرابع والعشرين من كانون الأول من كل عام
أن فلسطين عربية
وأن الاحتلال الى زوال
ولا بديل عن الحرية
قبل عشرون عاماً في اوسلو
طرق باب بيتي مبشرٌ
قال لي:
أريد أن أحدثك عن مريم
وعن يسوع الناصري
قلت له:
أنا من سيحدثك
عن جدتنا مريم
وعن سيدنا المسيح
وعن الناصرة وبيت لحم والقدس
عن قانا الجليل وبحيرة طبريا
عن فلسطين
وعن الذين صَلبوا المسيح
وطَعنوا قلب مريم
وأحرقوا أريحا
ثم أحرقوا المسجد والكنيسة
انا من سيقول لك:
في هذا البيت لن تجد غير رائحة المسيح الناصري مع الزعتر الفلسطيني
ورائحة مريم الجليلية في الميرمية الجليلية
في هذا البيت ستجد تاريخ فلسطين
ولن تجد شيئاً غير ذلك.
ميلاد مجيد
“للفنانة البولندية دويمينكا روجانسكا”
قال لي مشحر أوروبي:
ماذا تفعل هنا أليست هذه ساعات عيد الميلاد الأولى؟
قلت له: أنت عليك الرد على سؤالك
ولم يرد
ولم أرد
وكان الصقيع مثل الاشعاعات النووية يخترق جسدينا المتجمدين..
وكانت الثلوج البيضاء تغسل عار أوروبا الشقراء
وتفضح انحيازها الى جانب اللصوص والمجرمين ضد شعب يسوع ومريم وبابا نويل…
في العيد يوم ٢٤/١٢ من كل عام تخلو ساحات وميادين المدن الأوروبية من الناس، الكل يلتزمون المنازل أو يغادرون المدن الى بيوتهم الجبلية.
. في ذلك اليوم تتزين أشجار الميلاد وترتدي الثياب الملونة وأجمل الزينة، ورغم الفرح تبدو لنا نحن الغرباء ، تبدو لنا حزينة…
من عادتي أن أتعرف أكثر على المدينة في أول أيام عيد الميلاد، حيث تكون فارغة ومستعدة لتهبنا نفسها كفتاة تشتهي حب ودفء من يحبها.
أقوم بالتقاط الصور لميادينها وساحاتها ومعالمها دون ازعاج وضحيج وعجقة ناس ومركبات وزوار.
في العيد يفرح مشحروا أوروبا بقليل من الطعام والدفء ومحبة الناس.. تماما كما هو الحال في البلاد العربية والاسلامية خلال شهر رمضان وفي عيدي الفطر والأضحى.
ترى لماذا فقط في مثل هذه المناسبات تتذكر غالبية الناس هؤلاء المشحرين؟
كل عيد وأنتم للمشحرين أقرب وأدفأ.
نضال حمد في ٢٦/١٢/٢٠٢٠