الأرشيفثقافة وفن

في حضرة الحنين جديد الكاتب الفلسطيني نضال حمد

نضال حمد في حضرة الحنين

كراكوف (بولندا) ـ صدرت في مدينة كراكوف البولندية عن موقع الصفصاف المجموعة القصصية “في حضرة الحنين” للكاتب الفلسطيني نضال حمد، أهداها لصديقه الراحل يوسف عجاوي.

تضم المجموعة ثلاثين قصة قصيرة منوعة سجل فيها الكاتب حكاية الإنسان مع الأزمنة والأمكنة. حكايات مليئة بالحنين والشوق والتمسك بالمبادئ والقيّم الإنسانية، وبالوطن الذي لا بديل عنه لجوء ومنفى وغربة وشتات.

في كلمة تمهيدية للمجموعة كتب نضال حمد:

“في البداية أود أن أقول لكم إنني لست بكاتب قصة ولا بروائي، لذا فإن كل ما ستقرؤونه هنا هو تعابير وترجمات لمشاعر وأحاسيس استحضرتها الذاكرة من وهج الحياة.

ففي الأزمنة المختلفة التي كتبت فيها هذه المجموعة من القصص مررنا كفلسطينيين بمحطات عديدة، ليس أولها تشرد الفلسطيني من جديد بعد غزو لبنان سنة 1982 ومجازر صبرا وشاتيلا، ثم حرب المخيمات، فالانتفاضة الأولى، وحروب الخليج المتتالية، ثم الانتفاضة الفلسطينية الثانية وما تلاها من سنوات صعبة. بين أول محطة وآخر محطة من هذه المحطات وجدت وخلقت قصص هذه المجموعة.

من إصرار الأطفال التوجه نحو قلعة الأحلام، الى وداع الشهيد لحبيبته ليلة العرس الى عودة احمد مع ساندوتش الفلافل، مرورا بالتحليق في سماء بلدان عربية وأوروبية وافريقية عديدة. والتعرف على ايطاليا وبولندا والنرويج ودول وثقافات وشعوب أخرى. هذه القصص هي حكاياتي، وحكايات كل فلسطيني تغرب وتشرد وتهجر ولجأ الى منافٍ عربية وغربية، وركب البحار واعتلى أبسطة الريح، مسافرا، باحثا، مشردا، لاجئا، عائدا الى المنزل الأول، حيث لا يزال كل منا على موعد مع العودة الى فلسطين”.

قدم للمجموعة الشاعر د. يوسف شحادة استاذ الأدب العربي في جامعة ياغيلونسكي بمدينة كراكوف البولندية العريقة قائلا:

إن هذه المجموعة القصصية تستحق أن تحظى باهتمام القارئ العربي النبيه، فهي جديرة بالقراءة، لأنها تهتم، أول ما تهتم، بالإنسان وقضاياه: فرحه وحزنه، شقائه وسعادته، إحباطاته وطموحاته، زهده ورغباته، اندفاعاته واحتياجاته. هي قصص بطلها الإنسان أولا وأخيرا، بغض النظر عن جنسه، أو هويته، أو قوميته؛ فتأتي حافلة بشؤونه المبثوثة في مشاهد إنسانية تحتفل بمشاعر الحب والشوق، العشق والحنين، الإيمان والثبات. شخوصها من ضحايا هذا العالم الظالم، يقفون على حد السكين، لكنهم لا يحنون قاماتهم، ولا ينكسرون. يقفون وقفة عز، فما زال الأمل يغرد في أفق لا تنفك أنظارهم تشخص إلى نجومه العالية.