بساط الريح

في مئوية وعد بلفور- أكرم عبيد

 

لهم وعودهم الاغتصابية

ولنا وعودنا بالمقاومة والتحرير والعودة الى فلسطين كل فلسطين والاراضي العربية المحتلة..!

من يدقق ويعمن النظر في وعد بلفور البريطاني حتما سيستنتج انه ذات اهداف سياسية استعمارية احتلالية اولاً وإلا لماذا كان حضور هذا الوعد الجريمة في مؤتمر سان ريمو المنعقد عام 1920 الذي منح بريطانيا حق الانتداب على فلسطين من قبل الحلفاء كما كان حاضرا وبقوة في عصبة الامم التي صادقت على تضمين صك الانتداب على هذا الوعد الجريمة في مقدمته في شهر تموز عام 1922 مما شرع للاحتلال البريطاني دس هذا الوعد الجريمة في مقدمة نص ما يسمى الدستور الفلسطيني المزعوم الذي تمت صياغته بعد اسبوعين من اقرار الانتداب على فلسطين .

وهذا ما يثبت بالدليل القاطع ان وعد بلفور مشروع سياسي الهدف منه اصطناع كيان سياسي له وظيفة واهداف سياسية واقتصادية استعمارية مما عمق العلاقات بين هذا الكيان المصطنع وبين القوى الاستعمارية صاحبة المصلحة الحقيقية في وجوده بالمنطقة لحماية مصالحها بالرغم من المصالح المهمة مع بعض الانظمة العربية المتصهينة في المنطقة .

واذا عدنا بالذاكرة للتاريخ واستعدنا ما تم التوافق عليه بخصوص نص وعد بلفور المشؤوم نجد ان الرئيس الامريكي آن ذاك ولسون وافق على النص قبل نشره كما وافقت علية فرنسا وايطاليا بشكل رسمي عام 1918 ثم وافق الرئيس الامريكي عليع بشكل معلن عام 1919 واليابان وافقت عليه عام 1920 .

لماذا فلسطين وما هي اسباب الوعد البريطاني؟؟

بصراحة هذا ما اجاب علية بصراحة ووقاحة ما بعدها وقاحة وبشكل مبكر رئيس وزراء بريطانيا الذي قال عام 1939 ” يجب زرع كيان سياسي يهودي في فلسطين ليشكل حاجزا بين مصر والمشرق العربي ليحول دون التواصل الجغرافي لتبقى المنطقة بكاملها تدور في فلك التبعية الاقتصادية وهذا ما يؤكد ان الهدف من اقامة الكيان الصهيوني هدف سياسي اولا وليس ديني كما يزعمون او اخلاقي .

وهذا ما اشار ليه كبير المجرمين الصهاينة تيودور هيرتزل في يومياته الذي وصف كيانه الذي سيقام في فلسطين بأنه ” سيكون بالنسبة لأوروبا الجدار الذي يحميها من اسيا واضاف اننا سنكون الحارس الذي يقف في الطليعة لحماية الحضارة الغربية ضد البربرية ” على حد زعمه

ومن جانب اخر تعمدت بريطانيا في تلك المرحلة خلال الحرب العالمية الاولى من كسب تأييد اليهود في العالم لها وتزويدها بالمال والخبرات العلمية وخاصة بعد اكتشاف حاييم وايزمن الصهيوني مادة الاسيتون لصنع المواد المتفجرة لتزويدها بها في الحرب بالإضافة للتخلص من الهجرات اليهودية داخل اوروبا وتوجيهها الى فلسطين .

لهذه الاسباب لا يمكن أن نفصل وعد بلفور عام 1917 عن اتفاقية سايكس -بيكو 1916، ولا عن محادثات أو تفاهمات حسين – مكماهون في نفس العام او عن تفاهمات فيصل – وايزمان 1919 والاهم من ذلك ما كان وعد بلفور أن يكون وما كان للكيان الصهيوني أن يقوم لولا وجود الحركة الصهيونية التي وحدت كل التيارات والتوجهات الصهيونية نحو هدف واحد أعلنته بصراحة منذ تأسيسها في المؤتمر الصهيوني  الاول في بازل في سويسرا عام 1897 يقضي بقيام كيان صهيوني مصطنع في فلسطين .

وبالرغم الدعم والمساندة الاستعمارية الغربية بشكل عام والبريطانية بشكل خاص لم تركن الحركة الصهيونية فقط على وعد بلفور بل بذلت جهودا ذاتية كبيرة لتحقق حلمهم بقيام هذا الكيان المصطنع المزعوم وخاصة إن الاستيطان بدأ في فلسطين قبل وعد بلفور منذ بداية العشرينيات بعدما نظم الصهاينة أنفسهم وأقاموا مؤسسات مثل المنظمة العمالية اليهودية ( الهستدروت) واقاموا جامعة خاصة بهم عام 1925 ونظموا انفسهم في عصابات صهيونية مقاتلة مثل “شتيرن” والهجانة” و”الملباخ”، وقاموا بعمليات إرهابية ضد العرب وارتكبوا مجاز جماعية بحق معظم سكان المدن والقرى الفلسطينية لطردهم خارج البلاد وتحقيق اهدافهم في توطين المستوطنين الصهاينة المستوردين من كل اصقاع العالم

وبالرغم من كل محاولات التزوير والتزييف لحقائق التاريخ والجغرافية التي قام بها زعماء الحركة الصهيونية والكيان الصهيوني إلا أنها لم تثبت في أي لحظة ما  أن هناك شعبا يهوديا مزعوم بل كان هناك بعض القبائل اليهودية المتنقلة والعابرة التي تعيش في هذا البلد أو ذاك عند مختلف الشعوب والأمم , وهي وان اعتنقت الديانة اليهودية فهي بحكم التاريخ والجغرافيا وليس خلافا لها كجزء من هذه الشعوب وبلدانها .

وفي كل الاحوال ان الاحتلال البريطاني لفلسطين بعد اطلاق الوعد المشؤوم بقليل لا يخول الادارة البريطانية المحتلة التصرف بمنح الاراضي التي تحتلها لأي كان لان وجودها كان في فلسطين  بالأصل غير شرعي وغير قانوني كان احتلال لتحيق اهداف استعمارية صهيونية لهذا السبب كان الوعد من الذي لا يملك لمن لا يستحق

اذاً كان هذا الوعد باطل وكل ما نتج عنه باطل من الناحية الاخلاقية والقانونية لان ما بني على باطل فهو باطل

 وفي النهاية كلنا يعلم ان وعد بلفور سيء الذكر هو جريمة من لا يملك إلى من لا يستحق  لأنه حمل وما زال يحمل أطول وأعمق قضية سياسية في تاريخ البشرية  وأكثرها ظلما وعدوانا ووحشية  ما زالت أثارها السياسية والسلبية قائمة  بعدما حولت المنطقة العربية لساحة صراع مفتوحة منذ ما يزيد من قرن من الزمن حتى يومنا هذا  بسبب ما افرزه هذا الوعد الجريمة المشؤومة من زرع كيان سياسي غاصب في فلسطين حيث التقت بها المطامع الاستعمارية الامبريالية مع المصالح الصهيونية العالمية  والتي كان من ابرز نتائجها الإجرامية تشريد معظم أبناء الشعب الفلسطيني من ارض وطنه  بشكل لم يشهده التاريخ المعاصر وهذا يعني ان جرائم الحرب بحق شعبنا من لم تقتصر على مجرمي الحرب الصهاينة بل على الادارة البريطانية التي كان لها الباع الاطول بهذه الجرائم والتي يجب ان تقدم الى العدالة الدولية لمقاضاتها على كل جرائمها وتصحيح الخطأ التاريخي بحق هذا الشعب والتعويض علية بسبب معاناته منذ قرن ونيف بسبب سياساتها الاجرامية الدموية بحق شعبنا وارضنا وحقوقنا الوطنية لذلك مهما حاولوا تزيف حقائق التاريخ لهم وعدهم ولنا وعدنا في المقاومة من اجل التحرير والعودة الى فلسطين كل فلسطين والاراضي العربية المحتلة .

akramobeid@hotmail.com