facebook

قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن اولئك الذين يستهدفون المسجد الاقصى والاوقاف والمقدسات الاسلامية هم ذاتهم الذين يستهدفون اوقافنا المسيحية وهم ذاتهم الذين يستهدفون ابناء القدس وكافة احياء مدينتنا المقدسة .

انه الاحتلال العنصري الاقصائي الذي هدفه هو الغاء وجودنا في مدينة القدس وشطب حقوقنا وتحويلنا الى ضيوف في مدينتنا المقدسة والى عابري سبيل في عاصمتنا الروحية والوطنية .

ان ما يخطط للقدس لا يمكن ان يستوعبه عقل بشري وما يحدث حاليا في القدس انما يندرج في اطار صفقة القرن والتي هدفها هي تصفية القضية الفلسطينية وسرقة مدينة القدس بشكل كلي .

ماذا يبقى لنا كفلسطينيين اذا ما ضاعت القدس فالفلسطينيون يعتبرون القدس عاصمتهم والاحتلال يسعى لانتزاع القدس من الجسد الفلسطيني ومن الثقافة والهوية الفلسطينية .

لم يعد كافيا ان نسمع عن المؤتمرات التي تعقد هنا وهناك من اجل القدس ولم يعد كافيا ان تصدر بيانات الشجب والاستنكار والتنديد بالاحتلال .

لا تتوقعوا ان يتغير الاحتلال فالاحتلال الذي شاهدناه عام 48 هو ذاته عام 67 وهو ذاته اليوم ، لم ولن يتغير الاحتلال بل الذي يجب ان يتغير هو واقعنا الفلسطيني وواقعنا العربي وان نكون اكثر تضامنا ووعيا ولحمة وحكمة .

ان ما يشهده المشرق العربي من حالة عدم استقرار وحروب ودمار وارهاب انما هدفه الاساسي هو حرف البوصلة عن فلسطين وعن مدينة القدس بشكل خاص .

ان ما سمي زورا وبهتانا بالربيع العربي انما هو في الواقع ربيع صهيوني امريكي بامتياز هدفه تفكيك المفكك وتجزئة المجزء لكي يتسنى للاحتلال تمرير مشاريعه في فلسطين الارض المقدسة وفي مدينة القدس بشكل خاص.

لو كان واقعنا العربي افضل حالا لما وصلت السلطات الاحتلالية الى هذه الوقاحة والعنجهية بتعدياتها المستمرة والمتواصلة على الاقصى وعلى اوقافنا المسيحية لا سيما ما يخطط لباب الخليل من عملية سلب ممنهجة وسرقة لاوقافنا وعقاراتنا الارثوذكسية لكي يستولي عليها المتطرفون المستوطنون والذين يعملون ليلا ونهارا على تغيير ملامح مدينة القدس وتبديل طابعها وتزوير تاريخها .

القدس في خطر شديد وما يحدث في باب الخليل انما يندرج في اطار صفقة القرن وفي اطار سياسة مبرمجة هدفها هو سرقة القدس من ابنائها وتهميش الحضور الفلسطيني الاسلامي والمسيحي فيها .

ان ردنا على ما تتعرض له مدينة القدس يجب ان يكون من خلال انهاء الانقسامات ورفض المشاريع المشبوهة وتوحيد الصفوف كما ونتمنى ان يتبدل الواقع العربي وان يكون العرب اكثر تضامنا ووحدة وان تكون بوصلتهم نحو فلسطين لان اي بوصلة لا تكون نحو فلسطين انما تخدم الاستعمار والاحتلال الذي يريدنا ان نكون في حالة تشرذم وضعف وتفكك.

ندق ناقوس الخطر من باب الخليل ومن رحاب مدينة القدس بشكل عام فالقدس مدينة تضيع من ايدينا يوما بعد يوم في ظل واقع عربي مأساوي وحالة فلسطينية تسودها الانقسامات والتصدعات الداخلية .

اوجه ندائي الى الشعب الفلسطيني قائلا : ” لا يحك جلدك الا ظفرك ” فكونوا على قدر كبير من الوعي والحكمة والصدق والاستقامة ولنعمل معا وسويا من اجل انهاء الانقسامات الفلسطينية الداخلية التي لا يستفيد منها الا اولئك الذين يسعون لتمرير صفقاتهم واجنداتهم على حساب شعبنا وقدسنا وقضيتنا الوطنية العادلة

— 

 

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأنه يبدو ان البعض لم يستوعبوا حتى الان ماذا يعني بالنسبة الينا خسارة الابنية التاريخية الارثوذكسية العريقة في باب الخليل .

هذه الصفقة التي تعتبر من اخطر الصفقات التي تمت في مدينة القدس والتي هدفها تغيير ملامح القدس وطمس معالمها وتهميش واضعاف الحضور الفلسطيني فيها كما انها تعتبر تطاولا مباشرا على الحضور المسيحي العريق في هذه المدينة المقدسة .

ان صفقة باب الخليل انما تعتبر ظاهرة خطيرة لا سيما ان المستوطنين المتطرفين والذين يتسمون ” بعطيرت كوهانيم ” قد يدخلوا الى هذه الامكنة في اي وقت يناسبهم لا سيما ان المحاكم الاسرائيلية قد قدمت لهم الغطاء القانوني لكي يقوموا بذلك .

اننا نرفض اي خطاب تضليلي ايا كان شكله وايا كان لونه واولئك الذين يتحدثون عن صفقة باب الخليل من الافضل ان يبقوا صامتين بدلا من ان يحاولوا تضليل الرأي العام وبث معلومات غير دقيقة وغير صحيحة .

ان عيد العنصرة انما يعتبر عيد ميلاد الكنيسة وفي هذا العيد يجب ان نكون صادقين امام الهنا وكنيستنا وامام ضميرنا فلم يعد من اللائق ان نسمع كلاما مضللا مزيفا للحقائق والوقائع هدفه التأثير على الرأي العام .

ان ما ارتكب بحق باب الخليل انما هي خيانة عظمى لا بل جريمة نكراء ويؤسفنا ويحزننا ان هنالك اشخاصا قد قبضوا المال وباعوا ضميرهم وانسانيتهم واخلاقهم وهم يعملون من اجل التأثير على الرأي العام من خلال المعلومات المضللة والغير صحيحة .

ان صفقة باب الخليل انما تعتبر انتكاسة غير مسبوقة لكنيستنا ولقدسنا ويبدو ان البعض لم يصلوا الى هذا الاستنتاج حتى اليوم ويحاولون التخفيف من خطورة هذه الصفقة الغير مسبوقة والتي تعتبر امعانا في تهميش واضعاف حضورنا المسيحي في هذه الارض المقدسة .

اتمنى من الجميع ان يتحملوا المسؤولية التاريخية فالقدس بحاجة الى اشخاص يتحلون بالاستقامة والصدق والوطنية والانتماء الحقيقي لهذه البقعة المقدسة من العالم .

بالكذب والنفاق والاجندات الشخصية والمصالح الانية لا يمكن ان نحافظ على القدس ولا يمكن ان نصون الاوقاف والمقدسات فصون اوقافنا يحتاج الى اناس صادقين متحلين بالامانة لا يغيرون مواقفهم ومبادئهم وفق المصالح والاجندات المختلفة والمتعددة .

يبدو ان نكبة باب الخليل ستجعلنا نكتشف نكبات جديدة وستميط اللثام عن وجوه كنا نظن انها شيء فاذا بنا نكتشف انها شيء اخر .

نوجه ندائنا لابناء كنيستنا ولابناء شعبنا الفلسطيني بأن يدركوا جسامة المخاطر المحدقة بمدينتنا المقدسة فالاستيلاء على ابنية باب الخليل انما تندرج في اطار سياسة ممنهجة هادفة الى طمس معالم مدينتنا وتزوير تاريخها والنيل من مكانتها .

اننا نرفض اي خطاب استسلامي يبث في النفوس اليأس والاحباط فنحن اصحاب قضية عادلة ولا يجوز الحديث عن صفقة باب الخليل خاصة او عن واقع مدينة القدس بشكل عام وكاننا امام حالة لا حول لنا ولا قوة امامها .

نرفض ثقافة الاستسلام والاحباط واليأس التي يروج لها البعض فنحن كمسيحيين وان كنا قلة في عددنا الا اننا لسنا اقلية ويجب ان نكون ملحا وخميرة لهذه الارض وهذا القول يجب ان نترجمه الى فعل وان نقول كلمة الحق التي يجب ان تقال لان التضليل والتزوير وحرف البوصلة انما هي اشتراك في الجريمة المرتكبة بحق مدينتنا المقدسة وكنيستنا وحضورنا المسيحي العريق .

نناشد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بضرورة التحرك الفوري والسريع لانقاذ ما يمكن انقاذه فما حدث في باب الخليل انما هو امتهان للوصاية الهاشمية والتي نحن متمسكون بها وسنبقى كذلك كما ان ما حدث في باب الخليل لا يقل خطورة عما يحدث في باحات الاقصى وما يخطط في كل زاوية من زوايا مدينتنا المقدسة التي نعشقها وننتمي اليها بكافة جوراحنا.

ان ضياع باب الخليل انما هي انتكاسة لا يمكن ان توصف بالكلمات واما الانتكاسة الاكبر فهي حالة الصمت والضعف والاستسلام والتردد التي نلحظها والتي ستؤدي الى ضياع ما تبقى من اوقاف .

ان ضياع باب الخليل يعني مباشرة اننا سنتحول الى ضيوف في مدينتنا والى عابري سبيل في عاصمتنا الروحية والوطنية .

ان سرقة باب الخليل انما هي انتزاع لجزء تاريخي اصيل من تراثنا وهويتنا وعراقة وجودنا في هذه البقعة المقدسة من العالم .

نتمنى من كافة اصحاب الضمائر الحية ان يتحركوا من اجل القدس ومقدساتها واوقافها ومن اجل ابنية باب الخليل التي قد يدخل اليها المستوطنون المتطرفون في اي وقت.

اليوم وعندما كان الاحتفال باثنين الروح القدس في علية صهيون اقدم بعض المتطرفين المستوطنين على مهاجمة الموكب الديني واسمعوا رجال الدين المشاركين الشتائم وبصقوا عليهم واهانوهم بطريقة غير لائقة وغير مناسبة وهذا ما سيحدث معنا في باب الخليل اذا ما استولى المستوطنون على الابنية التاريخية فيه .

لن نصمت امام هذه المؤامرة التي يتعرض لها حضورنا الارثوذكسي في المدينة المقدسة وهي مؤامرة مستمرة ومتواصلة منذ عشرات السنين ويبدو ان الاحتلال يسعى للاستيلاء على ما تبقى من عقارات واوقاف ارثوذكسية امعانا في شطب وجودنا والغاء حقوقنا وجذورنا العميقة في تربة هذه الارض.
صحيح ان هنالك متآمرون ومتخاذلون وادوات مُسخرة في خدمة الاحتلال ولكن يبقى الاحتلال احتلالا وتبقى القدس لاهلها واصحابها وكل ما يقوم به الاحتلال في مدينة القدس انما هو فاقد لاي بعد قانوني او شرعي .