الأرشيفثقافة وفن

قراءة في صحيح البخاري – الناصر خشيني

بنظرة عابرة على عناوين الكتب والابواب الواردة في صحيح البخاري واسمه الرسمي هو الْجَامِع الصَّحِيح الْمسند من حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسنته وأيامه)او كما هو موجود بالمكتبة الشاملة الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه = صحيح البخاري]ـ
المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي المتوفى سنة 256ه
المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر
الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)
الطبعة: الأولى، 1422هـ
عدد الأجزاء: 9
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة التخريج، ومتن مرتبط بشرحه
نكتشف بشكل موضوعي ان لاتناسب بين مضامين القران نهاية المطاف للرسالات السماوية من حيث عالميته وختمه للرسالات وشمول تعاليمه لتتجاوز حدود الزمان والمكان لنجد في صحيح البخاري شيئا اخر مختلفا تماما بل ومناقضا له احيانا كثيرة مما يدفع الى الحيرة واني استغرب من كثير من العلماء والمشايخ وربما حتى جهات علمية اكاديمية كالازهر او الزيتونة الى الان مازالوا يرددون انه اصح كتاب بعد القران والحال ان به ثغرات عديدة على مستوى السند وقد عالجها الاقدمون والمحدثون واخترعوا لها تبريرات ما انزل الله بها من سلطان بجبر الحديث من طرق اخرى علما وان النسبة الغالبة للاحاديث هي احادية وهي ظنية الثبوت او على مستوى المتن بما اطلقوا عليه التعارض بين القران والسنة واوجدوا له الحلول عبر ما انتجه الشافعي وغيره في علم الاصول من عام وخاص ومطلق ومقيد ومجمل ومفصل واسباب النزول وناسخ ومنسوخ وصولا الى فرية ان السنة ناسخة للقران كما في مسالة لا وصية لوارث في مخالفة واضحة لما ورد في القران وتفسيرات في الكثير منها اعتماد على الاسرائيليات وغير ذلك كثير بحيث اننا ازاء اشكالية كبيرة فاما التمادي في القبول بما اتاه البخاري دون تمحيص فاننا سنكون في حرج كبيراو علينا ان نتعامل مع هذا العمل على اساس انه عمل بشري يخضع للخطا والصواب ومحدودية الارتباط بالظروف الزمانية والمكانية وعوامل السياسة والثقافة والعادات الاجتماعية ووقتها يمكننا نقده وتنقيته مما خالف القران او اذا اعتبرناه دينا فعلينا ان نسلم انفسنا للماضي ليمضي فينا ويحكم علينا بنفس احكام القرون الاولى وبالتالي نعود القهقرى للوراء وهذا لا يناسب اذ الشعوب من حولنا تتنافس حول التقدم العلمي الرهيب ونحن لا نزال نراهن على كتب انتجتها عقول في القرون الخالية ونحن هنا امام كتاب اوصله الكثير من القدامى وكذلك من المحدثين الى مرتبة القداسة ومن ذلك ما اورده ابن حجر العسقلاني في فتح الباري قَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ كُنَّا عِنْد إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فَقَالَ لَو جمعتم كتابا مُخْتَصرا لصحيح سُنَّةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَوَقع ذَلِك فِي قلبِي فَأخذت فِي جمع الْجَامِع الصَّحِيح وروينا بِالْإِسْنَادِ الثَّابِت عَن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن فَارس قَالَ سَمِعت البُخَارِيّ يَقُول رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكأنني وَاقِف بَين يَدَيْهِ وَبِيَدِي مروحة اذب بهَا عَنهُ فَسَأَلت بعض المعبرين فَقَالَ لي أَنْت تذب عَنهُ الْكَذِب فَهُوَ الَّذِي حَملَنِي على إِخْرَاج الْجَامِع الصَّحِيح وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ سَمِعت أَبَا الْهَيْثَم مُحَمَّد بن مكي الْكشميهني يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن يُوسُف الْفربرِي يَقُول قَالَ البُخَارِيّ مَا كتبت فِي كتاب الصَّحِيح حَدِيثا الا اغْتَسَلت قبل ذَلِك وَصليت رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ أَبُو على الغساني روى عَنهُ أَنه قَالَ خرجت الصَّحِيح من سِتّمائَة ألف حَدِيث وروى الْإِسْمَاعِيلِيّ عَنهُ قَالَ لم أخرج فِي هَذَا الْكتاب الا صَحِيحا وَمَا تركت من الصَّحِيح أَكثر قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ لِأَنَّهُ لَو أخرج كل صَحِيح عِنْده لجمع فِي الْبَاب الْوَاحِد حَدِيث جمَاعَة من الصَّحَابَة وَلذكر طَرِيق كل وَاحِد مِنْهُم إِذا صحت فَيصير كتابا كَبِيرا جدا ….. قَالَ الْفربرِي أَيْضا سَمِعت مُحَمَّد بن أبي حَاتِم البُخَارِيّ الْوراق يَقُول رَأَيْت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ فِي الْمَنَام يمشي خلف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمشي فَكلما رفع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قدمه وضع البُخَارِيّ قدمه فِي ذَلِك الْموضع )انتهى كلام ابن حجر.
ومع ذلك اوضح في موضع اخر ان عدد من قدح فيهم من رواته ثمانون بقوله الَّذين انْفَرد البُخَارِيّ بِالْإِخْرَاجِ لَهُم دون مُسلم أَرْبَعمِائَة وبضع وَثَلَاثُونَ رجلا الْمُتَكَلّم فِيهِ بالضعف مِنْهُم ثَمَانُون رجلا وَالَّذين انْفَرد مُسلم بِالْإِخْرَاجِ لَهُم دون البُخَارِيّ سِتّمائَة وَعِشْرُونَ رجلا الْمُتَكَلّم فِيهِ بالضعف مِنْهُم مائَة وَسِتُّونَ رجلا )انتهى كلام ابن حجر.
فاذا كان عدد المقدوح فيهم بلغ ثمانين راويا وربما الواحد منهم تعددت رواياته فاننا نكتشف حجم الاشكال الذي نقع فيه اذا اعتبرنا ان مارواه البخاري هو من الدين اما اذا اعتبرناه عملا بشريا فلا باس بذلك
1. وبالعودة للكتاب نكتشف انه تضمن 97 كتابا وكل كتاب منها تضمن ابوابا عديدة تصل احيانا لعدة عشرات وتضمن كل باب عدة احاديث بما فيها المكرر لنصل في النهاية الى عدد من الاحاديث بالمكرر يصل الى 7563 حديثا كان اخرها 7563 – حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ القَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ ” المروي عن ابي هريرة الذي روى اكثر من خمسة الاف حديث وقد ذكر الذهبي في ترجمته لأبي هريرة في كتابه «سير أعلام النبلاء» أن أحاديث أبي هريرة بلغت في مسند بقي بن مخلد 5374 حديث، اتفق البخاري ومسلم على 326 حديث منها، وانفرد البخاري بـ 93 حديثًا،وقد اورد موقع اسلام ويب : أما عدد أحاديثه فسبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثاً كما قال ابن الصلاح والنووي رحمهما الله، إلا أن ابن حجر تعقبهما، وتتبع البخاري بابا بابا وحديثا حديثا فألفاه بالمكرر سوى المعلقات والمتابعات سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة وتسعين حديثاً. والخالص من ذلك بلا تكرار ألفان وستمائة وحديثان. وإذا أضيف إلى ذلك المتون المعلقة المرفوعة وهي مائة وتسعة وخمسون حديثا فمجموع ذلك (2761) وعدد أحاديثه بالمكرر وبما فيه من التعليقات والمتابعات واختلاف الروايات(9082) وهذا غير ما فيه من الموقوف على الصحابة والتابعين.
2. فاذا كان عدد الاحاديث بعد حذف المكرر منها 2651 حديثا ويكون لابي هريرة منها ما يصل الى 419 حديثا بما يعني 20 ./. من صحيحة مع ما نعلم من التشكيك الذي صاحب روايات ابي هريرة ومسيرته المتقلبة وصولا الى ضربه بالدرة من قبل عمر واتهامه له بالسرقة وقد الف فيه الشيخ محمود أبورية كتابا سماه شيخ المضيرة ضمنه مسيرة حياته من اولها لاخرها مع التوثيق كل ما قيل في ابي هريرة من اعتراضات الاقدمين عليه.
3. اما من حيث المتن فحدث ولا حرج انطلاقا من كيفية نزول الوحي الذي من المفروض ان يكون سرا بين الرسول وخالقه وجبريل الذي ياتيه بالوحي فاذا بهذا الامر يقع تداوله بروايات مختلفة متناقضة لا يمكنك ان تصل من خلالها الى نتيجة ايجابية يكفي ان ننظر لحديثي عائشة رقمي 2 و 3 لنكتشف ان ما رواه المفسرون عن اسباب نزول سورتي المدثر والمزمل يختلف عما روته السيدة عائشة اما الحديث رقم سبعة المتعلق برواية ابي سفيان وما قاله لملك الروم عن الرسول وهو على دين قومه تختلف كلية عن موقفه لما تولى عثمان الخلافة عندما قال والذي يحلف به ابو سفيان بحيث اعتقد ان هذا الحديث موضوع خلال حكم بني امية ووجد له سندا مزعوما
4. اما كتاب الايمان الذي تضمن حوالي اربعين بابا واكثر منها قليلا احاديث تدور في معظمها حول العبادات من صيام وزكاة وصلاة وحج وجهاد دون ان تتعرض الى القيم الكبرى التي من المفروض ان تكون ضمن الهدي النبوي كالعدل والحرية والشورى والمساواة التي ان خالطت الايمان بالله حررت الانسان من كل الطواغيت والشوائب التي تحيط بايمانه وتدعمه وتقويه لكن للاسف نجد البخاري يركز على العبادات اكثر لانها لاتجعله في مرمى نيران السلطة ان ركز على هذه القضايا الجوهرية.
اما كتاب العلم فتضمن 53 بابا تضمن 76 حديثا تدور كلها حول مضامين بعيدة كل البعد عما في القران من ايات تحث على العلم وتقدسه الى درجة ان الله يرفع درجة العلماء لقوله تعالى يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: 11اما ان نتحدث عن عتاصر من مثل الحثو على الركبتين طلبا للعلم او الوقوف على راحلة والقيام بالفتيا او الاشارة باليد والرأس وغيرها من الاحاديث التي لايمكن ان يدرجها انسان وهو يتحدث اليوم عن مكانة العلم والعلماء في عصرنا الحالي فمن خلال العلم يتعرّف الإنسان على نعم الله -تعالى- وعظيم خلقه، مما يؤدي به إلى معرفة الله وخشيته ورجائه، وبالعلم ندرك الحق والخير، وأفضل العلوم النافعة وأعلاها هي كل العلوم سواء كانت دينية او كونية وهي التي يعرف الإنسان بها دينه، ويتعرّف على خالقه، ويتقرّب إليه ويطور مجتمعه لا كما عندنا من تخلف في كل المجالات ولهذا نجد الكثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تبيّن فضل العلم وأهميّته، وفضل العلماء ومكانتهم العالية بينما البخاري يتحفنا بمرويات ابعد ما تكون في معظمها عن هذا المجال لكن الخشية ممن لم يقراوا كتاب البخاري وتاخذهم النخوة للدفاع عنه باستماتة وتكفير وتفسيق من يتناوله بالنقد

قراءة في صحيح البخاري2

اطنب العديد من العلماء القدامى والمحدثين على اجتهاد البخاري ومثابرته واكدوا على الكثير من كراماته التي وصلت الى حد رؤيته في المنام وهو يذب الذباب عن رسول الله وهناك من راه في المنام يتبع خطى الرسول ولكن بلغة الارقام وباستعمال الة خاسبة لنعرف الحقيقة من الزيف والتقديس المبالغ فيه للرجل فقد قضى لانجاز كتابه ستة عشر سنة وقد جمع خلالها 600 الف حديث انتقى منها صحيحه وكان لا يكتب حديثا الا بعد الاغتسال وصلاة ركعتين فبالحساب الدقيق يكون معدل جمعه للاحاديث في السنة الواحدة 37500 حديثا اذا قسمناها على عدد ايام السنة يكون نصيب كل يوم 104 حديثا اي باي 4.34 حديث في كل ساعة بما يعني تقريبا حديث كل ربع ساعة او اقل بقليل دون اكل ولا شرب ولا نوم ولا سفر الى مختلف البلدان لجمع الاحاديث وفرز الصحيح من الضعيف والاغتسال والصلاة ركعتين الى اخره مما يوهموننا به من القدرات الرهيبة للرجل حتى لو كان يمتلك حاسوبا من الجيل المتطور والمبرمج لمثل هكذا عمل فلايقدر على انجاز تلك المهمة في ظروفه تلك التي لا تتوفر له فيها حتى ابسط ادوات الكتابة كما هي متاحة اليوم لذا علينا ان نكون واقعيين في التعامل مع هذا الرجل وغيره تعاملا واقعيا مستمدا من بيئته وظروفه .
وناتي الان الى معالجة البعض من كتبه وابوابه والبداية بكتاب الوضوء الذي تضمن 77 بابا كلها دون استثناء خارج سياق العصر الذي نعيشه حيث وفرة المياه في الحمامات في البيوت بينما اية الطهارة التي لخصت كل موضوع الطهارة في كلمات وجيزة من شانها مناسبة كل العصور والبيئات دون الحاجة الى تقديس الماضي واعتباره دينا لا تصح العبادة دونه قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة:6 بحيث تضمنت الاية الكريمة احكام الوضوء والغسل والتيمم وبايجاز شديد دون تعقيدات الفقهاء ولا المحدثين وصولا الى الحديث عن المقدار من الماء والكيفية وكيفية الوضوء او التيمم او الغسل فهذه كلها عبارة عن اجتهادات من الفقهاء والمحدثين ولا يمكن اعتبارها دينا الا اذا اردنا ان نقلد اليهود في ايجاد تلمود الى جانب التوراة .
ومما لا يقبل ما جاء في باب بَابُ البُزَاقِ وَالمُخَاطِ وَنَحْوِهِ فِي الثَّوْبِ : قَالَ عُرْوَةُ، عَنِ المِسْوَرِ، وَمَرْوَانَ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ حُدَيْبِيَةَ فَذَكَرَ الحَدِيثَ: «وَمَا تَنَخَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً، إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ»فضلا عما ورد في باب غَسْلِ المَنِيِّ وَفَرْكِهِ، وَغَسْلِ مَا يُصِيبُ مِنَ المَرْأَةِ حيث اورد عدة احاديث فيها تعد على خصوصية الرسول صلى الله عليه وسلم وليس لها اي داع لذكرها ضمن الهدي النبوي المفروض ان يتم تجاوز مثل هذه الاحاديث السخيفة وقد حاء في الحديث رقم 230 – حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ مَيْمُونٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، ح وحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ المَنِيِّ، يُصِيبُ الثَّوْبَ؟ فَقَالَتْ: «كُنْتُ أَغْسِلُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَخْرُجُ إِلَى الصَّلاَةِ، وَأَثَرُ الغَسْلِ فِي ثَوْبِهِ» بُقَعُ المَاءِ
كما اورد اصح كتاب بعد كتاب الله حديثا لاتقل شناعته عن الاولين ضمن باب تَرْكِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسِ الأَعْرَابِيَّ حَتَّى فَرَغَ مِنْ بَوْلِهِ فِي المَسْجِدِ في الحديث رقم  219 – حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى أَعْرَابِيًّا يَبُولُ فِي المَسْجِدِ فَقَالَ: «دَعُوهُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ»
اما الجزء الاخر من الطهارة فهو الغسل وقد خصص له البخاري كتابا تضمن 29 بابا تضمنت ايضا الحديث عن خصوصيات الرسول وكيفية استحمامه مع عائشة في اناء واحد ضمن الحديث رقم 250 – حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، مِنْ قَدَحٍ يُقَالُ لَهُ الفَرَقُ» كما تضمن بابا : إِذَا جَامَعَ ثُمَّ عَادَ، وَمَنْ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ ضمن عدة احاديث تخوض في خصوصية الرسول مع نسائه منها الحديث رقم 267 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ذَكَرْتُهُ لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ «كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ، ثُمَّ يُصْبِحُ مُحْرِمًا يَنْضَخُ طِيبًا»
اما افظع ماورد في كناب الحيض الذي تضمن 29 بابا وفيها مخالفة تامة للقران الكريم حيث قال تعالى:وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) 222 البقرة أي يسألونك عن الحيض- وهو الدم الذي يسيل من أرحام النساء جِبِلَّة في أوقات مخصوصة-، قل لهم -أيها النبي-: هو أذى مستقذر يضر من يَقْرَبُه، فاجتنبوا جماع النساء مدة الحيض حتى ينقطع الدم، فإذا انقطع الدم، واغتسلن، فجامعوهن في الموضع الذي أحلَّه الله لكم، وهو القبل لا الدبر. إن الله يحب عباده المكثرين من الاستغفار والتوبة، ويحب عباده المتطهرين الذين يبتعدون عن الفواحش والأقذار. وحاشا رسول الله ان يفعل ذلك وانما هي احاديث مفتراة عن الرسول عليه الصلاة والصلام وقع البخاري في فخها واوردها ظنا انه يقحم لنا دينا وسنة سنها الرسول فيها مخالفة للقران الكريم حيث اورد في الحديث رقم 302 – حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ إِحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضًا، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَاشِرَهَا ” أَمَرَهَا أَنْ تَتَّزِرَ فِي فَوْرِ حَيْضَتِهَا، ثُمَّ يُبَاشِرُهَا، قَالَتْ: وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ، كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْلِكُ إِرْبَهُ ” تَابَعَهُ خَالِدٌ، وَجَرِيرٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ كما عزز الرواية الاولى باخرى مثلها في الشناعة عن الرسول ضمن الحديث رقم 303 – حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَةَ، تَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِذَا أَرَادَ أَنْ يُبَاشِرَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ أَمَرَهَا، فَاتَّزَرَتْ وَهِيَ حَائِضٌ» وَرَوَاهُ سُفْيَانُ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ

وهكذا نكتشف بعد البحث والتمحيص في جزء يسير من اصح كتاب بعد كتاب الله كما يدعي العديد ممن يسمون علماء الامة قديما وحديثا حجم التعدي على خصوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقدار الاساءة للاسلام حيث نجد ان هناك ادوات لها ايد في العبث بهذا الدين القويم ومحاولة تشويهه بايراد احاديث مكذوبة عن الرسول وللاسف لانزال للان نصدقها ونعمل بها في هجرة تامة للقران الكريم الذي يجب تدبره بادوات عصرنا لا بما قدمه الاقدمون بادواتهم واساليب نقدهم للهدي النبوي الذي من المفروض ان لا يدخل مثل هذه المتاهات القاتلة .