الأخبارالأرشيفصهيونيات

كاتس وآل خليفة والأقصى! – عبداللطيف مهنا

مملكة البحرين العظمى، التي يلقي قسم من سفن حرب الأسطول الخامس الأميركي مراسيه الدائمة على ضفافها غير المترامية، والذي إذا ما حُشد بكامله قد يكون أكبر حجماً منها.. واستطراداً، التي إذا ما التفت طائرة في استدارة هبوط في مطار الدمَّام السعودي تمرُّ من فوقها، ولربطها بمملكتهم بنى آل سعود جسراً لن نبالغ فنقول إنه قد يقاربها طولاً وعرضاً..

..هذه العظمى، تطمح لأن تكون رائدةً لأنظمة التهالك التطبيعي جميعاً، كبيرها وصغيرها، وعتيقها تصالحاً وتطبيعاً ومستحدثها، مع الكيان الصهيوني، وفي أحط وأوقح صور اندلاقه المشين والمخزي في مرحلة رسمية منحطَّة من زمننا العربي الرديْ.. واسألوا خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجيتها يخبركم اليقين، صوراً وتصريحات..

حتى لا نظلمها فنحمّلها أكثر من حجمها، لوثة هذا العزم التطبيعي البحراني، والتي تسارعت عقب بازار كوشنر التصفوي في المنامة، حين جالت وصالت ستيبي ليفني سائحةً في أطنابها، مردَّها أن مملكة آل خليفة، مبعثه إيعازاً بنسلمانياً لها لا ينقصه استعداداً وتطوّعاَ خليفياً منها، أي هي دوراً لا تعدو ممسحةً وبالون اختبار تطبيعي، توطئةً وتمهيداً لأن يأتي يوم يقيم فيه الصهاينة صلواتهم التلمودية على أرواح بني قريظة وبني قنينقاع في اطلال خيبر، ولا يستغرب فيه أن تجول ستيبى ليفني مقتفيةً آثار سيّدنا إبراهيم في بطحاء مكة المكرَّمة.

يسرائيل كاتس الذي سبق وأن أُستقبل استقبال الأشقاء في رحاب العرش الخليفي، لم يفته أن يبرق مهنئاً بعيد الأضحى ما دعاه “صديقي خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين” متمنياً في برقيته أن “يؤدي تراث أبناء إبراهيم إلى السلام والأخوّة بين الشعبين، وإلى التعاون بين البلدين”، وينهي برقيته ب”اتطلَّع لرؤيتك مرة أخرى قريباً”.. قال هذا لصديقه والمستعمرون يجتاحون تحت حماية الجند ساحات أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والمقدسيون يؤدون فيه صلاة يوم عيد الأضحى المبارك.

يسرائيل كاتس، صديق خالد بن أحمد، في مقابلةٍ مع إذاعة كيانه العامة، قال، هذا اليوم، إن السيادة على الحرم القدسي “هي لدولة إسرائيل”.. كان قد سبقه وزير الأمن الداخلي جلعاد اردان بدعوته لاتخاذ “إجراءات تتيح لليهود الصلاة في باحات جبل الهيكل”.. أي أن المسألة هي مسألة وقت قد حان، أتاحه عرب التبعية والعار، ويسرّعه أمثال بن سلمان وبن زايد وبوقهما بن أحمد، لاقتسام الأقصى على غرار اقتسام الحرم الإبراهيمي، كتوطئةً ومقدمةِ على الطريق لهدم قبة الصخرة وبناء الهيكل المزعوم مكانها..

واجه المقدسيون قطعان الغزاة المدججين بصدورهم العارية، لم تند عنهم صيحة “وامعتصماه”.. لم تعد هذه الأمة الجريحة تنتظر نخوةً تأتيها من أنظمة خانت أمتها.. أما الأمة فما من خيار لها سوى: حيَّ على المقاومة..