الجاليات والشتات

كتاب تضحية..الشهيد علم الدين شاهين – سعدي عمار

*ان تضحي بكل شيء  ما عدا الحياة فانت لم تضحي بشيء *

ابسن ..شاعر وكاتب نرويجي

هكذا كنت يا علم وانت تعطي شمعة حياتك ..اضاءة في حياة رفاقك …

شمعة امل ..لتعيش في صدور رفاقك وشعبك واحبابك ..لم تمت لان الموت ان لا تترك ذكرى ..وانت بموتك الاصيل الجميل تركت كل الذكريات

التضحية اختيار ..

حينما تطفىء شمعة ليحيا رفاقك ..ليس هذا وحسب بل وقبل اغتيالك حاولوا ان يجبروك على الاعتراف ..فكان اصرارك العميق باصالتك وتضحيتك دون تردد ..اي جمال تضحوي ااثرت ان تجسد يا علم …اي كرم تجود به في لحظة الحقيقة حينما تكمن فرقة الموت الصهيوني لتقتل رفاقك في كمين وموت محقق ..لتتقدم الصفوف شاهرا سيفك تطلق النار على المستعربين وتشتبك

تقتلهم ويصيبوك ويعتقلوك ويحققوا معك..تصمد ..ترفض فيموت العدو غيظا ويفتح نار حقده عليك ليطرز جسدك برصاصاته

أي مرتبة إنسانية علوت فيها يا علم بتضحيتك لتكون خلاقا بهذه المعاني تتخطى كل العقبات والظروف الحياتية .لتنتصر لنفسك ولرفاقك

اي فداء اردت ان تكون بانفعالاتك ودوافعك ..تصرخ تشتبك ..ثم تصمد تقهر عدوك ثم تنتصر باستشهادك وتضحيتك

ياااا الله كم انت جميل يا علم الدين شاهين وانت تنتصر لرفاقك الذي كان يقودهم رفيق الدرب خالد ابو ضاحي في مهمة عسكرية..خالد الذي كتبك بكلماته التالية

Khalid Dahi

ساعة واحدة ·

علم الدين شاهين ….. وأي علم ذلك الذي مازال بهذا الحضور بعد كل هذا العمر .. هو علم جميل الهيئة والطلعة .. دائم الجمال والحضور … لم تراه امرأة أو فتاة الا وصلت على النبي …أبيض الصورة الوجه واليد واللسان … خفيف الظل … مشاكس … عنيد … واضح وصريح لحد كان يزعج البعض .. بل كان يتعمد ازعاج هذا البعض ….نعم هو علم الدين الذي أثر أن يغيب لأبقى حاضرا … هو علم الذي اجبرني اليوم لأعود فأكتب من جديد …. ولا اعظم من أن أكتب عنه .

في السادس عشر من سبتمبر كان الموت الذي داهمنا ونصب لنا شركا محكما نتيجته الطبيعية أن نموت جميعا … كنا أربعة رفاق داهمتنا قوة مستعربة من قوات النخبة الصهيونية … تلك القوة التي لم يسجل في تاريخها اي فشل في اي من مهامها الإجرامية حتى ذلك التاريخ … فقد قرر علم الدين شاهين أن يحمى الرفاق بحياتة فأصيب في ساقة إصابة غير قاتلة واعتقله الجنود بعد أن قتل منهم اثنين وأصيب الثالث بإصابات خطيرة … حققوا لساعات مع شهيدنا المصاب وبأبشع الوسائل لكنه لم يخن ولم يعترف ولشدة غيضهم اغتالوة بحوالي عشرون طلقة ….

نعم رحلت انت وبقينا ….

عفوا بل انت الباقي حبيبي ورفيقي ….. ونحن الذين متنا بأيدينا ….. فما معنى أن نأكل ونشرب ونمشي بلا معنى أو هدف ….. سامحنا ……

سامحنا يارفيق لأننا لم نعد كما كنا …. ولم نصن عهدك كما وعدنا …. ولم نزر قبرك كما تزرنا …. ولم نذكرك في كل حكايانا كما تذكرنا …

سامحوني فلم يبقي في حياتي شيئأ له معنى لأكتب عنه غير علم الدين شاهين ….

بعد يومين من وداع علم ذهبت فصنعت سياجا حديديا يحمى ضريح الشهيد وتعمدت أن يتسع هذا السياج لشخصين علم وانا …. كنت اتمنى أن ادفن جنبه ….

ومازلت …. لكن ……. من يدري ….

رحم الله حبيبي علم ورحمني ورحمكم وتذكروا أن تكونوا اوفياء لمن ماتوا ليصنعوا لكم الحياة

ذكراك فينا ونقاتل يا علم ..اليوم يمر ثمانية وعشون سنة على ذكراك
كشهيد اول لمجموعات النسر الاحمر في قطاع غزة

نم قرير العين يا بطل مع الشهداء والصديقين