عربي وعالمي

لقد قلت أنني سأتكلم عن توظيف الدين في الصراع قي منطقتنا – علي حتر

لقد قلت أنني سأتكلم عن توظيف الدين في الصراع قي منطقتنا

وكنت مترددا حتى لا يهدر أحد دمي

لكنني، وبعد أن تلقيت ملاحظات مشجعة من بعض الأصدقاء، قررت أن أبدأ الكلام، حول توظيف أديان التوحيد، على ثلاث مرات، بادئا بتوظيف الإمبريالية والرأسمالية الصهيونية للدين اليهودي في الصراع.

الموضوع أهم من أن يهمل.. وأرجو عدم إساءة فهمي، فأنا لا أنوي الإساءة لأحد، إلا لليهود الذين يريدون أرضي وثتلي وتشريدي بحجج إلهية!!

الصراع في المنطقة يدور حول السيطرة عليها، كما هو الصراع في بقية العالم..

.

الصراع في العالم يدور حول سيطرة الإمبريالية وشركاتها وبنوكها، وسيطرة الطبقة الرأسمالية على شعوبها، لكنها في منطقتنا وضمن نفس الأهداف، يضاف إليها هدف ضمان ديمومة إسرائيل!

ولضمان ديمومة إسرائيل، يستعمل الناتو والإمبرياليون طرقا مختلفة، ومنها بل من أهمها: إضعاف السكان وتفتيتهم ودفعهم للاقتتال فيما بينهم..

وهذا يعني إدخال إسرائيل كعامل موجود في المنطقة، مع بعض حلفاء الإمبريالية وحلفاء إسرائيل نفسها، لتساهم بالتخطيط والتنفيذ..

وهذا النوع من العوامل في الصراع، قد لا يستوعبها المتدينون، الذين يحاولون إرجاع كل شيء إلى الدين.

ويشكل الدين عاملا هاما (وهنا أتكلم عن الدين بالمطلق).. سواء كان الإسلام أو المسيحية أو اليهودية، ويوظف كل دين حسب ما يمكن أن يفعل معتنقوه..  أو أتباعه..

وليسس بالضرورة أن يستعمل في العنف والاقتتال، بل يمكن أن يُوظَّف لعزل فئات منه عن واجباتها، وسوف أشرح ذلك بالتفصيل بعد قليل.. 

  1. القاعدة، التي اعترفت أمريكا أنها ساعدت بن لادن في تأسيسها ثم قتلته
  2. داعش، لا تختلف عن سابقتها سوى في المؤسسين الإضافيين والممولين، والدعم التركي اللوجستي
  3. النصرة: نفس المسألة لكن يضاف إليها الدعم الإسرائيلي المكشوف لها
  4. أضف إلى ذلك مجموعة من المنظمات المتطرفة في سورية كجيش الإسلام وفيلق الرحمن وحركة نور الدين زنكي وحركة أحرار الشّام الإسلاميّة وغيرها
  5. الوهابيون: العائلة السعودية والإمارة القطرية (رغم اختلافهم لاحقا)
  6. المتطرفون اليهود
  7. المتطرفون في مصر الذين بعتدون على الأقباط من حين لآخر
  8. المعمدانيون في أمريكا والمنطقة وأنصار جورج بوش.. والمسيحيون الصهاينة
  9. جيش لحد والكتائبيون والقوات اللبنانية..

طبعا أنا لم أذكر هنا من يقاومون الظلم.. بل مَنْ يقفون إلى جانب الظلم.. ويقاتلون من يقاومون الظلم إلى جانب الإمبريالية..

.

سأبدأ بما يُحَمِّلون الدين اليهودي من أسباب لمعاداتنا واغتصاب بلادنا!!

.

ليس هناك غرابة، في أن الإمبريالية العالمية والرأسمالية اليهودية تبدأ باليهود، لتوظيف دينهم في تمزيق منطقتنا وشعبنا, ومنعه من التطور والتكامل..

“تعالوا أيها اليهود، ألله يسكن في علية صهيون في القدس، ويريدكم أن تجاوروه،

وقد وعدكم بالأرض لأنه يريدكم جيرانا له،

هكذا تبدأ الصهيونية..

عقيدة أرض الميعاد، “وجعلكم الله أولى بالأرض من شعبها” فخذوها! تلك هي العقيدة اليهودية الأولى..

وجعلكم أيضا شعب الله المختار.. وسخر الآخرين لخدمتكم..

وهذه هي العقيدة اليهودية الثانية،

كل ذلك يقولونه لهم، لجمعهم قرب آبار النفط، وقرب قناة السويس، وفي مركز الأرض، بين القارات الثلاثة..

وهنا أذكركم بوثيقة كامبل بانرمان 1907، حيث اتفقت ست دول استعمارية على ضرورة تمزيق المنطقة لحماية مصالحها، بزراعة جسم غريب يمنع شعب هذه المنطقة من التنسيق والتطور، وكانت المنظمة الصهيونية العالمية تبحث عن أرض لإنشاء إسرائيل.. فكان وعْد بلفور هو الرد لتحقيق أمنية الدةل الاستعمارية الستة.. ثم كانت سايكس بيكو بداية التنفيذ العملي!!!! وكانت العائلات الملكية التي عاونت على التنفيذ مقابل ضمان الحماية..

ثم التحقت أمريكا بركب الدول الاستعمارية المذكورة، ثم ألمانيا.. وهتلر الذي أعجبته الفكرة، فدَرَّبَ الشباب اليهودي وعلمهم الزراعة وأرسلهم على سفنه إلى بلادنا… ليزرعوا الأرض ويستوطنوها..

.

الدين اليهودي كان عاملا هاما في إنشاء إسرائيل، حيث اعتمد عليه تهجير اليهود إلى بلادنا من كل العالم..

وكان التلمود الذي يمثل تلخيص التوراة واستخراج 106 من الوصايا لليهود، أغلبها في معاداتنا.

ونحن في هذه الوصايا، حسب الدين اليهودي، العماليق الذين يجب على اليهود مقاتلتنا وقتلنا، ونحن الغوييم الذين نعادل البهائم، لأن ابراهيم طلب من الحثيّ الذي رافقه إلى الجبل عندما أراد نحر ابنه اسحق، أن يمكث مع الحمار، مما يعني لهم ، أن ابراهيم يعتبرنا حميرا، كما أننا نحن الفرعون، الذي طلب ابراهيم من زوجته سارة، أن تُرْضِيَهُ حتى لا يغضب منه، ونحن ملكيصادق الذي فعل ابراهيم نفس الفعلة مع زوجته لإرضائه، ونحن أهل المرأة التي أغوت داود ليرسل زوجها إلى الحرب حتى يموت، وتزوجها وأنجب منها سليمان،

ويهودية الدولة: رغم إلحاد أغلب قيادييها.. الذي يقنعون كل يهودي به، حتى يُرضوا الله..  

حتى أمواتنا، فاليهودي يجب أن يشتمهم عند مروره بمقابر المسيحيين، وإن لم يفعل ذلك، فإنه يثير غضب الله..

هذه الأيام أضافوا شتم أموات المسلمين كواجب ديني أيضا..

ويترتب على عقيدة شعب الله المختار، تعاليعم على ألآخرين ومنهم المطبعون العرب الذين يراهم اليهود مجرد بهائم سخرهم الله لخدمة اليهود.

ورغم أنني أحد مؤسسي أول لجنة مقاومة تطبيع، فإنني أؤكد أن اليمينيين، أكثر رفضا للتطبيع من مقاومي التطبيع عندنا، لأنهم يرفضون التساوي معنا، نحن الغوييم.. لكن من يسعى للتطبيع هي الدولة لإحكام السيطرة الإسرائيلية على بهائمنا المطبعين!!  

.

أما ما يترتب على عقيدة أرض الميعاد، عند اليهودي، لا يقتصر على الأرض، بل يمتد إلى ما عليها وما تحتها، وهو يمتد إلى الجولان التي ترد مرتين في التوراة باسم الجولان، لكنها ترد ستين مرة باسم أرض باشان (بيسان)، ويحوي ما تحتها من مياه، التي كانت تسقينا عبر نهر الأردن، وتنازلت عنها حكومتنا، وأصبحت إسرائيل، تمنُّ علينا ببعضها، وكأننا متسولون..    

ثم لا ننسى كم يعمل القياديون الصهاينة الملحدون، على استغلال الدين اليهودي، من خلال الدعوة لاقتحام الأقصى بحجة أنه مبني مكان هيكل سليمان، (مع  أن كل قادتهم ملحدون، لكنهم رأسماليون، وهم يعلنون عن إلحادهم بطريقة مختلفة عن القادة العرب الذين لا يجرؤون على مناقشة الدين إلا بطريقة يكسبون بها المتطرفين من المتدينين)

وحسب الدين اليهودي فأرض الجولان أرض يهودية مرتجعة ومحررة، حسب الدين اليهودي.

كما يدخل هيكل سليمان في أولويات الحركة الماسونية التي تشمل عددا كبيرا من الرأسماليين العرب!! حتى أن هؤلاء يدْعون إلى جعل محافلهم شبيهة بمعمار هيكل سليمان..

وهذا لا يقتصر على القادة من ملوك وأمراء عرب مسلمين في غالبيتهم، بل حتى يشمل بعض الرأسماليين العرب المسيحيين، رغم أن المسيح قال (في الإنجيل) أنه لن يبقى من الهيكل حجر على حجر.

.

وفي النهاية، أغلب اليهود المتدينين يقولون “إن المسلمين والمسيحيين وثنيون”!! لأنهم لا يؤمنون بمجيء المسيح كما تنبأت توراتهم، وما زالوا ينتظرون مجيء المسيح الحقيقي كما يقولون.

أما النبي محمد، فهم لا يؤمنون بنبوته، لأن التوراة لا تتكلم عنه. ومع ذلك نجد عددا كبيرا من الرأسماليين العرب ووكلاء الرأسمالية الإمبريالية تدعو إلى حوار الأديان والصلح معهم..

والحاخام موسى بن ميمون (ميمونيدس)، من أشهر فلاسفتهم، حتى أن بعضهم يعتبره النبي موسى الثاني) كان طبيبا لصلاح الدين القائد المسلم.

.

 ومن أكثر المواضيع إثارة للجدل، أن بعض المسلمين، يقولون إن التوراة مزورة، أو محرفة.. ومنهم من لم يقرأها..

شخصيا، لا تعنيني التوراة إلا بقدر ما تؤثر في الصراع!!!

لكنني أقول لمن يقولون إنها مزورة، إن هذه التوراة المزورة، هي ما يحكم مواقفهم، بدل القول إنها مزورة، إقرؤوها واكتشفوا مواقع التأثير فيها على الصراع، لأنها سواء كانت مزورة أم غير ذلك، فهي الكتاب (كما هي) الذي أنشأوا كيانهم بموجيه.. ويحاربوننا بموجبه..  

وحين أعلنوا قيام كيانهم على أرضنا، أعلنوه كيانا يهوديا، من البداية!! واليهودية جذابة للمتدينين، كما هي جذابة حتى لغير المتدينين، الذين يعانون، بسبب محاولاتهم السيطرة على المال، من كراهية واضطهاد، ينجح إعلامهم في تسميته لاساميو، بينما هو في حقيقته استغلال وجشع ورأسمالية.. حيث أننا بمقاييسهم، ساميون مثلهم.. (طبعا لا يهمني ذلك، فأنا أفهمه بطرية مختلفة)

.

كما أنهم مستمرون في تهويد البلد، وفي تفريغ القدس من المسيحيين، في مؤامرة يشارك بها الغرب والعملاء في السلطة، والبطريرك اليوناني في القدس، الهدف منها، تحويل الصراع إلى صراع ديني بين اليهود والمسلمين، يحققون به هدفين، الاستفراد بالمسلمين في القدس، وكسب التأييد الغربي في ظل إشعال عمليات داعش هناك وآخرها أمس في فرنسا، وتحميلها على الإسلام، مما يساعد على تحصيل الدعم لليهود في فلسطين..

.

ثم نأتي إلى موضوع معركة هرمجدون..

يرى المسيحيون معركة هرمجدون، رمزا لمعركة بين الخير والشر، اليهود يصفون المعركة التي لا يرد ذكرها في التوراة، بطريقة جاذبة لليهود نحو القدس، لأن الله سيحمي القدس ومن فيها من أتباعه، ويدمر ملايين الآخرين..

.

أما آيات الدين الإسلامي التي تتكلم عن أحداث ماضية، عندما كان الله يرضى عنهم، فاليهود يكررونها، على أساس أنها اليوم، وخصوصا الآية التي تتكلم عن توريثهم الأرض، “وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارقَ الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحُسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون (الأعراف 137  

.

بقيت نقطة هامة، لا بد من ذكرها: كثير من اليهود، صاروا يؤمنون أنهم غير قادرين على السيطرة على أرض الميعاد، كما ورد ذكرها في تعاليمهم.. بسبب وجود عدد كبير من السكان فيها.. كما يدّعون (وأعتقد أن السبب الحقيقي هو وجود الانتفاضة والمقاومة وبالتحديد حزب الله)

لكن الرأسماليين منهم، لا يقبلون بالفكرة،  ويعتقدون أنهم بالتدخل الأمريكي وتدخل العملاء العرب، هم قادرون على تحويل مسألة احتلال أرض الميعاد،  إلى السيطرة عليها سياسيا واقتصاديا وعسكريا وثقافيا.. وأن الله سيتفهم ذلك ويقبله، بدل الاحتلال..

لاحقا ساكتب عن توظيفهم للدين المسيحي في الصراع..