الجاليات والشتات

مؤتمر العودة يدعو شخصيات ليست مع العودة – نضال حمد

 

رأيي المتواضع : في العاصمة الفرنسية باريس في 3 أيار المقبل مؤتمر العودة الثاني عشر تحت شعار : ” فلسطين تجمعنا والعودة موعدنا”

علاقتي بمؤتمر العودة او فلسطينيو أوروبا كما يطلق عليه البعض علاقة قديمة تعود لبداية تأسيسه حيث تغيبت بداية فقط عن المؤتمر الأول في لندن سنة 2003. وحضرت ما تلاه: المؤتمر الثاني في برلين – ألمانيا ( 15 تموز 2004 ) وصدرت عنه وثيقة برلين للتمسك بحق العودة كرد على وثيقة جنيف. ثم عقد المؤتمر كل عام في دول أوروبية مختلفة : فيينا ( 10 أيار 2005 ) , مالمو (6 أيار 2006) , روتردام ( 5 أيار 2007) كوبنهاجن ( 3 أيار 2008 )….. لغاية هنا … ( وتغيبت شخصيا عن بقية المؤتمرات حتى يومنا هذا حيث لن احضر مؤتمر باريس بعد ايام في 3-5-2014، لنفس الأسباب السابقة. كذلك في نفس اليوم سوف اشارك في اجتماع الامانة العامة لاتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في الشتات – اوروبا، الذي يعقد في برلين.)…

بقية المؤتمرات عقدت في : ميلانو- أيطاليا (2 أيار 2009 ) , برلين – ألمانيا ( 8 أيار 2010 ) , فوبرتال – ألمانيا ( 7 أيار 2011 ) كوبنهاغن – الدنمارك ( 28 نيسان 2012 ) , بروكسل – بلجيكا ( 18 أيار 2013 ) .

شخصيا تابعت مشاركاتي في المؤتمر كما اسلفت و حضرت المؤتمرات كلها لغاية السابع في كوبنهاغن بالدنمارك سنة 2008 . وبعدها لم اشارك في اي مؤتمر آخر ولي اسبابي التي قد اتطرق لها واكتبها في مقالة خاصة قريبا او في المستقبل القريب. أذكر فقط اهم تلك الاسباب وهو: عدم وجود وتوفر النيّة عند القائمين على المؤتمر لتوسيع اطر قيادته وتنويعها وتجديدها أو تشكيل لجنة متابعة منبثقة عن المؤتمرات.

في مؤتمر روتردام سنة 2007 تحت ضغط والحاح مني شخصيا تشكلت لجنة متابعة وكنت عضوا فيها مع أخوين هما عادل عبدالله وعرفات ماضي. لكن مضت سنة بعد المؤتمر ولم تُفعل او تجتمع اللجنة. بعدها تأكدت ان الاخوة يريدون لقيادة المؤتمر ان تكون من لون واحد. فتركت المؤتمر كما دخلته بسلام وبقيت العلاقة الشخصية طيبة وفيها مودة مع الأخوة حتى يومنا هذا. وهذه أول مرة اكتب فيها عن هذا الأمر في فيسبوك.

لفتت انتباهي ايضا قائمة السياسيين المدعوين للمؤتمر هذا العام في باريس.. فقد جاء في رسالة المؤتمر : ( يستضيف المؤتمر العديدَ من المسئولين والشخصيات الفلسطينية والعربية والفرنسية والأوروبية رفيعة المستوى وعلى رأسهم طاهر المصري رئيس الوزراء الأردني الأسبق , رياح أبو العسل مطران الانجليكانية في القدس , هايل الفاهوم السفير الفلسطيني في باريس , عبدا لله بن منصور رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا و أبو زيد المقرئ الإدريسي البرلماني المغربي).

اعتقد ان هذا الحضور السياسي سيكون هو الأضعف في تاريخ المؤتمر،. ترى ما هو موقف هؤلاء المدعوين من حق العودة ومن المقاومة؟ التي كانت مع حق العودة من اساسيات المؤتمرات السابقة التي على الأقل انا شاركت فيها.

هايل سيلقي كلمة رئيس السلطة في رام الله وهو ممثله بالمؤتمر لان عباس هو الذي سيفتتح المؤتمر. وعباس وهايل ما معروف موقفهما وعهلاقتهما بقضية حق العودة و بالعودة وبالمقاومة.
هذه النقطة مشكلة لانها مثل العدوى تنتقل من طرف الى آخر في اوروبا. و أتمنى أن لا نرى فلسطينيين آخرين في اوروبا يدعون مثل هؤلاء لافتتاح مؤتمراتهم.

المؤتمر ايضا انحرف عن مساره خلال سنوات الربيع وانحاز للمعارضة الاسلامية العربية وفتح ابوابه ومؤتمراته وجعلها منابر لهم خلال سنوات الربيع الاسود. وهذه المواقف اضافة الى ما ذكرته سابقا و روتينية المؤتمر كل عام افقدته الكثيرين ممن هم ليسوا من حماس او الاسلاميين. وكان لوجود هؤلاء و لمشاركتهم في اعمال المؤتمرات السابقة اهمية بالغة.

الصديق موسى الملاحي من السويد وهو رئيس تحرير موقع عرب نيهيتر كتب معلقا:

” اخوان اوروبا يريدون ان يفصلوا لنا ما يريدون ويمارسوا الدكتاتورية التي يثورون عليها في العالم العربي ،، المنظمات الاسلامية في اوروبا يتوارثها الاخوان وعائلاتهم حتي المساجد يتوارثوها ! فلسطين ليست حكرا علي الاخوان ولا علي اي جماعة اسلامية تعتقد ان الاسلام حل بها فقط ! ما محل عبد الله بن منصور من الاعراب ؟ هو احد الشخصيات التي تتبع الغنوشي مباشرة والغنوشي لا يوجد لديه مشكلة في توطين صهاينة تونس في فلسطين المحتلة مع احترامي لاراءه فيما يتعلق بعلاقة الاخوان مع الانكليز والايباك ولا يحق للاخوان الفلسطينيين استدراجنا الي مربع التسوية ،،، السؤال لمركز العودة الفلسطيني : مركزكم الي اي فلسطين سيعيدنا ؟٦٧ ولا الاراضي المحتلة عام ٤٨ ؟”.

,اضاف الملاحي : ”

علي فكرة إخوان أوروبا فقاعة من الوهم لا يتعدي أتباعهم المئات من المتسلقين والمستفيدين ماليا من المراكز الإسلامية وهم من اضر بحماس هم والإخوان العرب لأنهم أوهموا أنهم قوة في العالم الأمر الذي يعني لنا كفلسطينيين أنهم يتحملون مسؤولية تقديم معلومات خاطئة لحركة مقاومة فلسطينية بنت استراتيجياتها عليها الأمر الذي اضر بقضيتنا كفلسطينيين”.

أتمنى للمؤتمر النجاح في تدارك أخطاء الماضي والبحث عن أوسع مشاركة جماهيرية تعددية في قيادته وليس فقط في مؤتمراته السنوية.

* نضال حمد أوسلو – 29-4-2014

* الموضوع منشور في صفحتنا بالفيسبوك للحوار والنقاش البناءين، وليس للتهجم والتجريح بحق أي كان.