الأخبارالأرشيف

مجلس الأمن و”مظلمة القرن”.. الإدانة والإقالة وتعديلها! – عبد اللطيف مهنا

ذهبوا لمجلس لاستصدار قرار يدين صفقة ترامب-نتنياهو التصفوية وهم يعلمون وواثقون من أن الفيتو الأميركي في انتظارها، لكنهم عدَّلوها حتى يوافق عليها النفاق الأوروبي ولو ممسوخة ومرفوضة سلفاً..

في التعديل حذفت الإدانة واستبدلت بالأسف الشديد، ولم تعد توصم بأنها “تنتهك القانون الدولي”! مع أضافةٍ ألحقت بهذه النسخة المعدَّلة واختيرت حمَّالة أوجه، من حيث أنها تداور فتعمم دون أن تحدد مساويةً بين الاحتلال ومن يحتلهم، لكنها لا تصرف أخيراً إلا لصالح المحتلين إذ تغرف من مصطلحاتهم، فتقول بالإدانة “لكل العنف ضد المدنيين(المستوطنين) بما فيها أعمال الإرهاب (المقاومة) والأعمال الإستفزازية (المستوطنين) والتحريض على العنف والتدمير (الرواية الفلسطينية للصراع)”!

لا بأس من أن تذهب للأمم المتحدة، لكن من العبث انتظار إنصافاً من هيئة شرَّعت النكبة بشرعنتها للكيان الإستعماري الصهيوني الغازي على أنقاض فلسطين، ولم تنفّذ قراراً واحداً من قراراتها التي مالت ولو قليلاً لصالح بعضٍ من إنصاف للفلسطينيين.. والمشين هو أن تذهب لها هروباً من استحقاقات وجبت بعد كل ما الحقته الإنهزامية التسووية التنازلية العربية والفلسطينية بالقضية العربية في فلسطين.. الهروب من وجوب العودة عن مثل هذا المسار الكارثي، بإلغاء كل ما ترتب عليه، بدءاً بإلغاء الاعتراف بالعدو، وتثنيةً باوسلو وسائر إفرازاتها..

الأمر الذي يعني حل سلطة التعاون الأمني مع الاحتلال، هذه الموفّرة له، إلى جانب تجسسها على شعبها المقاوم لصالحه، احتلالاً مريحاً ولا من كلفة فيه.. وحينها فقط تتحقق تلقائياً الوحدة الوطنية وينتهي بلا عودة حديث “الانقسام”، بالتوافق المستوجب على برنامج اجماع وطني مقاوم، من شأنه أن يعيد الصراع إلى مربَّعه الأول، وبالتالي يسهم في استنهاض أمة بأسرها، ومن شأنه أن يعيدها لقضيتها ويصحح بوصلة نهوضها من حيث إعادة قضيتها إليها.

بقي أن نقول كم هو مؤسف وعاكس لحال أمة في مرحلة شائنة تعيشها أن يقال مندوب عربي لدولة عربيةً عضواً مؤقتاً في مجلس الأمن إثر اتصال كوشنر برئيسها شاكياً من مواقف المندوب الصلبة والمدينة للصفقة.. الصفقة إياها التي وصفها هذا الرئيس قبيل الاتصال الكوشنري بأيام أقل من أصابع يد واحدة بأنها “مظلمة القرن”!