صهيونيات

التطبيع يسري في الخليج … مشاركة (اسرائيليين) في بطولة رياضية مدرسية في قطر

مشاركة (إسرائيليين) في بطولة رياضية مدرسية في قطر تثير تنديدا على الانترنت ودعوات لسحب الاطفال القطريين من البطولة تفاديا لما اعتبروه تطبيعا للعلاقات

الدوحة ـ (أ ف ب) – تثير مشاركة فريقين (إسرائيليين) في بطولة مدرسية دولية لكرة اليد تستضيفها الدوحة بدءا من الخميس دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لسحب الاطفال القطريين من هذه البطولة تفاديا لما اعتبروه تطبيعا للعلاقات.

وتشارك (إسرائيل) في “بطولة العالم المدرسية لكرة اليد” بفريق للفتيان وآخر للفتيات. والبطولة مخصصة للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 سنة، وتنظم كل سنتين في دولة مختلفة منذ السبعينات.

ويذكر ان قطر هي اول دولة غير اوروبية، باستثناء (إسرائيل)، تستضيف البطولة.

وهذه ليست المرة الاولى التي يحضر فيها رياضيون (اسرائيليون) حدثا دوليا في الدوحة، الا ان مشاركتهم في البطولة المدرسية أثارت التساؤلات من جديد.

وفور الاعلان عن برنامج البطولة، وعن مشاركة الفريقين (الإسرائيليين) فيها، انتشر على تويتر وسم “طلاب قطر ضد التطبيع″، واتهم مستخدموه الدوحة بتطبيع العلاقات مع (إسرائيل) التي لا تقيم معها علاقات دبلوماسية.

وذُكر الوسم في تقرير لقناة “الجزيرة” القطرية التي تناولت عددا من التغريدات المرتبطة به.

وكتب مستخدم في تغريدة “التطبيع الرياضي لا يقل سوءاً عن التطبيع السياسي، كلاهما إعتراف بكيان محتل وشرعنة لواقع غير شرعي”.

وكتب مستخدم آخر “مسلسل التطبيع يستمر في حلقة جديدة، تطبيع الرياضة مع الإحتلال الصهيوني على المستوى المدرسي في قطر متجاهلين جرائم الإحتلال في غزة والضفة والقدس”.

من جهته، اعتبر ماجد الانصاري الذي يعرف عن نفسه بانه استاذ مساعد في علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر، ان “هناك مسؤولية مباشرة على أولياء أمور الطلاب المشاركين من قطر لسحب أبناءهم من هذه البطولة”.

ومن الصعب التأكد من صحة الحسابات على تويتر والدول التي ينتمي اليها مستخدموها.

– “كل ضيوف العالم” –

عادة ما تثير المشاركة ( الإسرائيلية ) في اي حدث رياضي في قطر ردود فعل ساخطة على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي بعض وسائل الاعلام العربية.

وقبل اسابيع، شارك لاعب كرة المضرب (الاسرائيلي) دودي سيلا في بطولة دولية في قطر. وتسببت مشاركته في مطالبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لرئيس الاتحاد ناصر الخليفي بالاعتذار للقطريين.

وفي 2016، شارك لاعبان (إسرائيليان) في بطولة دولية في لعبة الكرة الطائرة، ما أثار ايضا سخطا على وسائل التواصل الاجتماعي، ترافق مع دعوة الى عدم ختم جواز سفر اللاعبين ومنعهما من الدخول الى الامارة الخليجية.

وتتجنب قطر على المستوى الرسمي التحدث عن المشاركات (الإسرائيلية) التي تستضيفها.

ونقلت صحيفة “الراية” القطرية عن علي الهتمي، أمين السر العام لاتحاد الرياضات المدرسية، قوله في مؤتمر صحافي عشية البطولة “رسالتنا مفادها أن قطر بخير وهي تستضيف مثل هذا الحدث الكبير على مستوى العالم”.

وأضاف “كل ضيوف العالم سيحضرون ويشاهدون بأنفسهم الأمن والأمان والخير الذي تعيشه قطر”.

وبحسب المنظمين، فان علم (إسرائيل) لن يكون من ضمن الاعلام التي سترفع في الفقرة الافتتاحية للبطولة والتي ستمثل اكثر من 20 دولة.

وقال مسؤول في قسم الاعلام الخاص بالبطولة لوكالة فرانس برس “هذه الفرق تأهلت لتشارك”، مشددا على ان الامر ذاته سيطبق على الفرق التي ستشارك في بطولة كأس العالم لكرة القدم في العام 2022.

وتابع “انها بطولة عالمية”.

من جهته، ذكر طوم كريتنسين العضو في الاتحاد الدولي للرياضات المدرسية ان (إسرائيل) قررت في البداية المشاركة بفريق واحد، لكنها عادت وقررت المشاركة بفريق للفتيات ايضا.

ورغم ان قطر لا تقيم علاقة دبلوماسية مع (إسرائيل)، الا انها سبق وان وافقت على استضافة مكتب تجاري لها، علما ان الدوحة تستضيف منذ سنوات ايضا قيادات في حركة حماس الفلسطينية المناهضة (لإسرائيل).

ويرى استاذ العلوم السياسية في جامعة درم البريطانية كريستوفر ديفيدسون ان قطر لا تملك الخيار حيال استقبال الفرق (الإسرائيلية) في البطولات الرياضية الدولية، وخصوصا وان قراراتها في هذا الصدد ستنعكس على استضافتها لبطولة كأس العالم في كرة القدم.

واوضح “قبلوا المخاطرة بأن تشارك دول مثل (إسرائيل) ولم يعد بامكانهم فعل شيء حيال ذلك، سوى التخلي عن حقهم بالاستضافة”.

 

رأي اليوم