الأخبارالأرشيفعربي وعالمي

معاناة المزارع في الأردن‎ – علي حتر

هذا الموضوع مهم جدا..
أمس كان هناك مقابلة في قناة المملكة أجراها عامر الرجوب Amer Alrjoub . مع الدكتور أيمن السلطي من وزارة الزراعة، وعدنان خدام رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن
والمقابلة كاملة في موقع القناة على الإنترنت 
لست من المهتمين بالقضايا التي لا تتعلق بالكيان الصهيوني مباشرة ومنها القضية الفلسطينية والسورية وما يشبههما من القضايا، وما يتعلق بهما بشكل مباشر أو غير مباشر..
وأنا غير متخصص بالزراعة ومشاكلها.. 
لكن هذا لا يعني، رغم أولوية الصراع مع االمغتصبين، ومع الفاسدين، أنني لا أتناول المزروعات حتى أعيش، أو أن المُزارع ليس ضحية لأصدقاء المغتصبين وأتباعهم، المقيمين بيننا!!!!
العلاقة بين الزراعة والأعداء واضحة جدا في القصة التالية:
عندما عقدت جمعية الجاتْت في التسعينات مؤتمرها في الأورغواي، جاء إلى الأردن مسؤول منها، ليشرح الخصخصة إلى رجال الأعمال!!!
عقد ندوة في فندق قرب دوار الداخلية، بدخولية 20 دينارا، حتى يضمن ألا يأتي أمثالي، ومع ذلك ذهبت..
كان الحضور جميعا يرتدون الملابس الثمينة وربطات العنق التي تعني ما يريدون، إلا أنا فقد كنت أرتدي ما أستطيع دفع ثمنه!!!
كان الحكومة قد رفعت ثمن الخبز..!!!
لا أريد إطالة الحديث.. لكن عندما فتح المحاضر المجال للأسئلة، سألته: نحن بلد صغير، لماذا رفعتم سعر الخبز عندنا.. إنكم لن تستفيدوا؟؟!! 
أجاب الرجل: إن جيرانكم (يقصد إسرائيل) يصنعون الخبز بطريقة متقدمة عليكم.. إشتروا الخبز منهم..!!!!!! 
هكذا أجاب.. ولا أريد أن أضيِّع وقتكم بباقي القصة… لكن أُذكركم أننا استوردنا الكثير من الغاغصب.. ومن ذلك الجزر، والكاكا والمانجا اللتين يمكننا أن نعيش بدونهما إلى الأبد..!!
لا أريد أن أذكر بالمدن الصناعية فهي موضوع غير زراعي!!!
.
نعود إلى موضوعنا في قناة المملكة!!! 
الموضوع الرئيسي كان، هو أن المزارع يخسر (لأنه يبيع بالرِخَص، أقل من الكلفة، والتاجر يربح، والمواطن يشكو!!!!!
هذه معادلة مُعقدة، تحتاج إلى حل!!!
.
كانت هذه المعادلة هي نقطة الحوار الرئيسية!!!
.
طبعا كان هناك نقاط أُخرى.. مثلا: المزارعون الوافدون هم من يقرر غلاء الخضراوات على ىالمواطن لأنهم هم من يقرر الأسعار…. 
هذه النقطة سقطت.. لأن من يقرر الأسعار هم أصحاب المحلات في السوق والوافدون يُنفذون لهم ما يطلبون..
هذا منطقي… رغم أن الشائعات التي يطلقها أصحاب المحلات يطلقونها ليُنقذوا أنفسهم.. وهم بقومون بتحميل المسألة للوافدين، الأبرياء منها..
قبل مناقشة المعادلة المشؤومة السابقة، أرغب بتقديم بعض المعلومات..!!
بلادنا المقتطعة من سورية حسب سايكس بيكو، فيها أنواع الأراضي المختلفة، فنحن لدينا الأغوار الدافئة التي تصلح لزراعة الموز والتمور، بالتدريج.. حتى الشوبك البارد الذي يصلح لزراعة التفاح.. .وكنا، لمن يتذكر، نزرع القمح ونكتفي بالعنب.. وناكل الجبنة البيضاء دون ان نستوردها من أمريكا أو أوروبا.. إلخ…..
كما كان عندنا الأراضي الزراعية التي أقتلعنا أشجارها وزرعنا مكانها الخرسانة (وما بنيناه لم نقم ببنائه في الأراضي الصحراوية بل في الأراضي الزراعية!!!! وخصوصا منطقة عمان، (ووضع حُكامنا كل القوانين والتعليمات لضمان ذلك) 
للعلم: الناس الذين هم أكبر مني، يقولون إنهن كانواا يزرعون العنب في عبدون!!!! طبعا اليوم في عبدون ليس هناك مساحات زراعية بل تنتشر فيها الغابات الخرسانية وأولها السافارة الأمريكية.. (انتشار الخرسانة بدأ بعد 1970 وفكِّروا فيها).
وأعطينا أعداءنا ماءنا لسقايتها!!! في معاهد وادي عربة..
.
المقابلة كان لها استنتاج واحد، رئيسي، وهذا الاستنتاج هو: عدم وجود استراتيجية عند وزارة الزراعة، طبعا مثل كل الحكومة.. ولهذا نعاني وسنبقى نعاني حتى نعرف الأسباب… نحن كشعب أولا…
الوزارات التقنية تحتاج إلى أشخاص لديهم معرفة تقنية بوظائف وزاراتهم.. مثل وزارة الزراعة ووزارة المياه إلخ….. أما لدينا فالوزير لا يعرف في معظم الأحوال.. 
هذا ما ينقص وزارات سايكس بيكو جميعا.. لكنني أذكر مسلسلا عنوانه yes minister كان الشخص الرئيسي فيه ليس الوزير.. بل ناشبه، لأن الوزير كان يتغير.. أما نائبه فكان ثابتا!!!! 
. نعود للاستنتاج.. ليس لدى وزارة الزراعة أي استراتيجية!!!
الدكتور أيمن السلطي يقول: كل مزارع يريد أن يختار مزروعاته، عليه أن يأتي إلى الوزارة ويسألها. بعد ان تحدث عن الفلفل المُلوّن وعن كونه خاسرا)..
ليس على الوزارة أو المرشدين الزراعيين أن تذهب أو يذهبوا إلى المزارع!!!! بل على المزارع أن يذهب إلى الوزارة.. لأنها لا تملك أي استراتيجية..!!! 
ركّز عامر الرجوب على أن المياه سوف تصبح أغلى.. وهنا تذكرت أن العدو الغاصب هدد بقطع المياه عنا إذا طالبنا بالباقورة والغمر.. ههذا للتذكير وليس اتهاما!!!
.
من النقاط الأخرى: غياب دعم الوزارة ولن أناقش هذه النقطة كثيرا.. ولكنها لتذكير رئيس الوزراء أنها أبدى وأحق من سرقات الفاسدين.. وأن المزارعين أحق بالضرائب التي ستجمعها دائرة ضريبة الدخل والمبيعات..

والأسئلة التالية مهمة: هل تساعد الوزارة المزارعين بأنظمة الري وأسعارها؟
بالبيوت المحمية؟ 

هل تساعد الوزارة وموظفو المكاتب فيها هؤلاء المزارعين؟

نعرف أن الأغوار ملأى بالذباب رغم أن الغاصب على الناحية الغربية ليس لديه ما لدى مزارعنا من الذباب.. بعض الأمتار فقط..!!!! 
سؤال: أراضي الأغوار في الماضي وُزعت على المواطنين.. أي مواطنين؟؟؟ بعضهم لا يعرف أين الأرض التي أُعطيت له.. هل هذا مزارع؟ مثلا أحد المستفيدين كان أبوه وهو وابنه.. من رؤساء الوزراء.. ما علاقتهم بالمزارعين؟؟؟؟؟؟
.
من المسائل التي ناقشتها الحلقة، أن الوزارة يجب أن تجبر المزارعين على البيع في أسواق محددة لأن الوزارة لا تملك الأراضي المناسبة ولا تعرف الأراضي المناسبة، وعلى هذا المزارع أن يتحمل كلفة النقل وعلى التاجر الصغير أن يتحمل الكلفة.. والمواطن يدفع.. المواطن يدفع.. 
هل من الصعب أن تشتري الوزارة قطع الأراضي المناسبة.. وتحل مشاكل المواطنين.. دافعي الضرائب.. الضرايب التي سيستولي عليها الحيتان وزوجاتهم بالنهاية؟؟ 
.
وأخيرا: نُذكر عامر الرجوب أن يعقد حلقة خاصة للسلاحف والأفاعي، فهي تدخل ضمن الزراعة، في المرات القادمة.. دون أن ينسى المنتجات التي لا أعرف أن أنطق أسماءها!!!!! 
.
من المُهم أن نذكر أن الحلقة لم تتطرق إلى ذكر الإنتاج الحيواني والمبيدات (لن نُحمِّل هذه الوزارة المسؤولية) في المقابلة، رغم شراء الوزارة الغنم من العدو لتحسين النسل… (نسل الأغنام، حتى لا تُفهم بالغلط)