وقفة عز

ملاحظات ومشاهدات من رحلتي الأحدث الى برشلونة.. شارع Las Ramblas الشهير وساحة Plaza Catalunya -نضال حمد

بجوار شارع Las Ramblas الشهير وساحة Plaza Catalunya بمدينة برشلونة

هناك تجد عرب السياحة في اسبانيا. وتجد كل الجنسيات وكل اللغات. سياح من بلدان كثيرة. هذه الأيام بشكل اقل لكن مع بداية شهر آذار – مارس وحتى نهاية شهر تشرين الأول اكتوبر تكون هذه المنطقة مكتظة بالسياح من كل بلاد الدنيا. فعلى هذا الشارع وقرب ذاك الميدان الشهير تنتشر الفنادق والملاهي والمقاهي والمطاعم والمسارح والمعارض وحتى هناك سوق ضخم وجميل فيه الخضراوات والفاكهة والاسماك واللحوم وكافة المواد الغذائية. وعلى شارع لارمبلا هناك مطعم اسمه مطعم (حبيبي – HABIBI )، يدعي انه لبناني لكنه وبعد التحريّات تبين انه ( اسرائيلي). فيا ايها العرب الذين تزورون برشلونة تذكروا ان مطعم حبيبي الذي ينشر اعلانات كبيرة بأن لديه اكل حلال وشيشة يمكن ايضا ( حلال) .. هو مطعم صهيوني لصهاينة.

في برشلونة يرى الزائر اشياء يتذكرها ولا ينسى بعضها .. فهل يمكن لمن زار شارع (لا رامبلا) ان ينساه؟ . اكيد لا.. لأنه شارع مميز وجميل وطويل وعريض يتسع لكل الناس وللمركبات التي تعبر منه على الطرفين جيئة وذهابا، فيما تتوسطه طريق واسعة للمشاة، ومقاعد للحلوس والاستمتاع بأشعة الشمس تحت اغصان الاشجار الباسقة الممتدة والمتلاصقة على جانبي الطريق. وفيه مئات الاكشاك الخشبية والخيام، التي تستخدم كمحلات للبيع بجميع اشكاله الممكنة. فهناك يجد الزائر اكشاكا لبيع البطاقات البريدية والتحف والأواني و الملابس وبلوزات نادي برشلونة العريق، فغالبية الاكشاك تحتوي على بلوزات النادي الكتلاني الاشهر، فترى صور نجومه واسماءهم واعلانات تجارية ورياضية لا تخلو منها صور ميسي ونيمار و سواريس وبيكيه وانيستا و تشافي وغيرهم من ابطال كرة القدم الكتلانية.

كما يمكن لاي زائر يملك نقودا لاتمام رحلته بالكمال والجمال والهدايا ان يشتري اقمشة وشالات و شراشف ومناشف ومناديل وتحف انيقة وجميلة،لمناطر وميادين واماكن برشلونية معروفة، وكذلك القطع المعدنية القديمة والحديثة، ومنها الفضية او الذهبية .. كما تتوفر هناك رسومات و لوحات تمثل معالم وتاريخ وحاضر برشلونة. ويمكن شراء العقيق والعقود والسلاسل والحلق والاكسسوارات بكل انواعها. كذلك الصناعات الافريقية التي تتواجد في الاكشاك وكذلك خارجها مع المهاجرين واللاجئين الذين يحاولون بيعها بشكل غير رسمي وبعيد عن أعين الشرطة، لكن باسعار زهيدة وارخص بكثير مما هي اسعار السوق والشارع المذكور.

على نفس الشارع ينتشر الفنانون والرسامون والمسرحيون والمهرجون واصحاب المواهب، هؤلاء كل واحد او واحدة منهم ومنهن يقدم وتقدم عروضا جميلة مسلية ومضحكة او مثيرة او حتى عجيبة او غريبة، مقابل بعض النقود لسد رمق العيش والمساعدة على الاستمرار في الحياة. ويعتبر هذا فنا ونوع من انواع نشر الثقافة والفنون، وتسمح به البلدية بدون مقابل.

ليس غريبا ان تجد احد المهرجين او احداهن على شكل صنم او حيوان منقرض او حيوان آخر، اوتعلى شكل فارس من الزمان القديمن او مهرج ملون مثل الطاووس.. ومن هؤلاء اصنام بألبسة غريبة وعجيبة.. يقمن وتقمن بحركات مضحكة مقابل يورو اواقل من المارين ..

فياحدى المرات تقدمت من الصنم الذي تحرك وكان على شكل فراشة اة طائر ضخم بلون ذهبي، وقفت لالتقط صورة تذكارية معه. عندما وصلت سالت الشخص الذي لا نعرف من هو : هل انت امراة ام رجل؟ فجاء الجواب: انا امراة. قلت لهذا اشعر بحرارة جسدك الملاصق لجسدي الآن. فضحك الصنم وسُمع صوت ضحكته، لكن لا أحد غيري عرف لماذا ضحك الطائر الذهبي .. بعد ذلك قمت بتقبيل يد الصنم الجميل وودعته كما حيّيته، تاركا في طاقيته بعض النقود.

على مسافة غير بعيدة عن مكان الصنم جلس احد الرسامين يرسم صورة لشاب ذو ملامح عربية. وكانت لازالت على مجسم آخر للرسم امامه صورة فتاة عربية مسلمة محجبة قام برسمها قبل رسم الشاب الذي هو على ما يبدو زوجها او خطيبها. تحلقنا حول الرسام نرى كيف يقوم بالرسم .. التقطت صورة للرسم الذي يمثل الفتاة المحجبة. وما أن استدرت ومشيت خطوات قليلة الى الامام حتى ظهرت امامي الفتاة التي في الصورة فسألتها هل انت تلك الفتاة في الرسم ؟.. قالت بصوت خفيض نعم .. ومضت الى رفيقها الجالس على الكرسي امام الفنان الاسباني او الأجنبي .. اقول ذلك و لست ادري لان الفنانين والفنانات على هذا الشارع من جنسيات مختلفة ومنهم ومنهن عرب وعربيات من مغربنا العربي الكبير.

يتبع

نضال حمد

* ملاحظات ومشاهدات من رحلتي الأحدث الى برشلونة.

28-1-2015

الجزء الأول

عدت من برشلونة تاركا خلفي حنين .. اهداء الى الصديق – أبونا – منذر الخوري ..

برشلونة مازالت على حالها كما تركتها آخر مرة قبل سنتين ونيف ..

برشلونة مرآة كتالونيا التي يرى فيها الزائر ما تراه العين وتخزنه الذاكرة.

كل شيء فيها يعجبني وأعجبني ..

الشوارع الفسيحة والعريضة والمرتبة ،، الطرق الجميلة والمصانة بدقة. العمارات والمباني التي يصعب ايجاد شبيهات ومثيلات لها في مدن أخرى.

المقاهي والمطاعم والملاهي التي تنتشر في كل المدينة من بحرها الى بحرها …

ومنها مطاعم عربية وفلسطينية لها مكانتها هناك. ومن هذه المقاهي والمطاعم، مطعم (الواحة) للصديق ابن المخيم فؤاد الأسدي، يقع هذا المطعم في منطقة غارسيا على شارع فيردي. وهو بعيد نوعا ما عن وسط البلد التجاري والسياحي حيث يتكاثر السواح العرب.

والآخر هو مطعم ومقهى (عربية ) الشهير قرب دار الموسيقى الشهيرة لصاحبه الصديق الفلسطيني شفيق.ومطعم ( أبو خليل ) لصاحبه الفلسطيني محمود الخطيب. وكذلك مطعم القدس الذي يقع في منطقة بويرتو اوليمبيكو اي الميناء الاولمبي في برشلونة، وهي اكثر المناطق السياحية ارتيادا، خاصة ان مكان وجود المطعم هو مكان يجمع عشرات المقاهي والملاهي والمطاعم الأخرى. وهذا المطعم بادارة واشراف الصديق الطيب، شجرة فلسطين البرشلونية، منذر الخوري – أبونا -. الشخص الذي تقترن صورته الجميلة عندي بصورة الرائع ناجي العلي شهيدنا الكبير ابن الشجرة في فلسطين. فمنذر تنطبق عليه أيضا كلمات شاعرنا ومعلمنا الكبير الراحل، شيخ شعراء فلسطين عبد الكريم الكرمي – ابو سلمى – التي قالها لفلسطين:

يا «فلسطين» ولا أغلى ولا أحلى وأطهر

كلما حاربت من أجلك أحببتك أكثر

وانت يا صديقي منذر كلما تعرفت عليك عن قرب احببتك أكثر. لانني في كل مرة اراك فيها من جديد واجلس معك اكتشف ان معدنك ثمين اكثر مما كنت اعتقد. فهنئيا لك مروؤتك وطيبتك وصدقك وكرمك ومحبتك للناس ومحبتهم لك. لأنك كما قالت المراة العربية أم محمد التي زارتك مع زوجها ليلة سفري : ” بتنشرب مع الميه العكرة”. او ” بتنحط عالجرح بيطيب”.

  يتبع     نضال حمد   27-1-2015   اوسلو   * الصورة مع الصديق منذر الخوري في مطعم القدس ببرشلونة.

اترك تعليقاً