وقفة عز

نحن والانتخابات البرلمانية النرويجية

 نضال حمد

اثناء مشاركتي السبت 12 أيلول – سبتمبر الجاري في تظاهرة لنصرة قضايا اللاجئين بشكل عام في النرويج وبالذات الذين ترفض السلطات النرويجية منحهم حق اللجوء والإقامة…  وكان ذلك أمام مبنى البرلمان النرويجي في العاصمة أوسلو وعلى بعد 100 متر فقط من مكان تجمع الحملات الانتخابية للأحزاب كلها في شارع كارل يوهانس غاته الرئيسي، المكتظ عادة بالناس في كل نهاية أسبوع. وقبل يوم واحد من موعد الانتخابات البرلمانية النرويجية التي تبدأ غدا وتنتهي ليل بعد غد الاثنين.

هناك تواجدت وتجمعت مجموعة صغيرة من اللاجئين الفلسطينيين من لاجئي مخيمات لبنان بالأساس، الذين رفضت السلطات هنا منحهم الإقامة أو حق اللجوء وتركتهم يهومون في البلاد الواسعة على غير هدى، فمنهم من مضى على وجوده في النرويج عدة سنوات بدون أية حقوق وبدون أوراق وبدون إقامة وبدون كافة مستلزمات الحياة من الطبابة حتى الطعام

 في ذلك المكان تظاهر عشرات اللاجئين الأجانب ومعهم عشرات المتضامنين النرويجيين. وكان الفلسطينيون من ضمنهم حيث التقينا وتحدثنا في قضيتهم.. بنفس الوقت التقيت في التظاهرة ببعض النشطاء من أحزاب ومنظمات ومؤسسات نرويجية مختلفة. وتحدثنا عن فلسطين ومستقبل العمل الفلسطيني في النرويج وأوروبا. كما تطرق بعض الذين تحدثت معهم الى موضوع هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين من لبنان، الذين كانوا يقفون مع المتظاهرين وجلهم من جنسيات مختلفة، مثل أفغانستان وايران والأكراد وبعض الأفارقة. شرحت لهم بشكل سريع حالة هؤلاء اللاجئين وقلت أنهم بحاجة لمساعدة من أي طرف كان بغية إيجاد حل عادل لوضعهم في هذه البلاد خاصة أن عددهم غير كبير ويصل الى ما يقارب ال 50 شخصا في كل النرويج.

قلت أنهم يفكرون البدء بحملة لشرح قضاياهم للمهتمين وللرأي العام النرويجي علّ ذلك يحرك الأحاسيس والضمائر الرسمية النرويجية الغائبة سواء من اليسار أو من اليمين… ولا نتحدث هنا عن حزب التقدم المعادي للأجانب وللمسلمين والذي يرفع في حملته الانتخابية شعارات معادية جداً للأجانب واللاجئين، كما يقترح انشاء معسكرات لجوء في افريقيا ووضع اللاجئين هناك بغية عدم قدومهم الى النرويج. هذا الحزب أيضاً من أشد المعادين للقضية الفلسطينية ويناصر الكيان الصهيوني ظالماً أم مظلوماً.

 شرحت لمحدثتي النرويجية الشيوعية المناصرة للقضية الفلسطينية والقضايا الأممية فقلت لها : بالنسبة لسياسة النرويج اتجاه الفلسطينيين لا يمكننا الجزم بماهيتها، إذن إن السلطات النرويجية منذ مؤتمر مدريد توقفت إلا بالقطارة عن منح فلسطينيي لبنان اللجوء معتبرة أن قضيتهم حُلت مع مؤتمر مدريد وتوقيع اتفاقية أوسلو. وارتكزت في ذلك على أنه لا يوجد للفلسطيني اللاجئ من لبنان أو سوريا وطن أو حكومة أو دولة حتى يمنحوه حق اللجوء. فهو برأيهم ليس مطارداً أو ملاحقاً من دولته لأنه لا دولة له ولا وطن.  استمرت الأمور هكذا ومازالت لكنها أخذت مساراً مغايراً منذ نحو 5 سنوات مع فلسطينيي غزة والضفة الغربية، إذ بدأت النرويج حملة تسهيلات كبيرة للقادمين من هناك. فصار اللاجئ منهم يحصل فوراً على إقامة، فيما لم الشمل يناله بسرعة فائقة، وبعد ثلاث سنوات فقط عنوة عن كل البشر يحصل على الجنسية النرويجية، التي تمنح عادة لغير الفلسطيني في سبع سنوات.

بقيت السياسة المتساهلة مع فلسطينيي الضفة والقطاع قائمة لغاية قبل أربعة اشهر، إذ اتخذت السلطات النرويجية قرارات جديدة صعبت فيها اللجوء ولم الشمل والجنسية على هذه الفئة من الفلسطينيين الذين عاشوا قبل ذلك مرحلة لجوء ذهبية.

قلنا أن الأحاسيس والضمائر الرسمية النرويجية غائبة مع أن قرارات تغيير سياسة اللجوء حاضرة دائماً لأنها قرارات سياسية تتخذها الدولة وفق ما تراه مناسباً للبلد وللتوجهات الرسمية.

طبعاً موضوع اللاجئين الفلسطينيين وبالذات الذين هم من لبنان يحتاج لوقفة تضامنية من الفلسطينيين المقيمين في النرويج ومن المؤسسات الفلسطينية والنرويجية العاملة في البلد. مثل الجالية الفلسطينية في النرويج وكل الأشخاص الذين أسسوا جمعيات أو مؤسسات ادعوا أنها لخدمة الفلسطينيين في النرويج.

من ناحية الجالية الفلسطينية في النرويج بدأت متابعة موضوعهم منذ فترة غير بعيدة والتقت بهم وشاركت في التظاهرة معهم وتحاول أن تنظمهم بغية البدء بحملة منظمة لتحقيق الهدف المؤدي الى إيجاد حل عادل ومنطقي لكافة القضايا العالقة.

طبعاً هذا الأمر يحتاج لجهد وتنظيم ومتابعة وتواصل وتغطية إعلامية. وقوى بشرية مستعدة للعمل والتفاني والتضحية بالوقت والمال والجهد.

في الختام قالت محدثتي أن القضية ليست سهلة ولكنها يجب أن لا تكون بلا حل، وعلينا العمل جميعاً لأجل مساعدة هؤلاء اللاجئين على إيجاد حلول عادلة لقضاياهم. وأضافت أن حزبنا ( رودت ) الأحمر، كما تعلم حزب صغير لكنه مؤيد ومساند بقوة لفلسطين، وصحيح أنه لا يوجد لنا أعضاء في البرلمان النرويجي لكننا نتوقع في هذه الانتخابات أن نحصل على مقعدين فوفق الإحصائيات الأخيرة التي نشرت اليوم ينقصنا في أوسلو فقط 659 صوتاً لنحصل عليهما.

 وأنا أقول بدوري للعرب وللأجانب الذين يريدون أن ينتصر هؤلاء المتضامنين لقضاياهم أليس لهؤلاء حق عليكم ودين يجب تسديده غداً الأحد وبعد غد الأثنين؟

أما للفلسطينيين في النرويج الذين يحق لهم التصويت والانتخاب والترشح أقول :

 بإمكاننا تأمين هذه الأصوات الأقل من 700 لو توفرت النية والإرادة والعزيمة ولو وضعنا مصلحة فلسطين أولاً .. قبل الضرائب والأمور الأخرى .. أما الذين يعتكفون في بيوتهم ولا يشاركوا في الانتخابات هؤلاء كمن يقدم صوته هدية للأحزاب المؤيدة للكيان الصهيوني والمعادية للأجانب

12/09/2009 

* مدير موقع الصفصاف

www.safsaf.org