من هنا وهناك

هل نجح الصفدي في مهمته الأخيرة في سوتشي؟ – المحامي محمد احمد الروسان


جينا هاسبل وجون بولتون زارا أوكرانيا سرّاً
لسنا من عراة الفكر ووعينا وعيّ مشتبك

المحامي محمد احمد الروسان*

من السورنة للحدث الأوكراني في مجاله الحيوي وهندسة جغرافيته، الى أكرنة الحدث السوري ضمن حواضن جغرافية سورية الطبيعية، ومن الروسنة الروسيّة لجلّ المنطقة الشرق الأوسطية، الى الأمركة الأمريكية المضادة للروسنة والساعية لأخضاعها لأدواتها خدمة لسلّة مصالحها الأستراتيجية، فالأيرنة الأيرانية لجغرافيات نفوذات طهران في مجالها الأقليمي والصراع مع العدو الصهيوني، باشتباكات متعددة وعلى مدارج الخطوة خطوة، فالصيننة المساعدة بتنافس للروسي والأيراني في الشرق الأوسط، والوصول على نفوذات على ساحل البحر الأبيض المتوسط عبر مسارات طريق الحرير القديم ومعها ايران أيضاً، وفي أسيا الوسطى بشراسة صامتة تعاوناً مع الروسي والأيراني، وسعي عميق من فلسفة ومسارات الأتركة، وغياب قصري وذاتي كلي للعرب وخاصةً ذووا الفكر البنطلوني الساحل، والذي يقوم بوظيفة الأستداخل للهزيمة بين ثنايانا، حيث الطبخة أمريكية والحطب تركي، والوضع بوضعيات الكاماسوترا عسكرياً في الشمال السوري، وقريباً في الجنوب السوري حيث الأرهاب ومجاميعه، بحيث أوضح سيرجي لافروف ذلك لوزير الخارجية الأردني في سوشي، أثناء المؤتمر الصحفي المشترك، بأنّ مكافحة الأرهاب في الجنوب السوري، تتفق مع بيان جنيف واحد ومبدأ ومقررات أستنة بنسخها المختلفة، والصفدي ذهب وعلى عجل الى سوشي، لنقل رسائل أمريكية الى الروسي والسوري معاً، بخصوص الحفاظ على منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري، وأيضاً وصلاً  بالرغبة الأمريكة والغربية للعودة الى مسارات جنيف، وخاصةً بعد أن اعتبرت كل من موسكو ودمشق وايران وحزب الله، بأنّ العدوان الثلاثي الأخير أو الخماسي ان شئت قد أصاب العملية السياسية السورية في مقتل، ومع كل أسف صرنا(في الأردن) صندوق بريد لرسائل الآخر ومصالحه، نتيجة لسياسات استراتيجيات الطبخ الرديء في ممارسة السياسات الخارجية، في جلّ قضايا المنطقة حيث السيولة شديدة فأغرقتنا، حيث لا تنتج تلك السياسات الرديئة، سوى سياسات باعة الأرصفة في الساحات العامة، زمن المهرجانات الكرنفالية والغنائية والراقصة، وما أكثرها في بلادنا. وبصورة أكثر وضوحاً لمضمون زيارة الوزير الصفدي أيمن الى سوشي ولقائه، براقص الباليه المحترف في حقل ألغام المسألة السورية سيرجي لافروف، نعتقد أنّ المشهد يتموضع بالتالي: شهدنا إستقالات مؤخراً  لما تسمى بالمعارضة السورية في الخارج، وبشكل خاص منصة آل سعود، و آخر هذه الاستقالات كانت استقالة ما يسمى بالزعيم السياسي لجيش الإسلام الأرهابي الممول من آل سعود الأرهابي محمد علوش، و قبله ثلاث معارضين ارهابيين بارزين في ما يسمى بالائتلاف المعارض(طرح أنثى مزمن ومتتالي عمره سنوات)وهو ما طرح الكثير من الأسئلة حول خلفية هذه الاستقالات. وبحسب المعلومات، فإن الاستقالات جاءت بتعليمات أمريكية، في محاولة تقديم تنازلات لسورية، و خصوصاً أن التشدد الأمريكي قد قوبل بتشدد سوري قد يطيح بمسار جنيف، و قد لاقى الموقف السوري دعم روسي، حيث قال لافروف أن العدوان على سورية كان عدوان على العملية السياسية، و هو ما دفع بالأمريكي لإتباع سياسة العصا و الجزرة، من خلال تشديد الضغوط العسكرية و السياسية على سورية و روسيا، و بذات الوقت بدأ الإطاحة برموز ما تسمى بالمعارضة لمحاولة جر دمشق الى مفاوضات جنيف، بعد العدوان الثلاثي أو الخماسي الأخير، عبر ارسال رسائل مفادها: بأن الأمريكي مستعد لتبديل الوفد المفاوض في جنيف بوفد أقل تشدد و وجوه جديدة، و بحسب المعلومات، فإن المساعي الأمريكية لم تنجح حتى الساعه بإقناع دمشق بالعودة الى مسارات جنيف، وفي منعها من بدء العملية العسكرية في درعا ومناطق غرب درعا لتنظيف طول الحدود المشتركة مع الأر دن والأراضي الفلسطينية المحتلة(اسرائيل)من زبالات الأرهاب المعولم. وأكدت المعلومات، الى أن زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الى موسكو، كانت لنقل رسالة أمريكية لكل من موسكو و دمشق بخصوص عملية عسكرية مرتقبة في الجنوب السوري، حيث حمل الصفدي أيمن في حقيبته الدبلوماسية، أوراق إستقالة المعارضين السوريين، ولم يتمكن من الحصول على أي وعود روسية، بل أكثر من ذلك تم إبلاغه إن أي عملية عسكرية للقوات السورية في الجنوب السوري ومناطق غرب درعا، لا تتعارض مع مبدأ جنيف واحد الذي أقر محاربة الإرهاب، ولا مع مبدأ أستانا حيث أن مناطق خفض التصعيد لا تشمل الإرهابيين، و خصوصاً أن ما يسمى معارضة ارهابية معتدلة لم تقم بواجبها في محاربة الإرهاب.

وأضافت المعلومات، بأن موسكو أبلغت الصفدي بأن دمشق غير معنية بتبديل المفاوضين في جنيف أو أستانا، ولا تعتبر هذه الاستقالات تنازلات بالمطلق، لانها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تبديل الوجوه و بقاء الحقيبة و الأجندة الأمريكية، وأن دمشق مستعدة فقط لمفاوضات سورية سورية دون أي تدخل خارجي. وكذلك محاربة الأرهاب ومقاومة الأحتلال الأمريكي البريطاني في الشمال الشرقي لسورية، وأي قوّات عربية يخطط لها بأن تتواجد هناك، سوف يتم سحقها واعتبارها عدوانية ما لم تنسق وتتفق مع حكومة دمشق بالتساوق والتماهي مع حلفاء سورية، من روسي وايراني وحزب الله، شرق نهر الفرات وحيث قاعدة التنف الأمريكية البريطانية والمزركشة بسراويل كردية، بألوان فاقعة مضحكة تثير كل شيء، الاً الجنس بمفهومه الواسع لا الضيق، حيث ثمة علاقة بين اللون والجنس لتحفيز الرغبة الجامحة الشبقة، لدى بعض مكونات الخون، وبالتالي المنطقة مفتوحة على كلّ شيء الاّ الأستقرار. حيث ميليشيا ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية(قسد)تسيطر على مناطق شرق نهر الفرات، والبالغ مساحتها 28 ألف كم أكثر من ثلاثة أضعاف مساحة لبنان بدعم اليانكي والكابوي الأمريكي، وعبر ما يسمى بالتحالف الدولي غير الشرعي الذي تقوده واشنطن(الأردن جزء منه)، تحالف البرغر كينج والماكدونلدز، والذي هو في طريقه نحو التفكك بعد الأنسحابات البلجيكية والنرويجية. وحسب اتفاقيات منع التصادم الروسيّة الأمريكية، تم التفاهم على تقاسم العمل الميدان العسكري، بحيث شرق نهر الفرات لأمريكا، وغرب نهر الفرات لسورية وحلفائها، فعبرت ميليشيا قسد نهر الفرات وسيطرة على الطبقة وسد الطبقة بدعم أمريكي مثير، مقابل عبور القوّات السورية والحليفة والرديفة والصديقة النهر والسيطرة على مدينتي البوكمال والميادين. أمريكا تربط اعادة اعمار سورية بالانتقال السياسي بشرط اصلاحات دستورية محددة، وترسل مجموعات دبلوماسية للعمل بجانب العسكريين الأمريكيين في مناطق شرق نهر الفرات لتأسيس اقليم شرق نهر الفرات كدويلة اسرائيلية جديدة بسروال كردي فاقع اللون، لذا تعمل على زيادة تسليح ميليشيا قسد ورفع عددها من 25 ألف الى 35 ألف عنصر وتدريبها، لتغيير دورها ووظيفتها، لتتحول الى جيش نظامي. كما تعمل على تقوية المجالس المحلية المدنية التي تحكم المناطق المحررة من داعش كما تزعم واشنطن، فكان مجلس الطبقة ومجلس الرقّة ضمن التصور الأمريكي والغربي المستقبلي لهذه المناطق، وتدعوا حلفائها الأغنياء من العرب(السعودي والاماراتي)ومعهم بعض الغربي لاعادة اعمار الرقة عبر التحالف الذي تقوده من جديد، بعد أن آبادة الرقّة عن بكرة أبيها عبر تحالفها غير المشروع، ولغايات التغطية على جرائمها هناك، لتحويلها الى لاس فيغاس الشرق.(تحذيرات روسية متصاعدة للغرب من التعمية والتظليل على ما جرى من حرب ابادة بحق الرقة وشعبها هناك بحجة محاربة داعش – راجع زاخروفا). وتعمل واشنطن على تعزيز الخدمات والبنية التحتية والأفادة من الموارد الطبيعية الموجودة في شرق نهر الفرات، وتتمثل في مصادر النفط والغاز والزراعة والمياه، حيث ميليشيا قوّات قسد كمرتزقة تسيطر على أهم حقول النفط والغاز وأكبر السدود السورية المائية، كما تعمل على تدريب الأجهزة الحكومية والقضائية السورية الكردية. الأمريكي وعبر حلفائه يعمل على توفير حماية حيوية لهذه المناطق شرق نهر الفرات في مواجهة الخطر الأيراني عليها، مع ابقاء القواعد العسكرية هناك، خمس قواعد بعدد 3000 بين جندي وخبير، مع مجموعات دبلوماسية تزيد عن 200 دبلوماسي مخابراتي، وتأسيس غرف عمليات مشتركة مع ميليشيا قسد، كل ذلك لتوفير الأعتراف العسكري والسياسي والدبلوماسي والقضائي لهذه المناطق مع تطويرات لمطار اميلان العسكري، حيث لا مركزية لهذه المناطق مع دمشق والهدف اضعاف المركز في العاصمة. كما تدفع واشنطن باتجاه مشاركة ميليشيا قسد والجسم السياسي لأقليم شرق نهر الفرات في العملية السياسية في جنيف وتحت اشراف المم المتحدة، وهذا ما تعارضه تركيا بعمق، حيث لا تقبل أي مشاركة لقوّات الحماية الكردية وذراعها السياسي حزب الأتحاد الديمقراطي الكردي في أي دور سياسي، والولايات المتحدة بجانب توفير الدعم العسكري والسياسي والدبلوماسي لأقليم شرق نهر الفرات  وسيطرة ميليشيا قسد عليه، تعمل على توفير حماية لأقليم عفرين ومنبج لتحقيق سلّة أهدافها من تأسيس اقليم شرق نهر الفرات، والتي تتموضع في التالي: التأكيد لأيران أنّ واشنطن لن تقبل تسليمها سورية وشرقها، وتحسين الموقف التفاوضي مع دمشق وموسكو حول العملية السياسية الجارية، وتقوية الموقف التفاوضي للكرد كتروتسك صهيوني خوزمتجي مع دمشق بقبول روسي لهذا الأمر، مما يؤشّر على اقامة علاقات تخادم مصالح بين ميليشيا قسد والجيش الأمريكي والجيش الروسي، حيث العلاقات طيبة بين ميليشيا قسد والجيشين الأمريكي والروسي. ما هي طبيعة ونوعية ورائحة الحذاء الروسي المرفوع في الوجه الأمريكي المسوّد؟ هل ثمة مخاض مؤلم وحاد بعمق لولادة(ليست من الخاصرة)لشرق أوسط جديد بسمة روسية خالصة تشاركية مع
آخرين؟

هل نجح الروسي الأقرب الى الشرق منه الى الغرب، في الذي أخفق فيه اليانكي الأمريكي؟ اذا كان هناك ثمة شرق أوسط جديد بسمة ووسم روسي خالص، وأنّ المنطقة دخلت هذا المسار الحديث مع بدايات العام الجديد 2018 م، هل تم تظهيره مثلاً ميدانيّاً؟ وهل هناك أحصنة طروادة روسية كانت تفعل فعلها رأسيّاً وعرضيّاً وبصمت، لأحداث الأختراقات الضرورية لهذا الشرق الأوسط الروسي الجديد وفقاً لعلم المنعكسات Reflexologist ؟ وهل أخضع الأمريكي ومعه حلفائه من الغرب تلك الأحصنة الروسيّة الطرواديّة للمتابعة والمراقبة ثم العرقلة في فعلها وتفاعلاتها في المستهدف من الأهداف الروسية المتصاعدة والمتفاقمة في الأهمية؟ وهل فشلت استراتيجيات الأعاقة الأمريكية في عرقلة واضعاف الفعل الروسي عبر أحصنته المختلفة؟  ومنذ متى تعمل فعلها وتفاعلاتها ومفاعيلها تلك الأحصنة الطرواديّة الروسية؟ هل يمكن اعتبار مثلاً منظومة صواريخ اس 400 الروسية بمثابة حصان طروادة روسي لأختراق تركيا، بعد أن طرقت الأبواب التركية طرقة واحدة فقط، فسال اللعاب التركي المتعدد عسكرياً لها، وبعيداً عن سياقات حلف الناتو؟ وهل ذات منظومة الصواريخ الأس 400 والأس 300 فعلت فعلها في جدار الدولة الأيرانية، بجانب مفاعل بوشهر النووي، ومفاعلات نووية ايرانية أخرى يتم تنفيذها بخبرات روسية؟ وهل يمكن دمج منظومة صواريخ الدفاع الجوي الروسية الأس 400 التي تتحصّل عليها تركيا الآن في منظومات هياكل الناتو العسكرية، باعتبار أنقرة عضو فاعل في هذا الحلف وبمثابة غرفة عمليات متقدمة للغرب في أسيا الوسطى والمجال الحيوي الروسي؟ وهل يتم الآن تظهير الفعل الصيني العسكري في الداخل السوري سرّاً لغايات الفعل العسكري السوري في الرقة لاحقاً وفي شرق نهر الفرات؟ نعم وبكل وضوح، بعد انهاء عصابات داعش في العراق وسورية(صارت تتلوّن بمسميات جديدة بدعم من تحالفات البورغر كينج وثقافات الماكدولدز والكابوي)ظهر التدخل الأمريكي فجّاً طامعاً متحديّاً، ولكنه سيخرج خروجاً كارثيّاً وأعمق من خروجه من لبنان في عام 1983 م، وعبر مقاومته عسكريّاً حتى يصار الى(شلعه شلعاً من جذوره وبالصرماية)، كما يسعى هذا اليانكي الأمريكي ومعه المراهقين الغلمان من البعض العربي، على انفاذ الكيان الصهيوني في جسد المنطقة، مثلما كانت أوسلوا 1993 م بوّابة ذلك بجانب وادي عربة 1994 م وقبلهما كامب ديفيد 1979 م، مع سعي حثيث لهذا التحالف الأمريكي مع بعض غلمان مملكات القلق العربي على الخليج، الى تفجير الأردن من الداخل سياسيّاً وعبر الورقة الأقتصادية وتشابكاتها الديمغرافية، بعد أن قلب الجميع له ظهر المجن، لذا ظهر الملك محارباً في مناورة عسكرية بالذخيرة الحيّة، في رسائل متعددة للجميع، ان لجهة الداخل الأقليمي، وان لجهة الخارج الأقليمي، وليس للملك من سند سوى الجبل! ونقول له: الجبل أيّها الملك، أي ليس لك سوى شعبك، وليس أمريكا وغلمانها في المنطقة، والتحالف مع واشنطن أكثر خطورة من العداء لها يا أبا الحسين، هكذا المعادلات الحسابية والوقائع والمعطيات تنطق وتتحدث، ولنا في ومن التاريخ العبر والأدلة والقرائن. عبر الاستدلال والاستقراء واستنطاق المعطيات والوقائع نرى أنّ خارطة طريق تغيير التوازنات الاستراتيجية الشرق أوسطية وبالتالي الدولية، يبدأ بالضرورة من دمشق، وينتهي بالضرورة في دمشق أيضاً خاصةً في ظلّ حالة من الدفع التاريخي الحاد السائدة في العالم . تحدث المزيد من الخبراء والمحللين الأستراتيجيين الأمميين، عن طبيعة التوازنات الشرق أوسطية الجارية حالياً بفعل الحدث السوري وتداعياته، وفي هذا الخصوص تشير المعطيات الواقعية، إلى أن منطقة الشرق الأوسط قد أصبحت على موعد مع بيئة استراتيجية جديدة ذات أفق دولي عميق، بفعل الجيش العربي السوري، والموقف الروسي المتماسك في جلّ المسألة السورية، والفعل الصيني المساند له، بجانب الدعم الأيراني المستمر(الغرب يحاول العبث بايران ومعه حلفائه عبر لعبة حراك الشارع واسقاطها على منحنيات الطبقة الوسطى الأيرانية الحقيقية، والتي يمكن الرهان عليها لأحداث التغيرات السياسية المطلوبة، ونقول لهم: اذا كان خازوق ما تسمى بالثورة السورية، والتي ما بقي ثور بريّ من البريّة الاّ ولقحها وذاق عسيلتها ثم طلقها، قد استغرق سبع سنوات وأكثر وفشلتم، فانّ خازوق ما تسمى بالثورة الايرانية التي تنشدونها ومعكم عرب روتانا وغلمانها وحلفاؤكم، سيستغرق مائة عام وأكثر وستفشلوا). صحيح واقع ومنطق، أنّ كل نشاط للعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، يخلق سيولة متفجّرة وخطيرة، ففي جلّ الجغرافيا السورية وبشكل خاص في ادلب وشرق نهر الفرات، وفي الرقة وريفها الشمالي والشرقي، وعلى طول الحدود التركية السورية التآمر يعلو ويعلو ويعلو، ومع كل أسف قادة الكرد يعلنون الصهينة كالشمس في رابعة نهار دمشق، وهم في سورية على أرض العرب، بصفاقة سياسية وبوقاحة استيطانية قلّ نظيرها وعزّ مثيلها، محميين بأمريكا، وكذا هو حالهم للكرد في العراق، حيث من قسّم كردستان هم الغرب والأمريكان وليس العرب، وواشنطن تبني واقعاً خطيراً في مواجهة محور المقاومة، وتعمل على تجهيز ثكنة المرتزقة”اسرائيل”الكيان الصهيوني، الطارىء على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة،  ليتحكم بالوطن العربي من الماء الى الماء، عبر عرب روتانا وزحفهم على شفاههم نحو واشنطن الترامبيّة الآن، انّه زمن الزحف، ففي مؤسسات الحكم الجمهوري والمعارضة الديمقراطية في أمريكا تتواجد المحافظيّة الجديدة، بظلالها اليهودية الصهيونية التروتسكية، حيث التروتسك العرب في خدمتها كخادم(خزمتجي) في دواخلهم العربية وساحاتهم. عواميس الداخل السوري من تنظيمات ارهابية، ومن ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية(قسد)، وقوّات النخبة، وما يسمى بجيش الفدرالية لحماية مناطق سيطرة الكرد، هم أدوات للأمريكي في الداخل السوري، ومشاريع ناجحة لأستثمارات عرب روتانا الكاميكازيين الداخلين في حلبة تنافس على الساحة السورية، في من يملك أكثر من ورقة. بوضوح ودون لف ودوران، أكراد سورية بطبعة صهيو – أمريكو جندريّة، فحينما كانت الاشتباكات في عين العرب أصرّ الكرد على تسميتها كوباني، أما الإعلام الغربي فأبرز نساء مقاتلات في عملية استعراضية هوليوديّة، كان ورائها أمر واحد، هو شق المنطقة عن سورية بوسائل عدّة، منها تصنيع دور المرأة كقائدة، وأين في مجتمع قبائلي يزحف على شفتيه إلى واشنطن. وتكرّر الإخراج الهوليوديّ نفسه بتقديم مقاتلة كناطقة باسم قوات سورية الديمقراطية – قسد”بل بشمركة كرد سورية”، ثم تلاها جنرال العدو الأمريكي جوزيف بوتيل، المتسلّل لواذاً الى الشمال السوري الخارج عن سيطرة دمشق، ونحن لا اعتراض لدينا على دور المرأة وتمكينها في مجتمعها، ولكن إن كان موقعها القيادي حقيقي وليس إخراج هوليودي، لكسب الرأي العام الغربي، لتكريس اسرائيل ثالثة جديدة في سورية، وهو ما يشتغل ويعمل عليه اليسار الألماني خاصةً والتروتسك بشكل عام، ولا شك أن النسويات الغربيات سوف يهتفن له كثيراً، وكأنّهن هنّ متحررات!

كل هذا استثمار امبريالي في الكرد كأداة جيدة، لأنّ بها شبق الاستقلال وكره العرب، حتى لو باتجاه العمالة مثلاً. ولا نضع الكرد كلّهم في سلّة واحدة وبوسم واحد، ولكنّ الكثير منهم لا جلّهم، وخاصة القيادات والكوادر، يتفجّرون حقداً وكرهاً على كلّ العرب، مع أنّ من قسّم كردستان ليس العرب، بل الغرب كاستعمار للجميع، الاستعمار قسّم العرب أيضاً ويزيد الآن من تقسيمهم، فيقسّم المقسّم ويجزّىء المجزّء، ويفتّت المفتّت، خدمةّ للكيان الصهيوني ثكنة المرتزقة. لسنا من عراة الفكر عندما نتساءل التساؤل التالي هنا، وعبر هذا القول المحفّز للتفكير على دقة الوصف: من المعروف للجميع أنّ(العاهرة)أي عاهرة، لا تعلن توبتها الاّ بعد أن تلفظها الحياة بتعبيراتها المختلفة، وعبر الكبر والهرم نحو فتاة أخرى تصغرها وأجمل منها، وأكثر أنوثة واثارة بل تفيح بالأنوثة فيسيل اللعاب الذكوري، وأحياناً الأنثوي ان كانت العاهرة سحاقية، في هذه اللحظة التاريخية فقط تعلن توبتها، ومن هنا وعبر الأسقاط على السياسة والعسكرة: هل بعض(العاهرات المخابراتيّة الأمريكية ومخابرات البنتاغون)لم تعلن توبتها، بعد ما فعلته في العراق (المحتل وما زال)في عهد روبرت فورد وأستاذه جون نغروبنتي وقت ادارة السكيّر بوش الأبن في صناعة فرق الموت في السلفادور والعراق وسورية، والآن تقدّم أوراق اعتمادها من جديد لجنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ)عبر تصريحات هنا وهناك، يتبعها فعل هنا وهناك، ليصار لأستدعائها لأنشاء فرق الموت في الداخل الأوكراني والأيراني وفي أسيا الوسطى ومن جديد وبنسخ أعمق من السابقة لضرب العمق الروسي؟، كون ترامب قرر التسخين مع روسيّا، من عقود استخدام اليمين المتطرف في الغرب الأوكراني وممن اكتسبوا مهارات القتال في الداخل السوري من بعض شيشان وبعض شركس وبعض من التتار وبعض عرب، عبر منظومات الجهاد العالمي ازاء الفدرالية الروسية؟ وكونه أيضاً قرّر التسخين مع ايران من جديد من خلال منظمة مجاهدي خلق وجند الله. حيث تعمل الولايات المتحدة الأمريكية الآن وبشكل صريح وواضح بالتعاون مع “اسرائيل” في أوكرانيا بعد ضم القرم، تمثل تجليات عملها العسكري والمخابراتي والسياسي والدبلوماسي، بزيارة سريّة لرئيسة وكالة الأستخبارات الأمريكية الجديدة جينا هاسبل برفقة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون مؤخراً الى كييف، برفقة ضبّاط من الموساد الأسرائيلي ومن أصول روسية وأوكرانية وخبراء من شعبة الأستخبارات العسكرية الأسرائيلية، في خطوة استفزازية لموسكو وحواضن النفوذ الروسي في الداخل الأوكراني الساخن، فقد يظهر التصعيد في مناطق شرق أوكرانيا لاحقاً، مع امتدادات لهذا التصعيد لجهة الجنوب الشرقي لأوكرانيا، وعبر استخدامات لبعض قطاعات الجيش الأوكراني المتحالف مع كارتلات اقتصادية وأمنية ذيلية لواشنطن في كييف ضد المدنيين الموالين للروس في أقاليم شرق أوكرانيا وجنوبها. و”اسرائيل” الكيان الصهيوني، تقوم الآن بدور خطير في أوكرانيا وهو نفس دورها في الحدث الجورجي – الروسي عام 2008 م، ففي الحدث الجورجي الأخير، قامت هذه الدولة الطارئة على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة الشرق الأوسطية والعالم، بدور البروكسي الأمريكي الذي نقل وينقل الدعم والمعونات الأمريكية لنظام الرئيس ساخاشفيلي، حيث تم توقيع اتفاقية تعاون عسكري – أمني بين تل أبيب وتبليسي في حينه، قامت بموجبها جورجيا بتخصيص مطارين عسكريين في جنوب جورجيا لأستخدام القوّات الأسرائيلية، وتوقيعها أيضاً على المزيد من العقود مع الأطراف الأسرائيلية المعنية لجهة تأمين الحصول على المزيد من الأسلحة والعتاد والتدريب العسكري والأمني. والآن وكما أسلفنا تقوم “اسرائيل” بذات الدور في الحدث الأوكراني، فتم توقيع اتفاقيات عسكرية اسرائيلية مع سلطات كييف، وباشراف جارد كوشنير زوج ايفانكا وشركاته، كبير مستشاري الرئيس ترامب، بالتنسيق مع مدير السي أي ايه جينا هاسبيل وجون بولتون وبوجود الخبراء الأسرائليين وضبّاط الموساد المرافقين له، هذا وقد أعدّ قادة كييف قائمة باحتياجات الجيش الأوكراني من الأسلحة والعتاد العسكري، مع وضع مجموعات اليمين المتطرف الأوكراني الموالي للغرب في الغرب الأوكراني تحت تصرف وأوامر محطة الموساد الأسرائيلي في الداخل الأوكراني، وتقول المعلومات أنّ مجتمعات المخابرات الأمريكية والأسرائيلية، تعمل على اعادة خلق وتخليق مجموعات من تنظيم(القاعدة)الأرهابي، عامودها الفقري من مقاتلين من القوقاز من شيشان وتتر وبعض شركس، الذين قاتلوا في سورية وعلى مدار سنوات واكتسبوا مهارات قتالية، وكلنا سمعنا تصريحات روبرت فورد الأخيرة صانع فرق الموت في العراق وفي سورية عندما قال وبكل وقاحة سياسية: على روسيّا أن تكون مستعدة للتعامل مع الشيشان وبعض قرنائهم من التتر والشركس حين العودة الى مناطق عيشهم الأصلية حيث اكتسبوا مهارات كبيرة ومهمة في القتال. نواة الدولة الروسية القومية والوطنية تدرك، أنّ خيار التصعيد في أوكرانيا هو خيار أمريكي اسرائيلي صرف وليس أوروبي بامتياز، لذلك موسكو تمد الجسور مع أوروبا وترسل رسائل عدّة، في حين نجد أمريكا تدفع أوروبا القارة العجوز للتصعيد مع روسيّا عبر الملف الأوكراني، لتبقى القارة الأوروبية تحت دائرة النفوذ الأمريكي ولأبعاد روسيّا عنها، والدولة الأوروبية الوحيدة والتي تحاول حفر قناة مستقله بعيداً عن شقيقاتها الأوروبيات مع الفدرالية الروسية هي: ألمانيا أقوى اقتصاديات الدول الأوروبية وذات العلاقات الأقتصادية(ألمانيا تعتمد بشكل كلي على الغاز الروسي)والأستخبارية مع موسكو، حيث التعاون المخابراتي المشترك والمتساوق في أكثر من ملف دولي واقليمي وفي الشرق الأوسط، وكيف استطاع بوتين بسبب عمق خبرته لألمانيا ومجتمع مخابراتها أن يجعل خطوط التنسيق الأمني الروسي الألماني اتوستراد واسع حيث القواسم المخابراتية المشتركة والمتعددة، وخير مثال على ذلك: التحالف المخابراتي الروسي الألماني مقابل تركيا وأدوارها في أسيا الوسطى والشرق الأوسط وفي الداخل الأوروبي. الغرب وأمريكا يستخدمان أوكرانيا كدميه في اللعب الجيوسياسي مع روسيّا، كما يدفعان سلطات كييف لخوض حرب بالوكالة عنهما ضد روسيّا وأمنها القومي، تماماً كما يفعلان في الحدث السوري عبر دفع الأتراك وبعض مملكات القلق الخليجي وبعض عرب وزومبياتهم الأرهابية لتدمير الدولة الوطنية السورية. وروسيّا تعتبر أوكرانيا – كييف بسلطاتها الجديدة ودول شرق أوروبا الأخرى، بمثابة القاعدة الأمريكية الأسرائيلية المتقدمة في استهداف موسكو من جهة، كما تؤمّن وتحفظ هذه القاعدة الأمريكية الأسرائيلية سيطرة واشنطن على الموارد النفطية الموجودة في منطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى، وهل هو بحر مغلق أم بحيرة؟ كون تحديد وصفه هذا يبين الأساس القانوني البحري، لتقاسم الثروات وحسب مقتضيات القانون البحري الدولي والأتفاقيات بين الدول، ليصار في النهاية لتقسيم الثروات الطبيعية الزاخره في عمقه، وايران طبعاً حاضرة بقوّة بوصفها دولة مطلة على هذا البحر، الذي تفوق جودة نفطه وغازه عن جودة نفط وغاز الخليج في المنطقة العربية. انّ ما يقلق العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، هو قدرة وامكانيات روسيّا الكبيرة، في توفير خيارات استراتيجية بديلة على مجمل قطاعات المجتمع الدولي وقطاعات المجتمعات العربية ومشاكلها مع الآخر، وهذا من شأنه كما يتحدث معظم الخبراء أن يضعف الدور الأمريكي على العالم وفي الشرق الأوسط، بعبارة أخرى وكما أحسب وأعتقد، أن يضعف ويقلّل من الدور الرعوي الديكتاتوري المغلّف بغلاف الديمقراطية والحرية وحقوق الأنسان والحاكمية الرشيدة، لواشنطن على العالم وقلبه الشرق الأوسط، وقلب الأخير سورية بنسقها السياسي ودكتاتورية جغرافيتها. وهذا القدر الروسي المتصاعد من شأنه أيضاً من الزاوية الأميركية، أن يدفع الكثير من الدول والساحات وخاصةً في العالم العربي الى العلاقات القوية والمتينة مع موسكو، وعلى قاعدة التنويع في العلاقات الدولية المتوازنة. وما يقلق الأمريكان كذلك، أي تحالف ألماني روسي، فواشنطن وكما ذكرنا تسعى الى ابعاد أوروبا مجتمعةً عن روسيّا والعكس أيضاً وبأي طريقة، ولهذا الموقف الأمريكي أبعاد استراتيجية مركبة، فنلحظ ونرى ونلمس دفعاً أمريكيّاً لألمانيا للتورط بالحدث الأوكراني سياسيّاً واقتصادياً وأمنياً وعسكرياً، رغم مقاومة ألمانيا لهذا الدفع الأمريكي الجنوني، واجتراحها وحفرها قناة مستقلة مع موسكو بعيداً عن شقيقاتها الأوروبيات. المعطيات والوقائع الجارية تتحدث بعمق، بأنّ نواة الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية(البلدربيرغ)، والمجمّع الصناعي الحربي الأمريكي والحكومة الاتوقراطية فيه، والشركات المتعددة الجنسيات التابعة له كاحدى الأدوات التدخليه في جلّ ساحات المعمورة، ان لجهة القويّة، وان لجهة الضعيفة منها، يستثمرون في تفاصيل الوقت ومنحنياته، عبر رهانت تفاقمات وعقابيل الأستثمار في دم الأيديولوجيا وحروب الوكالة لأنتاج الأرهاب، من خلال الحركات الجهادية السلفية التكفيرية، وتحالف المسيحية الصهيونية، واليهودية الصهيونية، وبعض بعض العرب والمسلمين المتصهينيين معها وستستمر بأثر مستقبلي، الى أن يحدث التفاهم الدولي على جلّ سلال المصالح المشتركة المتعددة.

*كتب: المحامي محمد احمد الروسان*

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

 

Mohd_ahamd2003@yahoo.com