من هنا وهناك

هل وقع النظام التركي – اكرم عبيد

هل وقع النظام التركي في شر أحلامه العثمانية الجديدة القديمة المتخلفة ..؟!

في المعادلات السياسية لا يوجد مستحيل لان مصالح الدول تبقى سيد الموقف واعداء الامس قد يصبحون حلفاء اليوم وفي مقالة سابقة بعنوان النظام التركي نصف استدارة نحو الحكومة الشرعية السورية وقد تصبح استدارة كامله في سياق تفاهمات تركية روسية ايرانية تجسد الاطمئنان السوري للموقف التركي الجديد .

 في هذ المقالة لا بد من وضع النقاط على الحروف وخاصة بعدما اقدم النظام التركي على اختراق الحدود السورية والمساس بالسيادة الوطنية السورية سواء كان بموافقة امريكية او روسية فالأمر بصراحة خطير وخطيرا جدا ولا تفسير لهذا الخرق الفاضح الواضح للقوانين والمواثيق الدولية الا تفسرا واحد هو احتلال لجزء عزيز من الاراضي العربية السورية شمال حلب مهما كانت اهدافه وتبريراته .

وانطلاقا من هذه المعادلة فان النظام التركي غدار ولا احد يأمن جانبه سواء في الداخل التركي او الخارج لان مصالحة فوق مصالح الاخرين وعندما يفشل في تحقيق اهدافه بالقوة يحاول اقتناص الفرص لإشباع رغباته المتعطشة للدماء كما حصل مؤخرا في اختراق الحدود العربية السورية واحتلال جزء عزيز من هذا البلد العربي الاصيل لتحقيق احد اهم اهدافه العثمانية الوهابية التكفيرية الجديدة القديمة بموافقة ومباركة الادارة الامريكية بعد زيارة نائب الرئيس الامريكي لتركيا جوزف بايدن بحجة  مواجهة عصابات داعش الارهابية وفي الحقيقة ان هذه العملية الاجرامية العدوانية التركية تعتبر رسالة مهمة للحلفاء قبل الاعداء وفي مقدمتها رسالة للداخل التركي اولا ثم للنظام الوهابي التكفيري السعودي والقطري والأمريكي بعد جلب اكثر من 5000 ألاف ارهابي من عصابات الجيش الحر ممن يزعمون انهم معارضة معتدلة قبيل انهاء حملة الانتخابات الامريكية وخاصة بعد القلق الامريكي من التقارب التركي الروسي الايراني بعيد الانقلاب العسكري التركي الفاشل والتواطؤ الامريكي مع الانقلابيين ضد الرئيس التركي اردغان والذي تسبب يتوتر شديد بين الحليفين التركي والأمريكي .

ومن جانب اخر يعتبر هذا العدوان رسالة واضحة لروسيا وايران والقيادة السورية هدفها ابتزاز الادارة الامريكية في ظل الحملة الانتخابية بين الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة الامريكية من جهة وإبداء حسن النية تجاه الروس والايرانيين من جهة اخرى وقد اشارت بعض التقارير الصحفية ان النظام التركي قام بهذه العملية العدوانية على سورية بالتنسيق مع الروس والإيرانيين لتحقيق جملة من الاهداف والمصالح المتبادلة بين هذه الاطراف وفي مقدمتها قطع الطريق على الزحف الكردي غرب الفرات وإسقاط الحلم الكردي في اقامة دولة كردية وخاصة بعدما دحرت وحدات الحماية الكردية عصابات الدواعش من مساحات واسعة من الاراضي السورية شرق الفرات وغربة وحررت منبج مما ارعب النظام التركي الذي تحرك على عجل لمواجهة الخطر الكردي الداهم الذي يعتبر تهديدا للأمن القومي التركي .

تعتبر الاستدارة التركية بعد القمة الروسية التركية واللقاءات الايرانية التركية اعتراف واضح وصريح من قبل النظام التركي بفشل مشاريعه ومخططاته الاجرامية في سورية بسبب الصمود الاسطوري لسورية وشركائها في مواجهة الارهاب والارهابين وخاصة بعدما استعاد الجيش العربي السوري وحلفائه زمام المبادرة في الميدان واستعاد مساحات واسعة من الاراضي التي كانت تحت سيطرة داعش وأخواتها من العصابات الوهابية التكفيرية الارهابية  وهذا يعني فشل تركيا وشركائها في تحقيق اهدافهم منذ خمس سنوات ونيف من اعلان الحرب الكونية الاجرامية على سورية وهذا يعتبر اعتراف ضمني بقوة الجيش العربي السوري كقوة قادرة مع شركائها من تحقيق اهم الانتصارات في مواجهة الارهابين من اللاذقية الى سهل الغاب بحماه وتدمر والحسكة وحمص ودرعا الى الريف الدمشقي وحلب وريفها .

وانطلاقا من هذه المعادلة لم تعد مدينة حلب الصامدة من اولويات النظام التركي وخاصة بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في الخامس عشر من شهر تموز الماضي لان الاولوية اصبحت الداخل التركي اولا مما اضعف العصابات الوهابية التكفيرية التي كانت تعتمد على دعم ومساندة وتمويل وتسليح النظام التركي الذي بادر لسحب كل ضباط مخابراته وجنرالاتهم الذين ينسقون بشكل علمي وعملي في الميدان الحلبي مع هذه العصابات الاجرامية .

وفي الحقيقة ان هذه المعادلة فرضت على النظام الطوراني التركي العثماني الجديد التحول الكبير باتجاه الملف السوري واستدارة كاملة وصاغرة نحو القيادة الشرعية السورية للتوافق على تفاهمات برعاية روسية ايرانية وخاصة بعد الاشتباكات التي حصلت بين الجيش العربي السوري وبعض الفصائل الكردية المسلحة في الحسكة التي تسعى في ظل الحرب الكونية المعلنة على سورية إقامة كيان كردي انفصالي يهدد وحدة الاراضي السورية كما يهدد الامن القومي التركي والإيراني في آن معا ومن الطبيعي ان تتوافق الاطراف الثلاثة على رفض هذا المشروع الكردي .

ومن الواضح ان هذه التفاهمات الامنية السورية التركية بالرعاية الروسية الايرانية ستتحول الى تفاهمات سياسية تعتبر صفقة غير مسبوقة في هذه المرحلة قد تؤدي لتراجع النظام التركي عن اطماعه في مدينة حلب وإغلاق الحدود التركية امام العصابات الوهابية التركية ووقف دعم ومساندة وتمويل وتسليح هذه العصابات التي تشكل راس الحربة في موجهة الجيش العربي السوري بالاضافة للتفاهم على لائحة الفصائل التي سيتم تصنيفها ارهابية وفي مقدمتها النصرة مقابل ضرب المشروع الكردي في سورية وعدم السماح لحزب العمال الكردستاني وغيره من الفصائل الكردية المسلحة من استخدام الاراضي السورية كقاعدة انطلاق لتهديد الامن القومي التركي بالاضافة لوقف سورية دعم فصيلين كرديين في منطقة عفرين وعين عرب .

وفي الحقيقة اشارت بعض المصادر الصحفية الروسية والغربية ان هذه التفاهمات توجت بتفاهمات امريكية روسية بعد لقاء وزيري خارجية البلدين على هامش اجتماع دول جنوب شرق اسيا في لاوس التي

اترك تعليقاً