عربي وعالمي

وادي عربة والتعاون مع (إسرائيل) وجبهة النصرة – علي حتر – الأردن‎

 

سأل بعض الرفاق عن مسألة التعاون مع جبهة النصرة و(إسرائيل) في معاهدة وادي عربة.

أجيب عبى الرفيق السائل، أنه لا بد من التأكيد في البداية على عدة نقاط تقود إلى فهم المسائل كلها.

–       معركتنا في المنطقة لم تبدأ على الأرض قبل سنة أو أربع سنوات، بل بدأت عام 1907، حين قررت الدول الاستعمارية في وثيقة بانرمان كامبل، تمزيق المنطقة بزرع كيان عميل في وسطها، منها وفيها، يعني دوده من عوده، أو غريب، لمنعها من التطورى  ، وللعلم لم تكن المنظمة الصهيونية مجتمعة في مؤتمرهم..

–       كانت سورية والعراق ومصر، هي الهدف المقصود..

–       وهؤلاء يخططون بشكل استراتيجي لقرون وربما لما بعد الزمن..

–       سمعت المنظمة الصهيونية بالقرار وعرضت نفسها لتكون الجسم الغريب لأنها كانت تبحث عن مكان تنشئ فيه كيانا أو دولة يهودية (لاحظ كلمة يهودية كما ورد في إعلان الاستقلال 1948)

–       لم تكن سورية في ذلك التاريخ مقسمة إلى سوريين ولبنانيين وأردنيين وفلسطينيين، وحتى اليهود كانوا يعرفون الأردن جزءا من الوطن القومي اليهودي وجزءا من فلسطين التي طلبوا أن تُخصص لهم.

–       بعد ذلك كان وعد بلفور

–       ثم كان الكيان الأردني الوظيفي

–       في ذلك الوقت.. كانت معاهدة وكامب عربة وكامب ديفيد، أي قبل قرن من تاريخ توقيعهما الرسمي الذي نقرأه على تواقيع الموقعين، الذين كانوا نُطفا في أرحام أمهاتهم، يتشوقون للولادة والتوقيع على ما وافق عليه أجدادهم.

–       تلك كانت بداية الصراع، وكانت مع سورية.. التي يسميها الفرنسيون “المشرق، حيث تشرق الشمس” وفي لغتهم “ليفانت LEVANT”

–       ولديهم قول إن كل شيء يبدأ من سورية LEVANT

–       عام 1939 قدمت فرنسا لواء الإسكندرون هدية لتركيا لتضمن وقوفها مع الحلفاء..

–       مساحة اللواء 4800 كيلومتر مربع، وبذلك يعطي الغرب ما لا يملك لمن لا يستحق، تماما كما فعل بفلسطين..!!

–        عام 1948 أُعلنوا الدولة اليهودية.. إعلان الاستقلال يقول “الدولة اليهودية”، ولا يقول الدولة الصهيونية، أو غير ذلك.. ولهذا مفاهيم متعددة تنعكس على معاهدة وادي عربة، وعلى داعش وجبهة النصرة وغيرهما من “ثوار سورية” الأدوات المكملة للأهداف التي قررت عام 1907، وأولها تمزيق سورية.

–       وكان جدي وجدك وجد كل من سيقرأ هذا، سوريين.. حتى الذين يدعون للأردن أولا، ولبنان أولا، ومن يقولون ما حك ظهرك مثل ظفرك..

–       جدي أنا شخصيا، وكان فحيصيا يسكن في القدس، مات فيها عام 1936، قرب باب العامود، بقنبلة ولم يكن يقاتل ولم يكن فدائيا‘ حين كان الناس يتنقلون في بلادهم الواحدة بحرية، (هذه معلومة عابرة ليست من النص).

–       اليهود جاؤوا إلى منطقتنا لإنشاء دولة يهودية.. دولة يهودية وأعلنوها في ظل ضعفنا وتعاون حكامنا العرب معهم.. كل حكامنا في ذلك الوقت..

–       لم يكن اليهود قادرين عمليا على تمزيق سورية الأم، بعد اقتطاع شرق الأردن ولبنان منها، وتأملوا أن تتعاون معهم.. وأجلوا التمزيق حتى تحين الفرصة.. اليوم، لأنهم ملتزمون عام 1907، بخدمة الدول الاستعمارية.. حسب وثيقة بانرمان كامبل

–       ونمت الشخصيات المشوهة التي وُلدت من أرحام مُشوهة، وابتدأت تدافع عن القواعد الوظيفية المقتطعة في لبنان وشرق نهر الأردن (الذي حولته اليهود إلى مياه آسنة وأخذوا مياهه العذبة) بموافقة وقول وصمت دعاة “الأردن أولا”.

–       هذه الشخوص القابلة للتمزيق، وبالتالي القابلة عمليا لنشوء الدولة اليهودية على الأرض السورية، مرحليا، على الجزء المُسمّى فلسطين، راحت تقتطع من تاريخ سورية وتلصقه على عناوينها، وتسمي حتى أبطال تاريخ مناطقها، بأبطال الأردن وأبطال لبنان.. وهم كانوا أبطالا أيم لم بكن هناك دول بهذه الأسماء، بل أيام كانوا من سورية..!

–       وتوسعت الدولة اليهودية (هدف الإنشاء والصراع) عام 1967.

–       واشتعلت المقاومة لرفضها..

–       وكانوا يتوقعون ذلك.

–       في 1907 قالوا “لا بد من تمزيق المنطقة” وتوقعوا أن يرفض شعب المنطقة

–       واليوم أدركوا أن تمزيق المنطقة الجغرافي لا يكفي، لا بد من تمزيق الشعب في المنطقة.. والشعب مهيأ لذلك، بدعاة الأردن أولا ولبنان أولا.. وبالطوائف والمذاهب والأديان والعقائد.. فكان أيلول وصبرا وشلتيلا وداعش وجبهة النصرة والجيش الحر.. وعليك أن تلاحظ، أنه ما من من هذه الأدوات يقاتل الدولة اليهودية.. حتى عندما اعتدت على المسجد الأقصى.. بالمستوطنون بقتحمون وحكومتهم تتعهد بالحفاظ على حقوق المسلمين الدينية، مع تهجير المسيحيين للاسفراد بالمسلمبن لاحقا.. وقهرهم حسب 1907

–       وكان لا بد من توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة..

–       النصوص غير مهمة في الصراع مع التوراتيين التلموديين الذين يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار..

–       رغم أن هذه النصوص، وبشكل استباقي لاحتمال ولادة حركات (يسمونها إرهابية)، وضعوا نصوصا، تقبل التفسير الذي يحمي جبهة النصرة وداعش والجيش الحر.. بل حتى يمكن أن تُفسر أنها تلغي نصوص القرآن.. وهي النصوص التي تفرض مقاومة الإرهابيين والتطبيع مع الدولة اليهودية (مع الحكومة لا المستوطنين لأنهم يتعالون عن التطبيع مع العرب والمسلمين والمسحسسن والدروز والأكراد إلخ.. (الغوييم) الذين خلقهم الله فقط لخدمة اليهود كما يؤمن شعب الله المختار)

–       هذه النصوص القابلة للتفسير ومنها ما يتعلق بالتنسيق الأمني الذي يسمح لليهود بالمشاركة ومراقبة أي تحقيق مع عربي يرفضها، حتى في الدول الموقعة للمعاهدات، هي التي تجيب على السؤال المتعلق بجبهة النصرة وإسرائيل التي تعالج جرحى جبهة النصرة.

–       سورية هدفهم..

–       ونحن سوريون رغم أنوفهم.. وفلسطين والأردن هما جنوب بلاد الشام.. ولبنان غرب بلاد الشام..

–       وسنبقى ونقاتلهم..

–       ذلك هو الصراع الرئيس.. والتفاصيل ليست هي ما يُقرر المواقف..

اترك تعليقاً