عربي وعالمي

وعد بلفور أفظع جريمة في التاريخ – فؤاد شريدي

 

 

  في الثاني من تشرين  الثاني من عام ٢٠١٧ جلست وحيدا مع نفسي وقد استيقظت في قلبي  ملاين الجراح  .. جراح لم تندمل  ولم تلتئم .. وهي ما زالت تنزف حتى هذه اللحظة.. هذه الجراح التي فتحتها خنلجر الغدر البريطاني .. في قلب امتي وأهلي في فلسطين .. يوم اصدر وزير خارجيتها جيمس آرثر بلفور وعده المشؤوم  باعطاء فلسطين لتكون وطنا لليهود  في الثاني من تشرين الثاني عام ١٩١٦

 

 

  الحكومة البريطانية ارتكبت جريمة تفوق الوصف  .. لم يحصل مثلها في التاريخ ..

ليس من المعقول ان الحكومة البريطانية  لا تدرك ان فلسطين موجودة وشعبها  موجود قبل وجود اليهودية كدين .. هذه الحقيقة التاريخية لا يجهلها بلفور  ولا حكومته .. فبأي حق واي عدل تُسر ق وتصادر ارض فلسطين لتصبح وطنا لشعب غير شعبها

 

 

   وبعد مرور مئة عام على هذه الجريمة المروعة .. كنا نتوقع ان تعود الروح الى ضمي البريطانيين ليعتذروا عن جريمتهم للشعب الفلسطيني .. ولكن يبدو انهم لم يخرجوا بعد من دهاليز حقدهم وغطرستهم وجبروتهم الاستعماري المقيت .. لتطل علينا رئيسة حكومة بريطانيا الحالية تيريزا ماي  لتقول ( اننا نشعر بالفخر بالدور الحيوي الذي لعبناه في اقامة دولة اسرائيل  ونحن بالتأكيد نحتفل بهذه الذكرى المئوية بفخر )

 

 اليس فظيعا ان تفاخر رئيسة الحكومة البريطانية بهذا العار وهذه الجريمة  ؟؟؟

تيريزا ماي تعلم علم اليقين ان سكان فلسطين لم يهبطوا من القمر ولا من زحل ولا من المريخ ولا من اى كوكب فضائي هم اصحاب التي سكنوها منذ بدأت الحياة على كوكبنا الارضي

عندما اصدر جيمس آرثر بلفور  وعده المشؤوم .. ووعد اليهود باقامة وطن لهم في فلسطين  هو ايضا يعلم ان هذه الفلسطين هي الوطن الشرعي والحقوقي لشعبها الفلسطيني … فهل يوجد في التاريخ الانساني جريمة ابشع وافظع منها ..

 

   الحكومة البريطانية تدرك ان وعد بلفور الذي ينص على اعطاء فلسطين  لتكون وطنا لليهود … ان وعدهم باطل .. وسيظل هذا الوعد لوثة عار على جبين الحكومة البريطانية وكل الحكومات التي تعاقبت على كرسي الحكم  في بريطانية .. ان مياه المحيطات والبحار لا تكفي لغسل هذا العار عن جبينهم

 

نحن نقول الحكومة البريطانية بشخص وزير خارجيتها جيمس آرثر بلفور  والحكومات التي توالت على حكم بريطانيا هم المسؤولون عن هذه الجريمة  المروعة  وهذا الوعد الجائر لان في بريطانيا يوجد من يشعر بالخزي والعار من هذا الوعد  وهذه الجريمة  ونقول على سبيل المثال لا الحصر  النائب البريطاني جورج غالوي الذي يساند ويدعم الشعب الفلسطيني وحقه في فلسطين .

ان من حق الشعب الفلسطيني ان يسأل  باي حق  انتزعتم فلسطين من شعبها لتحولوها الى وطن لليهود .. والفلسطينيون يملكونها  ويسكنونها قبل ظهور الديانة اليهودية .. هذه الحقيقة التاريخية يدركها ويعرفها جميع الذين تعاقبوا على حكم بريطانية.. وهم لا يجهلون قصة نبيهم موسى .. عندما قال لهم ادخلوا ارض فلسطين  فقالوا له لن ندخلها ان فيها قوم جبارين ..  الفلسطينيون الكنعانيون  هم اصحاب الارض وسكان  قبل ظهور الديانة اليهودية .. فبأي حق فلسطين تهود وشعبها يشرد ..

 

  الشعب الفلسطيني من حقه ان يقول لكم .. كيف تفاخرون بغدركم وبجريمتكم التي ارتكبتموها  بحقنا .. وأي شرف وأي شرف تدعون ..

 

  وسيظل وعد بلفور جريمة بريطانية بحق الشعب الفلسطيني …

 

   في الذكرى المئوية لهذا الوعد المشؤوم  نقول للحركة الصهيونية ولليهود  ان احتلالكم لفسطين لا ولن يدوم  ما دامت الاجنة في ارحام النساء الفلسطينيات  يستعجلن الولادة ليمشوا بفرح الى الشهادة من اجل فلسطين ..

 

  وسيظل وعد بلفور افظع جريمة في التاريخ

 

 

سدني ـ استراليا                       فؤاد شريدي

١٠ـ ١١ ـ ٢٠١٧