من هنا وهناك

وقفات على مفارق التواصل وخلط الحابل بالنابل! – سعيد نفاع

 

 

الأولى… مع المعارضة السوريّة  

نشرت مواقع المعارضة السوريّة صورة قديمة للمُوقّع أدناه برفقة الشيخ حمود الحنّاوي أحد شيوخ العقل في جبل العرب، وأرفقتها بالتعليق الآتي اقتباسا: ” اللعبة الطائفيّة التي تريدها المصلحة المشتركة للنظام وإسرائيل… لو يخبرنا سعيد نفّاع كيف سمحت حكومة اليمين الإسرائيلي له بالذّهاب إلى سوريّة على رأس وفد طائفيّ رغم ادعائه رفض المسلكيات الطائفيّة. وهو الخارج من السجن بملف أمنيّ ثقيل؟؟؟؟!!!!! شاهت الوجوه!”

وتضيف هذه المواقع اقتباسا:

“سؤال برسم شبيحة النّظام الممانع في الجولان وفلسطين: كيف يسمح ليبرمان ونتانياهو لوفد من دروز (إسرائيل) برئاسة سعيد نفّاع للذهاب لسوريا اليوم، وهو الخارج من السّجن بسبب زيارة سابقة لسوريا… إن ما تقوم به إسرائيل من خلال هذه الوجوه المشبوهة وبموافقة النظام الساقط أكثر خطورة ممّا تقوم به من قصف متكرّر للأراضي السوريّة بذات الوقت… إشعال نيران طائفيّة لا تبقي ولا تذر…! شاهت وجوه الزّائرين والمستقبلين…!”

الثانية… ومع التلقّي.

والله مش عارفين من أين نتلقّاها من المعارضة والّا من “رئاسة الوفد” وبعض الصعاليك، والّا من “أصدقاء!” سوريّة في لبنان، وهؤلاء أيضا “دابكين” فينا لأننا محرّضين على الوفد، وطلعنا “رائسينُه” وما معنى خبر؟!

الثالثة… ومع اللّوم ودم أهل السويداء وعقارب.

لومنا ليس على الوفد ولا ما يُسمّى “لجنة التواصل الدّرزية عرب ال-48” المنظِّمة للوفد، ولا حتّى على المعارضة. لومنا على القيادات السوريّة عامة وفي جبل العرب خاصّة التي قبلت مثل هذه الزّيارة بشخوصها وتوقيتها، فدم أهل السويداء ليس أكثر احمررا من دم أهل عقارب ولا دم أهل اليرموك. رغم إننا في الحركة الوطنيّة للتواصل الرّاعي الشرعيّ والأب والأم للمشروع، ومن منطلق الحقّ المبدأي للفرد بالتواصل استنكرنا منع الشيخ علي معدّي من السّفر، استنكار يصعب على “الصعاليك” فهم معانيه.

الرّابعة… ومع وضع النّقاط على الحروف.

لم نكن ننوي الكتابة في الموضوع خصوصا وأن “الوفد” بعدُ لم يعد ولا نعرف كيف ستتصرّف معه إسرائيل، ولكن وبما أن “الحابل اختلط في النابل”، فنحن في الحركة الوطنيّة للتواصل (لجنة التواصل الوطنيّة وميثاق المعروفيّين) أدرى من هم ال-54 شخصا أعضاء الوفد وما يمثّلون. هم أناس بغالبيّتهم من بسطاء النّاس وجدوها فرصة للاطمئنان على أهاليهم. وبغضّ النظر عن ذلك، فهؤلاء ومن نظّمهم ورتّب لهم من لبنان، لا يمثلون المشروع التواصليّ. وتكفي الإشارة هنا لمن يريد أن يعرف وألّا يحرف، أنّ من أصل 16 (ستّة عشر) شيخا والتي كانت قدّمتهم إسرائيل للمحاكمة اثنان (2) فقط انشقّا وشكّلا هذه اللجنة منظِّمة الوفد، والتي لاقت في لبنان من يتبنّاها لحسابات طائفيّة ضيّقة، ودون أن تفقه شيئا عن الساحة الوطنيّة عندنا.      

 

الخامسة… ومع التواصل مثلما نفهمه وباختصار.

التواصل كمشروع بشكل عام ومع سوريّة بشكل خاص، ليس بالزيارات السياحيّة ومهما اختلفت مسميّاتها، ولا بالزّيارات الطائفيّة لتعزيز مراكز طائفيّة لهذا “الشيخ” أو ذاك “الزّعيم” ومهما حملت من شعارات. التواصل هو التواصل الميدانيّ بالكلمة والموقف على ساحات فلسطين في قراها وشوارعها وفي عزّ الأزمة حين كانت “السكاكين” مسلولة مغموسة بالسّم ضد كل ما هو سوريّ، والتي قادتها اللجنة الشعبيّة وروّادها ومن كلّ أبناء شعبنا، وبغياب مثل هؤلاء. التواصل مع سوريّة هو في التصدّي بالكلمة والموقف لكل المخطّطات التي سعت لدقّ الأسافين بين أبناء الشعب السوريّ ومكوّناته، تحت شعارات و”مساعدات” مذهبيّة وطائفيّة، وبكلام ما هو إلا كقول عليّ بن أبي طالب (ر) غداة التحكيم: “كلام حقّ يُراد به باطل”.   

سعيد نفّاع

الأمين العام للحركة الوطنيّة للتواصل

أوائل أيلول 2018