وقفة عز

يوم اعتقلت سلطة اوسلو احمد سعدات ورفاقه

بقلم نضال حمد مدير موقع الصفصاف

في الخامس عشر من يناير / كانون الثاني /2002، أقدم جهاز المخابرات الفلسطينية برئاسة المدعو توفيق الطيراوي – عضو اللجنة المركزية لحركة فتح – وبقرار شخصي من الرئيس الراحل ياسر عرفات على اختطاف القائد الوطني الفلسطيني الرفيق أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورفاقه، وإيداعهم سجن المقاطعة في رام الله.

الاجراء الرئاسي الفلسطيني جاء خضوعاً للأوامر الأمريكية وتحت التهديدات الصهيونية وللتأكيد على التزام السلطة بمهمتها الأمنية، وكذلك جاء في سياق التعاون والتنسيق الأمني بين الجانبين.

 كانت جريمة الاعتقال بمثابة مكافأة لسعدات ورفاقه على العمل البطولي الذي لم يتكرر في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني، وهو اغتيالهم لأحد أبرز رموز الترانسفير والعنصرية والفاشية الصهيوينة الوزير رحبعام زئيفي، وذلك في اكتوبر 2001 رداً على جريمة اغتيال الأمين العام للجبهة الشهيد أبو علي مصطفى.

كانت السلطة الفلسطينية على ألسنة رئيسها وكل رموزها أدانت اغتيال زئيفي ودعت (إسرائيل) إلى وقف سياسة قتل النشطاء الفلسطينيين التي تنتهجها.

وقال وزير الثقافة والإعلام الفلسطيني آنذاك المدعو ياسر عبد ربه “نأسف لعملية الاغتيال هذه ونرفض كل أشكال الاغتيال السياسي”. ودعا عبد ربه إلى وضع حد “لدائرة القتل المفزعة وإن كان زئيفي اتخذ مواقف وسياسات معادية لشعبنا، لكننا لانزال نعتقد أن الاغتيال السياسي ليس هو الرد“.

أما نبيل عمرو وزير الشؤون البرلمانية الفلسطيني في ذلك الوقت نفى اتهامات شارون لعرفات بالمسؤولية عن اغتيال الوزير (الإسرائيلي) وقال إن الفلسطينيين ملتزمون بالهدنة. وأضاف نبيل عمرو أن الفلسطينيين غير مسؤولين عن عملية الاغتيال وأنهم سيبذلون قصارى جهدهم لتنفيذ التزاماتهم بالهدنة

بدوره استنكر رئيس السلطة ياسر عرفات هاذا العمل وتوعد أن يعتقل المسؤوليين عن الاغتيال ودعى (إسرائيل) للكف عن سياسة الاغتيالات التي تطال النشطاء السياسيين الفلسطينيين.

وسرعان ما نفذ عرفات ما قاله إذ أمر باعتقال المسؤولين عن اغتيال زئيفي. وما أكد ذلك يومها كان اعلان مصدر أمني فلسطيني أن عرفات أصدر تعليماته لكل أجهزة الأمن الفلسطينية للبحث عن المجموعة التي نفذت الاغتيال واعتقالهم. كما أمر عرفات أجهزة الأمن بملاحقة كل من ينتهك وقف إطلاق النار.

هذا الكلام للسلطة وقادتها وهي تدين نفسها بنفسها لذا لسنا بحاجة لدعاية واعلانات ضد السلطة ولا ضد ياسرعرفات شخصياً، فالأخير هو أب وأم اتفاقية أوسلو وما نتج عنها وعن سلامها، وكان لا يمكن لأوسلو أن ترى النور بدون موافقة عرفات ومشاركته شخصيا في كل شيء من طقطق حتى السلام عليكم، كما يقول مثلنا الشعبي. كما أن ما نورده عن السلطة ليس من باب التحريض عليها فيكفيها ما هي فيه من تشرذم ومذلة وفساد وانحدار وسقوط في الهاوية. وهي فاسدة وفاشلة ومبتذلة ومنحطة ومستسلمة وقذرة لحد انها توفر علينا كثيرا اثناء الكتابة عنها وعن رموزها..

الرئيس الراحل ياسر عرفات استنكر جميع العمليات الاستشهادية واتهم منفذي بعضها ومنها عملية اغتيال زئيفي بالعمل لصالح جهاز الشاباك الصهيوني. وهذا كلام لا يليق بقائد ثورة وحركة تحرر ورئيس فلسطين، لأن صاحب قرار تنفيذ العملية هو الرفيق أحمد سعدات، الذي تعرفه كل فلسطين مناضلا ثوريا ووطنيا صلبا وعفيفا وزاهدا يتشرف به الشرفا .. وهو قائد فصيل وطني كبير وأساسي في منظمة التحرير الفلسطينية. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جبهة حكيم الثورة وضمير فلسطين، والجبهة تعتبر ثاني اكبر تنظيم بعد فتح عرفات في المنظمة ولها تاريخ وطني عظيم ومشرف. وكثيرين منا يلومونها لأنها لم تتخذ موقفا قويا من قيادة المنظمة و السلطة وفتح منذ ذلك الوقت أي يوم 15-01-2002 وهو يوم قامت اجهزة اوسلو المنسقة أمنيا مع الصهاينة باعتقال سعدات ورفاقه.

 ماقام ويقوم به ابو مازن من استنكار وادانة للعمليات الفدائية ليس جديدا لأنه مطلب أوسلوي والسلطة ملتزمة به من أيام عرفات وتؤكده بالتنسيق الأمني المقدس في ايام عباس. فيما أيام عرفات وصلت تصريحاته الى حد أنه اتهم منفذيها بالارتباط مع الاحتلال، كما عملية اغتيال زئيفي، وبيت ليد وبئر السبع المزدوجة . وهذه التصريحات لعرفات تعتبر مخزية وكذب وافتراء على أبطال شعبنا الذين اعدموا زئيفي..

في الختام وفي هذا اليوم حيث دورة المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله وبمشاركة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ألم يحن وقت اعادة الجبهة التفكير في مسارها ووجودها في اطار منظمة لم يعد منها سوى الاسم ومؤسسات تستخدم لتمرير سياسة عباس المعادية لمصلخة الشعب العربي الفلسطيني. فالسلطة يا رفاقنا في الجبهة حـقـقت مقولة ناجي العلي : ” ما هو المدهش في الأمر …عندما يتخلى المرء عن كونه فلسطينيـًا فيجب أن نتوقع منه كل شيء ..!! ” .

 

نضال حمد 14-01-2018 كرك

مدير موقع الصفصاف