الأرشيفوقفة عز

يوم تخلت قيادة (م ت ف) عن فلسطين للصهاينة

يوم تخلت قيادة م ت ف عن فلسطين للصهاينة

١٣ أيلول ١٩٩٣ يوم أسود في التاريخ الفلسطيني الحديث

لماذا؟

لأنه اليوم الذي اعترفت فيه لأول مرة منذ احتلال فلسطين سنة ١٩٤٨ قيادة فلسطينية بحق الكيان الصهيوني في الوجود على أرض فلسطين المحتلة.

تنازلت وتخلت تلك القيادة عن 78 % من أرض فلسطين ووقعت اتفاقية سلام مع محتليها الصهاينة. كل ذلك جرى بدون أخذ رأي الشعب الفلسطيني ولا استشارته.

تركت تلك القيادة التي أثبتت فشلها خلال المفاوضات في كل القضايا المصيرية والأساسية مثل الدولة والحدود والقدس والأسرى واللاجئين.. الخ، تركتها عالقة ولازالت بعد أكثر من ربع قرن عالقة.

جاء في نص الاتفاق “اعلان المبادئ” : ( إن هذه المفاوضات سوف تغطي القضايا المتبقية، بما فيها القدس، اللاجئون، المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين).

مازالت كل هذه القضايا عالقة لأن (اسرائيل) أخذت أهم ما أرادت أن تحصل عليه من خلال توقيع الاتفاقية مع الفلسطينيين يوم ١٣ أيلول ١٩٩٣. وهو الاعتراف بوجودها وقبول الفلسطينيين التخلي للصهاينة المجرمين، المحتلين والمنافقين عن وطنهم فلسطين كي يمون وطناً يهودياً “اسرائيليا” صهيونياً صافياً لليهود الصهاينة المحتلين.

(اسرائيل) لم تلتزم بالاتفاقيات ولم تنفذها ولن تنفذها. بل قامت بتهويد واستيطان للأرض الفلسطينية وبناء المستوطنات ولم تعترف حتى بما وقعت عليه في اوسلو وواشنطن وغيرها من الاتفاقيات.

محميات الخليج هذه الأيام تتصدر مشهد الخيانة اليومي مستشهدة بصلح أوسلو بين الفلسطينيين والصهاينة. أثار هذه الاتفاقيات غضب السلطة الفلسطينية التي رفعت من سقف تصريحاتها ضدهم. لكنها هي نفسها كانت عراب التطبيع خلال ربع قرن من التنسيق الأمني والتفاوض مع الصهاينة المحتلين، وتقديم التنازلات بالجملة. وكان أركانها يرافقون الوفود الخليجية والعربية والاسلامية المطبعة في القدس المحتلة وغيرها. وكانوا ولازالوا جسراً للتطبيع بالرغم من كل ما يقولونه ويدعونه ويصرحون به. و(إلي مش مصدق يسأل جبريل الرجوب والهباش)…

اليوم ذكرى توقيع اتفاقية أوسلو الخيانية وبداية الخيانة الرسمية الفلسطينية التي بدأت من أوسلو ثم وقعت رمسيا وبرعاية أمريكية في واشنطن وبحضور رعاة المستسلمين الفلسطينيين من العرب، الرئيس المصري حسني مبارك وملك الأردن الحسين بن عبدالله.

منذ أن وافقت القيادة الفلسطينية بشخص ياسر عرفات ومعاونه ثم خليفته محمود عباس التخلي عن ٧٨٪؜ من أرض فلسطين للصهاينة.

ومنذ اعترفت بشرعية الاحتلال الصهيوني وبالرواية الصهيونية الكاذبة حول حق (اسرائيل) في فلسطين المحتلة.

ومنذ قامت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والفصيل الرئيسي فيها حركة فتح ومن رافقوا عرفات من بقية الفصائل الفلسطينية التي استظلت تحت عباءته، باغتصاب القرار الوطني والشعبي الفلسطيني عبر توقيعهم اتفاق سلام في اوسلو اعتبره كثيرون من الفلسطينيين خيانة.

خرقت تلك القيادة بشكل واضح وفاضح الميثاق الوطني الفلسطيني، الذي يؤكد عدم شرعية الاحتلال الصهيوني وعدم جواز وشرعية التفاوض معه أو الاعتراف به. وعلى الحق الفلسطيني المقدس في المقاومة المسلحة لأجل تحرير فلسطين. هذه البنود في الميثاق كلها شطبت فيما بعد لأنها كانت شرطاً صهيونيا لتوقيع الاتفاقية مع الطرف الفلسطيني.

في مثل هذا اليوم الأسود ١٣ ايلول 1993 وقعت الاتفاقية بين الطرفين برعاية ودعاية امريكية في واشنطن. لكن واشنطن وترامب بعد أيام سوف يستضيفون ويرعون  اتفاقيات خيانية جديدة بين الامارات والبحرين و(اسرائيل).

الولايات المتحدة الأمريكية يبدو تأسست وولدت من أجل بقاء الكيان الصهيوني شبيهها، فهو مسخ ولقيط مثلها تماماً. ومن أجل العمل على فناء وابادة شعب فلسطين.

 نضال حمد

13-09-2020