وقفة عز

هنريك ابسن

لازال المقعد في المقهى،
ومازالت الطاولة
على الرصيف.
في المقهى الأكثر عراقة
جلس النرويجي الكبير،
هنريك إبسن،
ليطوع المسرح لكلماته.
على الكرسي جلس
يرقب حركة الناس…
فوق الطاولة
ومع فنجان القهوة
مدد أوراقه البيضاء
ليصنع منها قوس قزح ..
هناك حضرته كاتالينا،
وبجرأة يراع المتحدي
شيّد بيت الدمية،
لتطل من شباكه نورا،
كأنها العصفورة.
نورا لها قرارها
ولها شخصيتها
ولها حضورها
وترفض ان تكون مجرد صورة…
ولا تقبل بالتردي …
وتأبى أن تبقى مغدورة ..
نورا امرأة متمردة
وليست مجرد صورة.
نورا من أعمدة المجتمع
نورا ليست شبحا
نورا لم تكن عدوة الشعب ..
لأنها كانت صورة المجتمع.
لازال رصيف المقهى الاوسلوي
يشهد لأبسن بهاء الحضور.
ويتوق ليراعه المجروح…
لازال المقهى يحفظ الطاولة
والكرسي،
بانتظار عودة الروح.
من يوميات المنفى الأوروبي – أوسلو سنة 2000*
نضال حمد
** هنريك ابسن احد اعظم كتاب المسرح في النرويج وفي العالم.