أتذكر صمود الشرفاء وفرار الجبناء ..
في ذكرى غزو لبنان يونيو – حزيران 1982..
أتذكر صمود الشرفاء وفرار الجبناء ..
أتذكر من سقطوا على الدرب وأياديهم ممسكة بالسلاح.
ودماءهم تحكي من خلف الجراح… وحناجرهم تصدح بحي على الكفاح.
أتذكر رفاقي واخوتي واصحابي ورفيقاتي وصديقاتي وأخواتي ..وكل الذين صمدوا وصبروا وقاوموا ولم يستسلموا ..
أتذكر المخيم “عين الحلوة” وأبطاله وشبابه وبناته وتضحياته وتمريغه أنف جيش الاحتلال بالوحل ..
مخيمنا لم يكن وحيداً فقد قاتلت، قتال البواسل كل المخيمات وبعض المواقع مثل قلعة الشقيف والدامور وخلدة وقبرشمون وبحمدون وغيرها. ثم صمدت بيروت الغربية 88 يوماً من الحصار والمعارك.
بعد ذلك رحلت منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان لتنته في أوسلوستان.
وفي أعقاب الرحيل حصلت مذبحة صبرا وشاتيلا في أيلول – سبتمبر 1982. وبقيت مجزرة المخيمين واحدة من أبشع المجازر في العصر الحديث الى أن جاءت مذابح الابادة والتصفية في غزة بعد ملحمة 7 أكتوبر 2023.
فتحية لغزة العزة والبسالة والصبر والفخر والصمود في زمن الموت السريري لأمة العرب … وانحياز غالبية حكومات العالم وأنظمة العار بشكل سافر الى جانب العدو الأكثر وحشية في الزمن الحالي.
تحية للمخيمات في لبنان وسوريا والأردن وفي فلسطين المحتلة، التي لازالت عنوانا للعودة والمقاومة والتحرير ..
تحية للجرحى وللشهداء وللمناضلين المنسيين الأموات منهم والأحياء، فهم تاج رؤوسنا وسادتنا وعزتنا وقدوتنا.
تحية للمخيمات وتضحياتها الجمة منذ النكبة والنكسة مروراً بكل تواريخ المعركة مع معسكر الأعداء. فقد ضحت بكل شيء لأجل فلسطين الكاملة والعودة والنصر والتحرير وليس لأجل من سطوا على المنظمة والقرار والتمثيل. فهؤلاء أعداء لسلاح المخيمات المشرف والذي عنوانه تحرير فلسطين. أما سلاحهم الذي ساهم مع غيره من الأسلحة المنحرفة في تدمير المخيمات، فليسلموه ويفعلوا به ما يشاؤون فهو ليس سلاحاً للتحرير ولا للكفاح.
المخيمات ستبقى أصل الحكاية ولا حلول بدونها وبدون العودة… ولا سلام بدون اللاجئين ومخيماتهم، التي تعرف أن الفصائل والمنظمة والسلطة ليسوا قدرها ولا قدر شعبنا… وليسوا منزلين لأن الأهم منهم كلهم وكلهن قضيتنا وثوابتنا ومخيماتنا ومقاومتنا وشعب فلسطين.
نضال حمد
موقع الصفصاف – وقفة عز
8 يونيو – حزيران 2025









