ألمانيا تتراجع تدريجياً عن دعمها غير المشروط “لإسرائيل”:
ألمانيا، التي كانت تعاني من عمى سياسي وأخلاقي، بدأت تستعيد بصيرتها وعقلانيتها. نتمنى لها الشفاء العاجل من مرض التصهين ومن إرث الهتلرية النازية، الذي عكسته وبالاً ودماراً ونكبات على الشعب الفلسطيني عبر دعمها اللامحدود والمفتوح لمجرمي الحرب “الاسرائيليين” الدوليين. ولم تكتف بذلك بل مارست الارهاب والقمع والاستبداد ضد الفلسطينيين المجنسين والمقيمين واللاجئين في المانيا، كذلك ضد المتضامنين مع فلسطين من الألمان وغيرهم.
ألمانيا البلد الذي انتهج سياسة معادية للفلسطينيين ودعم غير مشروط للكيان الsah يوني، تراجع مؤخراً بشكل ملحوظ عن سياسات الحكومة السابقة واتخذ مواقف نقدية تجاه سياسات وحرب نتنياهو في غزة.
انتقد المستشار الألماني فريدريش ميرتس بشدة ما سماه (تكثيف “إسرائيل” لهجومها على قطاع غزة)، مؤكداً أنه لم يعد يفهم أهداف الجيش “الإسرائيلي”، محذراً من أنه لن يكون قادراً على دعم حكومة بنيامين نتنياهو بعد الآن.
وخلال منتدى أوروبا 2025، الذي تنظمه شبكة WDR في برلين، أكد ميرتس أن “على الحكومة “الإسرائيلية” ألا تقوم بأي فعل لم يعد أصدقاؤها المقربون مستعدون لقبوله”، معبراً عن انتقاد نادر وحاسم لممارسات “إسرائيل”، التي تعد برلين واحدة من أبرز حلفائها إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أورد موقع DW (Arabic) هذه التصريحات.
كما جاء على لسان ميرتس: “إلحاق الأذى بالمدنيين إلى هذا الحد، كما هو متزايد في الأيام الأخيرة، لا يمكن تبريره كحرب ضد إرهاب حركة حماس”.
وفي موقف متقدم، قال المستشار الألماني موجهاً كلامه “لإسرائيل”: (لا أفهم ما تفعلونه في غزة ولن أدعمكم).
جاءت هذه المواقف المتقدمة بعد سلسلة من الانتقادات الأوروبية، وبعضها احتوى لهجة قوية وصارمة ضد “إسرائيل”. وفي الوقت ذاته، تزايدت الدعوات داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لوقف توريد الأسلحة إلى الكيان “الإسرائيلي”، التي استمرت طوال فترة الحرب، حيث تعتبر ألمانيا شريكاً رئيسياً إلى جانب “اسرائيل” الولايات المتحدة في عمليات القتل والإبادة والتدمير الشامل في غزة.
رداً على تصريحات ميرتس، أكد السفير “الإسرائيلي” في ألمانيا، رون بروسور، أن حكومته تأخذ انتقادات ميرتس “على محمل الجد”. وقال بروسور في مقابلة مع قناة ZDF الألمانية: “عندما يوجه فريدريش ميرتس هذه الانتقادات “لإسرائيل”، نستمع إليه بعناية لأنه صديقنا”.
أما ميرتس فقد اتهم الجيش “الإسرائيلي” بـ”الانخراط في عمليات مدمرة بلا هدف واضح”، وحذر من أن دعم برلين لممارسات تل أبيب يقترب من نهايته.
وفي مقابلة إذاعية نادرة، قال ميرتس إن حجم الكارثة التي يتعرض لها المدنيون في غزة تجاوز كل الخطوط الحمراء. وأضاف: “الطريقة التي يُسحق بها المدنيون، خاصة في الأيام الأخيرة، لم تعد مقبولة بأي معيار قانوني أو أخلاقي”.
وأشار ميرتس إلى الالتزام التاريخي لألمانيا تجاه “إسرائيل” قائلاً: “عادة ما نتحفظ عن توجيه نصائح علنية “لإسرائيل”، ولا نفعل ذلك مع أي دولة أخرى، لكن عندما يُنتهك القانون الإنساني الدولي، يجب على المستشار أن يتكلم بصوت عالٍ وبدون مجاملات”.
وذكر الموقع الألماني DW (Arabic):
لم يكتفِ ميرتس بإدانة الهجوم، بل وجه إنذاراً سياسياً واضححاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو: (إذا ظنت الحكومة “الإسرائيلية” أن أصدقائها المقربين سيستمرون في دعمها مهما فعلت، فهي مخطئة. لن أتمكن من دعم هذه الحكومة إذا استمرت في هذا المسار).
ورغم تأكيده على أهمية العلاقة بين برلين وتل أبيب، شدد ميرتس على أن العلاقة لا تعني تفويضاً مفتوحاً لارتكاب المجازر: (نعم، نريد أن نكون الشريك الأوروبي الأهم “لإسرائيل”، لكننا لن نصمت أمام ما أصبح لا يُحتمل).
وختم الموقع الألماني بالقول: أن تصريحات ميرتس تمثل بداية انهيار جدار الدعم غير المشروط الذي تمتع به “إسرائيل” في أوروبا، وتعكس تحولاً عميقاً في المزاج الأوروبي.
أعداد موقع الصفصاف – وقفة عز
٢٨ مايو – أيار ٢٠٢٥
