الإدارة الأمريكية توسّع عدوانها ضد الفلسطينيين
كشفت برقية دبلوماسية أمريكية، بنبرة عدوانية واستعلائية، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمارس ضغوطاً على حكومات دول أجنبية لمنع مشاركتها في مؤتمر أممي مرتقب يُعقد في نيويورك الأسبوع المقبل. ومن المقرر أن يناقش المؤتمر حل الدولتين وسبل وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
هذا يكشف ويؤكد أن الإدارة الأمريكية ليست لديها أية خلافات أو صراعات مع “إسرائيل” أو مع نتنياهو — بل على العكس، فإن موقفها تجاه الفلسطينيين أكثر عداءً من سياسات “إسرائيل” نفسها. وهذه السياسة لن تتغير إلا بإسقاط النظام السياسي الأمريكي بالكامل.
ووفقًا لما نشرته وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية يوم الخميس 12 يونيو، فإن المؤتمر المزمع عقده في 17 يونيو 2025 سيشهد مشاركة دولية واسعة، برعاية مشتركة من السعودية وفرنسا، ويهدف إلى بحث آليات دعم إقامة الدولة الفلسطينية، في ظل تزايد الجهود الدبلوماسية الدولية لوقف الحرب في غزة.
وبحسب البرقية التي كشفت عنها وكالة “رويترز” وأُرسلت في 10 يونيو، حذّرت الإدارة الأمريكية من أن أي دولة تتخذ إجراءات تُعتبر (معادية “لإسرائيل”) بعد المؤتمر ستُعدّ منتهكة لمصالح السياسة الخارجية الأمريكية، وقد تواجه تداعيات دبلوماسية. كما أكدت البرقية رفض الولايات المتحدة لأي خطوات أحادية الجانب للاعتراف بدولة فلسطينية.
وتأتي هذه الضغوط في وقت يتصاعد فيه الغضب الدولي تجاه ممارسات “إسرائيل” في غزة، وتعلو الأصوات المطالِبة بمحاسبتها ووقف عدوانها.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن في أبريل الماضي أن باريس قد تعترف بالدولة الفلسطينية خلال المؤتمر المنتظر في نيويورك. وقال في مقابلة مع قناة “فرانس 5”: “علينا أن نمضي في اتجاه الاعتراف، وسنفعل ذلك في الأشهر المقبلة”.
وأضاف: “هدفنا هو رئاسة هذا المؤتمر مع السعودية في يونيو، حيث يمكننا أن نحقق خطوة نحو الاعتراف المتبادل (بدولة فلسطين) بمشاركة عدة أطراف”.
وفي ديسمبر من العام الماضي، أعلن ماكرون، خلال زيارته للسعودية، أن باريس والرياض سترأسان بشكل مشترك مؤتمرًا بشأن إقامة الدولة الفلسطينية في يونيو 2025. وقال للصحافيين: “قررنا أن نرأس معًا مؤتمرًا في يونيو المقبل حول حل الدولتين”.
وأشار ماكرون إلى أن البلدين سيعملان خلال الأشهر القادمة على “مضاعفة وتوحيد جهودنا الدبلوماسية لجذب العالم بأسره إلى هذا المسار”.
وفي مايو الماضي، صرّح ماكرون بأن الاعتراف بدولة فلسطين “ليس مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي”، مشيرًا إلى مجموعة من الشروط لتحقيق ذلك. وأكد خلال مؤتمر صحفي في سنغافورة أن على الأوروبيين “تشديد الموقف الجماعي” تجاه “إسرائيل “إذا لم تُقدم على رد يوازي حجم الكارثة الإنسانية في غزة”.
ورغم أن هذه التصريحات تبدو واعدة، فإن السؤال يبقى: ما لم تُجبَر “إسرائيل” على الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ووقف عمليات التهويد والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، فأين ستُقام الدولة الفلسطينية؟ وعلى أي قطعة من الأرض؟
الفلسطينيون يريدون فلسطينهم، لا كيانًا مسخًا لا وجود له على أرض الواقع، حتى لو اعترف به العالم كله.
— نضال حمد، 12 يونيو 2025
www.al-safsaf.com
#فلسطين_بالبولندية