الأرشيفوقفة عز

الشعب الفلسطيني في وضع خطير وصعب ..

لكنه صامد وسوف ينتصر..

في ظل استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني، ومع تصاعد الحصار والمجازر بحق غزة، يكتب الكاتب الفلسطيني نضال حمد شهادة نضالية سياسية وإنسانية، تضع واقع النضال العربي الفلسطيني في سياقه التاريخي والمصيري.

في هذا المقال، دعوة للاستفاقة من الغفلة واستنهاض للوعي الجمعي العربي والدولي المناصر لفلسطين، دفاعاً عن النسانية الانسان وعن العدالة والمساواة والانسانية المهددة من قبل أعداء الحياة. وهي دعزة للتمسك بالمkاومة فلا خيار أمام الشعب الفلسطيني سوى التضحية والمقاومة والمجابهة ورفض الاستسلام وتصفية قضيته بالوصفة الأمريكية الرأسمالية الامبريالية العنصرية المقيتة. الكاتب الملتزم نهجاً وفكراً وممارسة بنهج المقاومة يؤكد أنها الآن تواجه أعظم قوى العدوان والشر والعنصرية والتوحش على وجه الأرض.

كتب نضال حمد اليوم الأربعاء ١ تشرين الأول ٢٠٢٥ في موقع الصفصاف:

نعم، نعيش زمناً عربياً يخجل منه الخجل نفسه، ويستحي العار أن يكون صفة له، لأنه تجاوزه في التعريّ والخزيّ والمهانة والإذلال والتبعيّة والعبوديّة للإدارة الأمريكية.

فلسطين، منذ أكثر من مئة عام، تقاوم دفاعاً عن أمة العرب من المحيط إلى الخليج، ومن الخليج إلى المحيط… وفي طليعتها، تقف غزة الأبية، غزة العزة، سداً حصيناً ومنيعاً في وجه السيطرة الصهيونية على مصر وسوريا ولبنان والأردن، وبقية الدول العربية من المحيط الى الخليج ومن الخليج الى المحيط.

تُغلق غزة الطرق والدروب أمام “إسرائيل” وكل من يناصرها أو يتحالف معها. وتردّ المؤامرات وتمنع تحقيق الحلم الصهيوني بإقامة مملكة “هرتسل” أو دولة “إسرائيل الكبرى” من الفرات إلى النيل – الحلم الذي لا يزال معلقاً كصورة في بهو الكنيست على هيئة خريطة منذ نكبة 1948، وهذه الصورة تمثل العقيدة التوسعية للمستعمرين الصهاينة وما آمنوا ويؤمنون به حتى اليوم.

في مراحل نضالنا الوطني والقومي والأممي، خاصة في زمن الثورة والكفاح المسلح… وفي إطار “جبهة الرفض الفلسطينية” التي تشكلت من فصائل يسارية وقومية فلسطينية وعربية، لمواجهة المشاريع التصفوية والاستسلامية الأمريكية والصهيونية والرجعية العربية، في ذلك الوقت قال القائد والحكيم الفلسطيني د جورج حبش – مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – قوله الشهير:

“إن النضال ضد المشروع الصهيوني قد يستمر مئة عام أو أكثر وعلى قصيري النفس أن يتنحّوا جانباً.”

وقد رحل الحكيم زاهداً، ثورياً، لداوياً (من بلدته اللد قرب يافا) فلسطينياً، عروبياً، تقدمياً وأممياً، رافضاً لنهج الخراب والفساد الذي جاء به قصيرو النفس، والذين انضموا لاحقاً إلى معسكر الأعداء سياسياً واعلامياً وتنسيقاً أمنياً وعملياتياً على الأرض.

على كل فلسطيني آمن بالثورة والكفاح أن يؤمن الآن أكثر وأكثر بأن شعبنا سينتصر، رغم صعوبة وتعقيد وطول طريق النضال وكلفته الباهظة جدا خاصة الآن في غزة والضفة الغربية وأرض ال 48. فنحن كما أسلفت نواجه أعتى إمبراطورية للشر والعنصرية والاستغلال والعدوانية – الإمبريالية الأمريكية…

نواجه منذ ٧٧ عاماً قاعدتها العسكرية النووية والاستيطانية المتقدمة في الشرق العربي، “إسرائيل”، القاعدة المدججة بأحدث الصناعات العسكرية والأمنية والتكنولوجية الأمريكية والألمانية والبريطانية والفرنسية والغربية بشكل عام.

كما أننا نقاتل قوى وأنظمة التطبيع والخيانة والخنوع والهزيمة والاستسلام في الوطن العربي وما أكثرها.. مع ذلك فنحن لسنا وحدنا إذ يقف معنا كل شرفاء ومقاومي العالم من لبنان، اليمن، إيران، كوبا، فنزويلا، كولومبيا، تشيلي، جنوب إفريقيا، وغيرهم من الأحرار والمناضلين الأمميين. كما تقف معنا طلائع الحرية والكرامة والتضامن من شعوب العالم قاطبة وخاصة في اوروبا والغرب.

هذه هي الروح التضامنية الأممية والمقاومة التي آمن بها الحكماء والثوار في صفوف مقاومتنا وشعبنا. من الحكيم ورفاقه واخوته من كل فصائل الرفض والمقاومة وضرورة وحتمية تحرير كامل تراب فلسطين، وصولاً إلى كل شهداء غزة اليوم .. الى القادة والمقاومين والمدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ … ومن الكتّاب والأطباء والطلاب والصحفيين والأكاديميين.

إنها مقاومة لا تموت ولا تنكسر. بل تحيا كلما تعمقت جراحها، وازدادت المؤامرات ضدها.

إنها ثورة القرن ومقاومة العصر… ميناء الفكر الحر، مرسى التضامن بين الشعوب وصوت الأدباء والمناضلين في شعبنا وأمتنا.. صوت العدالة والكرامة والتضامن بين كل أحرار العالم على هذا الكوكب.

نضال حمد

كاتب فلسطيني ومؤسس موقع الصفصاف – وقفة عز

مدير مجموعة فلسطين بالبولندية على فيسبوك.

1 تشرين الأول / أكتوبر 2025