من هنا وهناك

الفرقة سيلز( SEAL) في الداخل السوري وساحات جواره

عبر التزاوج بين برنامج “داربا” وبرنامج أوميغا

*كتب: المحامي محمد احمد الروسان*

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

علينا أن لا نعتمد على مسارات استنسابيات قراءات المشهد إزاء أي حالة، بدلاً من الإحاطة بالمشهد العام وترابطاته الإقليمية والدولية بالمحلي، حيث هناك أسباب متعددة تتحكم باللعبة الميدانية ولغة الميدان السوري.

ما يقوم به البعض، من بعض عرب، وبعض غرب، بريشة ولمسات وبنكهة الإسرائيلي(إن لم يكن في جلّهم)من خصوم الدولة الوطنية السورية والنسق السياسي، بديكتاتورية جغرافيته وديمغرافيته، بجانب فعلهم في الحرب غير المتماثلة والمركبة، ذات استراتيجيات الاستنزاف الطويل للجيش العربي السوري وحواضنه الشعبوية، على امتدادات الجغرافية السورية، هم وكلاء وعملاء استخبارات متخصصون بالحرب النفسية والملف السوري.

من الضروري بمكان أن نشتبك بعمق لإسناد جلّ الفكرة وتحت عناوين على شاكلة:- صناعة الكذبة في سورية، عمل الوحدات الخاصة الأمريكية، وكلاء الحرب الأمريكية في سورية من بعض العرب، مفاهيم الاغتصاب للنساء وقتل الأطفال ومكافحة الإرهاب لتشريع عمليات الاحتلال العدواني الحالي، تماماً كما حدث من قبل في أفغانستان المحتلة وما زال، والعراق المراد احتلاله من جديد عبر محاربة دواعش الماما الأمريكية، وليبيا المحتلة والتي صارت ساحات إرهاب بفعل الناتو نفسه، وتجاوزت حتّى مفهوم الدولة الفاشلة بشكل تراجعي عميق، إلى مفهوم الحارات والشلل، ويكاد أن ينجح ذلك في الحدث السوري…. الخ.

الفرقة(6)التابعة للبحرية الأميركية، والتي قامت بمهمة تصفية زعيم القاعدة أسامة بن لادن، تم إعادة هيكلتها مؤخراً، وصارت وحدة اغتيالات دولية متعددة المهمات، وتعمل بغطاء شركات متعددة الجنسيات بترولية وأخرى، كما تعمل تحت غطاء مؤسسات المجتمع المدني في دول العالم الثالث وفي جلّ دول وساحات ومشيخات العرب، ومؤسسات المجتمع المدني معظمها نوافذ استخباراتية في الدواخل التي تعمل بها.

الفرقة سيلز( SEAL): هي فرقة بحر وجو وبر، ستعمل(وبعمق هذه المرة)في المرحلة القادمة في الداخل السوري حسب ما لدينا من معلومات من مصادر مختلفة، بعد أن تم تجميدها بعد دبر انجازها في تصفية خلية الأزمة السورية، وفي بعض دول الجوار السوري، وفي دول وساحات دول الجوار السوري نفسه(العربية السعودية وغيرها من دول الخليج، وفي الداخل الإيراني)، وبالتنسيق مع وحدة أمان في الجيش الحربي الإسرائيلي، وبالتعاون مع مكونات مجتمع المخابرات الإسرائيلي الصهيوني، وزيارة جون برينان مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية ومساعدوه السريّة إلى “إسرائيل” مؤخراً(قبل 13 يوماً)تجيء في منحنيات هذه السياقات لعمل سيلز القادم، في الداخل السوري والدواخل العربية الحليفة لواشنطن، وقلنا في تحليلنا السابق(أزمة إدارة التوحش في المنطقة ومتاهاتها) الفكرة التالية:-

أنّ الولاء للولايات المتحدة الأمريكية(الإمبراطورية الرومانية الجديدة عبر دولة كوردستان إسرائيل ثانية)أخطر من معاداتها، فالعداء لها له مخاطره، والتحالف معها يقترن دائماً وأبداً بالمصائب والدمار، فهل تعي نواة الدولة الأردنية ذلك ومثيلاتها من شقيقاتها الكبرى والصغرى؟

 الفرقة سيلز قامت بمهمات اغتيال دموية انطلاقاً من قواعد سريّة في الصومال(صومالي لاند، مقر القيادة العسكرية الحربية في العدوان البعض عربي على اليمن العروبي الآن)، وقاتلت وما زالت هذه الفرقة في أفغانستان، وغرقت في دماء غيرها، وهي إحدى أكثر المنظمات العسكرية أسطورية وسريّة، والأقل خضوعاً للتحقيق والتحقّق في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي.

وأسلحتها من بنادق متطورة وصواريخ توماهوك بدائية، حيث تتموضع في جلّ الساحات العالمية، وكما أسلفنا سابقاً، وتوزّع أعضاؤها في مراكز تجسس مموهة داخل سفن تجارية، وتنكّر بعضهم على أنهم موظفون مدنيون في شركات متعددة أو يعملوا في مؤسسات مجتمع مدني كفرق إسناد، وفي تمويل بعض هذه المؤسسات وخاصةً في الدواخل العربية، بصفتهم رجال أعمال ومقاولات وما إلى ذلك، وفي السفارات كعملاء سريين.

الدور الذي تقوم به هذه الفرقة، يعكس الطريقة المستحدثة التي تنتهجها أميركا في الحروب، حيث قتال هذه الفرقة ليس من أجل الفوز، وقد تخسر في الميدان المستهدف، ولكن عملها بقتل المشتبه فيهم بأسلوب يتميز بانعدام الشفقة.

الفرقة الشبح سيلز هي وحدة عمليات خاصة محاطة بالسريّة وتقوم بعمليات قذرة جدّاً، أقذر وأوسخ من عمل السي أي ايه وجهاز المخابرات البريطاني الخارجي الأم أي سكس(سكس)، بل وأقذر وأكثر وساخةً من عمل ونتائج جهاز الموساد الإسرائيلي الصهيوني.

في السابق دخلت سيلز في حربي استنزاف في العراق وأفغانستان، اشتركت عناصرها مع السي أي ايه في برنامج سميّ(أوميغا)أعطى بعداً جديداً بمجال وإطار حيوي فاعل لكيفية تتبع الخصوم واصطيادهم .

الفرقة سيلز عملت في الداخل السوري في بدايات حدثه السياسي الاحتجاجي، وصفّت خلية الأزمة منطلقة من دول الجوار السوري، والتي راح ضحيتها ثلّة نوعية في كواليس عملها في مجتمع المخابرات السوري، والآن مراد لها أن تعمل بعمق وبشكل عامودي وعرضي، وتستهدف قيادات النسق السياسي السوري وعلى رأسها الرئيس بشّار الأسد، وهي موجودة في الداخل اللبناني وقريباً سنشهد عمليات اغتيال سياسي نوعية ومن كلا الفريقين 8 آذار و14 آذار لتعم الفوضى من جديد في لبنان، وبغطاء من الداعشيّة السياسية في الداخل اللبناني، حيث الصراع الآن سياسي بأدوات طائفية، لكنه مراد له أن يكون صراع طائفي اثني عميق، كما تعمل في الداخل الأوكراني ومراد إدخالها إلى الداخل الروسي، وفي كافة ومساحات وساحات بؤر الخلاف، وستلعب على البعد الديمغرافي لبعض دول الجوار السوري، وخاصة في بلادنا الأردن فماذا نحن فاعلون؟(راجع تحليلنا بعنوان: الأردن عرضة لإستراتيجية الذئاب المنفردة لداعش)كل شيء تمام سيدي وتحت السيطرة! لا لا لا ليس كلّ شيء تمام سيدي؟! يا ويلي.

الفرقة سيلز قتل أعمى بلا رحمة وشفقة وخير مثال على ذلك: عندما قامت السيلز هذه، وحرّرت رهينة أمريكي في أفغانستان المحتلة، قامت بقتل كل من شارك في أسره من مدنيين.

الولايات المتحدة الأمريكية(ببلدربيرغها، جنين الحكومة الأممية) تخوض وبقوّة حروب سريّة، لم يقرّها ولن يقرّها الكونغرس الأمريكي، وقطعاً ليس للمورد البشريّ السكّاني لتلك الدول، التي ستسحق حياتهم وأجسادهم أي دور في منعها، فمن أجل تحقيق خدمة الأهداف الإستراتيجية للسياسة الخارجية الأمريكية، بل من أجل هندسة نستولوجيا تلك الأهداف، لتصبح أهداف(ما فوق الإستراتيجية)، فانّ وحدات القوّات الخاصة الأمريكية، تقوم بتنفيذ(لب)وجوهر العقيدة الأمريكية ومعتقدها الراسخ والذي لا يخضع لأي ديناميات مراجعات، والقائم على أحقية القيام بالاغتيالات السياسية، التسلل عبر الحدود السيادية للدول، وزعزعة استقرار و\أو تقويض أنظمة الحكم، دون إعارة أي اعتبار لجهوزية مؤسسات الدولة ونسقها السياسي المراد استهدافها وذات السيادة، للتغير أو رغبتها فيه أصلاً.

هذا وقد اختارت متمنهجةً عليه العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، أسلوب قديم بذات الأدوات لبعض أنواع من الحروب، ولكن آثاره وتداعياته وشدّته في الألفية الثالثة للميلاد كبير جداً، ويقلب الأمور رأساً على عقب، ويغير أمزجة الرأي العام الدولي والإقليمي والمحلي بخبر وصورة وخلال لحظات، وعبر عمليات البروبوغندا السوداء وكواليسها.

ومثل الذي يقطع أنفه نكايةً بوجه، صارت واشنطن تستخدم أدواتها الحربية الشاملة من المورد البشري السكّاني للدولة المراد استهداف نسقها السياسي، ومن موارد بشرية من دول جواره المحلي والإقليمي، حيث جميعها تشترك باللغة والدين والأخلاق والقيم والأهداف، وبالعادات والتقاليد والمشاعر وبعلاقات نسب وقربى، ويؤدي جلّ العمل ذاك إلى تدمير الدولة ونسقها السياسي بأبنائها وأبناء دول جوارها، والحال هذا خير مثال عليه ما يجري بالحدث السوري وتشعباته المختلفة، عبر إحداث انحراف بجهاز مناعة الدولة المستهدفة ونسقها، لكي يقوم جهاز المناعة الخاص بالدولة بمهاجمة الأنسجة السليمة، بعبارة أخرى كيف يتم جعل الدولة تدمر نفسها بنفسها وعبر مساندة من محيطها؟! وهذا ما يجري في الحدث الاحتجاجي السوري وعبر وكلاء السي أي ايه من بعض العرب، ومن الغرب ومن بعض الداخل والخارج السوري .

انّه أسلوب حرب العصابات، استخدام القتلة، المتمردين، المخربين، حرب بالكمائن بدلاً من المواجهة، عبر التسلل بدلاً من الهجوم، انّه نصر عبر تقويض العدو وإنهاكه بدلاً من الاشتباك معه، حرب تترصد الاضطرابات وإحداث فوضى خلاّقة وغير خلاّقة.

ويؤكد جلّ الخبراء النفسيين الإعلاميين الأستخباريين، والذين يعملون في أجهزة الاستخبار العسكرية والمدنية( المخابراتية)الشرطيّة، أنّ اللجوء إلى أكاذيب التعذيب والاغتصاب كبنى تحتية لأي عملية بروبوغندا، وعبر وكلاء حربيين لتخدم هدف محدد، وهو خلق بيئة تساعد على خلق ظروف تقود في النهاية إلى الحرب، وهذا ما جرى ويجري وأزيد، في جلّ تحوصلات الحدث السوري.

نعم عندما تحدد الامبريالية الأمريكية الأهداف المستهدفة، تصبح مفاهيم الاغتصاب والتعذيب وقتل الأطفال عبر ارتكاب مجازر، وفقاً لجداول زمنية وديمغرافية وفي الوقت المناسب، تصبح مفاهيم لمكنونات أدوات التشويه السياسي للنسق السياسي المستهدف، ليصار إلى إضفاء ملاذات شرعية آمنة لأي عدوان يقرر من قبل ما يسمّى “بالمجتمع الدولي”، والأخير بلا أدنى شك هو( أمريكا).

رأينا كيف تمّ تشريع احتلال أفغانستان وتحت مسمّى الحرب على الإرهاب الدولي، ثم تشريع احتلال العراق وتحت مسمى أسلحة دمار شامل لم تظهر حتّى اللحظة، ثم احتلال ليبيا وإسقاط نظام الزعيم البدوي العربي معمّر القذّافي، والان جل الجهود تصب في تشريع وتوظيف كل شيء لمزيد من استهداف سورية ونسقها السياسي وديمغرافيتها وديكتاتورية جغرافيتها، واستهداف الدين المحمديّ المتنور في عبادة الخالق، الدين الذي جاء به محمد(صلّى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين)للناس كافّة.

إنّ ما يجري في سورية حرب غير تقليدية ومركبة، والجانب الأقبح لتلك الحرب, بالإضافة إلى كونها خرقاً واضحاً للقوانين الدولية، التي تفرض احترام سيادة الدول و وحدة أراضيها و الحياة الإنسانية و الملكية الشخصية…الخ, هو الجهد  الحثيث والمستشرس للتأثير نفسياً على الشعب وقبله على حكومته، وإنّ هذا الجانب بالتحديد من الحرب الغير تقليدية ينافي منظومة القيم لأي أميركي عاقل.

من بين حالات الفوضى الإقليمية والمحلية, قدمت الانتفاضات العربية في العام2011 فرصة للمضي قدماً في نشاطات الحرب غير التقليدية في الدول المعادية، سواء أكانت شعوب تلك الدول راغبة في تغيير النظام أم لا، والأمثلة الأوضح نلحظها في إيران وليبيا وسورية, وجميعها كانت وما زالت أهدافاً للحرب غير التقليدية بدرجات متفاوتة، والنتائج كانت متفاوتة أيضاً وما زالت قيد الإنتاج.

كان من المفترض أن يكون الرابع عشر من شباط لعام 2011 م قبل خمس سنوات نقطة البداية لضرب إيران، و لكن الجمهورية الإسلامية كانت على أهبة الاستعداد نتيجة خبرتها المتأتيّة عن الحرب غير التقليدية التي شنت عليها بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية في العام 2009.

لقد شكل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة التي تلت تلك الانتخابات, كأداة لتنسيق الاحتجاجات و نشر الروايات مناهضة للنظام, بداية لعهد جديد من ثورة الإنترنت على نطاق العالم، لم يضيع البنتاغون الوقت, وأعلن توسيع نطاق عملياته ليشمل الفضاء الافتراضي، كما زاد بشكل ملحوظ الميزانية المخصصة للنشاطات التدميرية على الشبكة الإلكترونية.

 في حزيران من عام 2012 م, أعلن السلاح التكنولوجي لوزارة الدفاع, المسمى اختصاراً  داربا, عن برنامج تبلغ ميزانيته 42 مليون دولار يمكن الجيش الأميركي من ” رصد وتصنيف وقياس ومتابعة تشكل وتطور انتشار الأفكار والمفاهيم” في الشبكة الافتراضية.  وقد أسمت مجلة وايرد هذا البرنامج بآلة البنتاغون للبروباغندا عبر المواقع الاجتماعية, وذلك بسبب خططه القائمة على “نشر رسائل مضادة لتأثير عمليات الخصم المرصودة.” مما يسمح” باستخدام أذكى للمعلومات لدعم العمليات العسكرية” وتجنب النتائج غير المرغوب بها. سيسمح المشروع بأتمتة العمليات  بحيث يتم “تحديد المشاركين والمستهدفين, وقياس آثار حملة الإقناع”, وليتم بالمحصلة, تحقيق التسلل وإعادة توجيه الحملات المرتكزة على مواقع التواصل الاجتماعي وفقاً لما تقتضيه الحاجة.

يبدو أن حملة الحرب غير التقليدية على إيران قد اقتصرت على التخريب التكنولوجي, وعلى الاغتيالات والتسلل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أمّا في ليبيا فإنّ الحملة ذهبت في اتجاه أكثر حدية. يختلف السيناريو الليبي طبعاً بأنه تم بغطاء من الناتو, بينما تولى العسكريون الأميركيون القيادة من خلف الستار وكان هناك جهد حربي أوروبي كبير وعبر فرنسا إبان حكم الملك ساركا( ساركوزي). يضاف إلى ذلك أن النجاح واسع النطاق لعمليات الحرب غير التقليدية لا يرجع إلى القتال وجها لوجه, بقدر ما يرجع إلى اللجوء إلى الغطاء الجوي وإلى تبادل المعلومات الاستخباراتية حول الهجمات التي كان يقوم بها ثوار ليبيون(حسب ما تم تسميتهم) غالباً.

أمّا عمليات الحرب غير التقليدية في سورية فهي مزيج من النوعين. ذلك أن قوة وشعبية الرئيس الأسد, التي تحدثت عنها السفارة الأميركية في برقية نشرتها ويكيليكس, اقتضت بدء نشاطات لتقويض هذه الشعبية قبل التدرج إلى سيناريو على الطريقة الليبية.

ولذلك، تعمّقت وكالات الاستخبار الأمريكي المختلفة، في دراسة وضرورة اقتناص “الفرص” لكشف “نقاط ضعف” النظام السوري ودفعه باتجاه صعوبات اقتصادية, وانقسام عرقي وطائفي, وخلاف بين أجهزة الأمن و الجيش. وبحثت عمليات الدراسة والبحث أيضاً، بضرورة قيام القوات الخاصة على “استثمار نقاط الضعف السياسية والاقتصادية والعسكرية والنفسية للخصم.”

ينعكس المشهد الديمغرافي السوري:”في معظم السيناريوهات, تواجه حركات المقاومة شعباً فيه أقلية نشطة موالية للحكومة, تقابلها أقلية موازية تساند حركة المقاومة. ولكي تنجح المقاومة عليها أن تحمل الواقفين في الوسط  من غير الملتزمين, على القبول بها ككيان شرعي. أحياناً, لا يحتاج التمرد المدعوم جيداً إلى أكثر من أغلبية سلبية ليستولي على السلطة.”

وتم“استخدام البروباغندا والجهود السياسية والنفسية, لخلق جو أوسع من عدم الرضى يضعف الثقة بالحكومة.” و يجب أن يترافق تصعيد النزاع مع “تكثيف للبروباغندا بهدف تحضير الشعب نفسياً للعصيان.”

البداية تكون بوجود”اهتياج”على نطاق محلي أو وطني, يرافقه تنظيم لحملات مقاطعة أو إضرابات أو أي نوع من النشاطات المعبرة عن عدم الرضى. و من ثم يبدأ ” تسلل المنظمين والناصحين الأجانب, والبروباغندا الأجنبية, والمال, والأسلحة والمعدات.”

وفي المستوى الثاني من العمليات, يتم تأسيس ” منظمات مواجهة وطنية” كالمجلس الوطني السوري)، ثم ما سمي بائتلاف المعارضة السورية في مشيخة قطر, و” حركات تحرر” مثل ما يسمّى( بالجيش الحر، ثم جبهة النصرة الإرهابية فرع القاعدة في سورية والتي يعمل الجميع الآن على سورنتها، واعتبارها جهة معتدلة ثم دواعش الماما الأمريكية), من شأنها أن تستجر أقساماً أكبر من الشعب إلى قبول “ازدياد التخريب و العنف السياسي”, وأن تشجع على تدريب” أفراد و مجموعات على القيام بأعمال تخريب في المدن.”

أمّا عن كيفية وماهية استجابة الأغلبية غير الملتزمة, والسلمية ظاهرياً, لعنف الجماعات المعارضة؟ فيقدم دليل الحرب التقليدية وسيلة سهلة لتلفيقها :

“إذا ردت الحكومة المستهدفة, فستستغل المقاومة النتائج السلبية للرد الحكومي من أجل استحواذ تعاطف و دعم شعبي أكبر, و ذلك من خلال التركيز على التضحيات و الصعوبات التي تتحملها المقاومة في سبيل الشعب. و إن لم ترد الحكومة أو كان ردها غير فعّال, فبإمكان المقاومة البرهنة بذلك على فاعلية قتالها للعدو. بالإضافة إلى ذلك, يمكن للمقاومة إظهار تباطؤ العدو أو عدم قدرته على الرد على أنهما ضعف, مما سيقود إلى إضعاف معنويات قوات العدو و يوحي بقرب الهزيمة.”

واليوم, مع خريف رئاسة باراك أوباما والذي صارت قرارات إدارته كبطّة عرجاء لقرب الانتخابات الرئاسية, تحولت سياسات بوش و أعيد توضيبها تحت مسمى “هيئة منع ارتكاب الفظائع” أو تحت مسمى ” التدخل الإنساني”, إلا أن الأهداف لم تتغير: زعزعة استقرار حياة الناس و الدول لخدمة المصالح الأميركية في السيطرة الاقتصادية و السياسية.

إنّ الحكومات العربية محقة حين تتحدث عن “مؤامرة أجنبية”. إذ لم يعد هناك مجال واحد في الدول العربية الهامة لم تصل إليه “المصالح الأميركية”: بدءا من المجتمع المدني”المسالم”المليء بالمنظمات غير الحكومية الممولة أميركيا بعلم الحكومات وأجهزتها الأمنية كنوافذ استخباراتية(والأردن خير مثال على ذلك), مروراً بأجهزة الاستخبارات والجيش التابعة لتلك الدول, ووصولاً إلى صفحات الفيسبوك للمواطنين العاديين.

وفي خضم هذه الانتفاضات المشتعلة في المنطقة, يتحول كل شعب عربي لا يغلق بابه أمام مخاطر التدخل الأجنبي إلى جندي يقاتل إلى جانب أعدائه في حرب غير تقليدية تشن عليه.

www.roussanlegal.0pi.com

mohd_ahamd2003@yahoo.com

هاتف منزل \ عمان : 5674111   خلوي:0795615721

سما الروسان في 14 – 6 – 2015 م.

اترك تعليقاً